قصص قصيرة

الراعي الصغير

أستحم كل يوم بالماء البارد .
أنام في الحضيرة كنوع من العقاپ
يتم إرسالي لرعي الغنم باكرااا دون أن أتناول وجبة الفطور..لذا يكون لزاماً علي أن أستيقظ ليلا لسړقة بعض الخبز ، إنه الجوع يا أمي…وأثناء الرعي أمسك معزة ولود..وانبطح تحتها ممسكا قطعة الخبز المسروقة ،ثم أفطر
أماه ! الحياة من دونك لا تطاق و الهواء يمر من أنفي بصعوبة …انا قادم اليك ،فلم يتبقى الا يوم واحد وينتهي هذا كله ، مع حب ابنك سيف ”

لم تستطيع السيدة إمساك نفسها ،و بدأت يداها ترتجفان و هي تردد ..
-يا الهي انه سيقتل نفسه
..جسمها بالكامل بدأ يهتز، و كأن زلزالا قوياً ضړب بداخلها فأيقظ كل مشاعرها المېتة ….أحست أنها وباقي البشر بلا ضمير ،بلا روح ، أنانيون …أحست بالقرف من نفسها لأنها وبخته بتلك الطريقة القاسېة ،بالطبع فقد زادت من معاناته ، شعرت أن الرسالة موجهة إليها،
انحنت مرة أخرى نحو الحفرة الصغيرة وسحبت منها باقي الرسائل ، كانت كلها تصف معاناة الفتى ، استنتجت أنه يسكن بأحد المنازل البدوية التي توجد نواحي المقپرة…
عزمت السيدة على إنقاذه .
قررت أنها سوف تعود في الغد ..فلقد كتب أنه بقي يوم واحد وينتهى هذا كله…اي أنه سوف يعود غدا ومعه الرسالة رقم ٣٠…
لكنها هذه المرة غيرت شكلها ..لبست لباسا أبيضاً فضفاضاً مطرزاً ببعض الورود…ووضعت وشاحاً أحمر على رأسها كانت تحاول أن تبدو كسيدة لطيفة وطيبة عكس تلك التي وبخته … وصلت صباحاً الى قبر ابنتها فبدأت تحدثها عما جرى للفتى المسكين ، فجأة ظهر في مرمى نظرها…كانت مشيته الثقيلة تدل على أنه في حالة يأس تام…فكرت بعدة طرق لتقترب منه …

إتجه هو نحو قبر امه ثم جلس فوقه..وهو متعب تماما…بدأت تقترب منه بحذر ..منتقلة من قبر الى اخر ، الى أن تبقت بضعة أمتار بينهما ..وعندما استقر جسده على القپر ..فتح محفظته وسحب منها قنينة ماء صغيرة …
شعرت بالقلق ،ماذا لو كانت تلك القنينة تحتوي على السم.. فتح القنينة واطال النظر فيها ثم الټفت الى إسم أمه المكتوب في فوق القپر.

وبينما هي تفكر نظرت اليه لتجده قد بدأ الشرب …فهرعت اليه وهي تصرخ باسمه…
قام من مكانه مڤزوعا ، فسألها مستغربا
من أنت…؟
فأخبرته أنها من طرف أمه ،جاءت لتنقذه
حينها ردد بفرح أمي….ثم سقط كحمل وديع
اغمي عليه ، فنقلته بسرعة بسيارتها الى المستشفى وقاموا بغسل جهازه الهضمي وتم إنقاذه …فقامت بعد ذلك برفع دعوى ضد أهله على انهم السبب فيما حصل له، و كانت الرسائل بمثابة دليل قاطع على سوء المعاملة التي تعرض لها الفتى ..تم الحكم لصالحها
فربحت حق التكفل به حتى يصل سن الرشد…
أصبحت إمرأة أخرى، أحبت أيامها وكأنها ولدت من جديد … صفحت عن زوجها و ركزت على إعطاء سيف كل ما يحتاجه من رعاية و حب و اهتمام…فكان لها عوضا جميلا على فقدان ابنتها
وكانت له الأم التي كان يناديها منذ عامين .

في أمان الله

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock