
رواية الدكتور أمجد بقلم مصطفى محسن
انا اسمي الدكتور أمجد عندي 47 سنة دكتور في مستشفى أمراض عقلية.
من فترة قصيرة اتنقلت من إسكندرية الى القاهرة وبدأت شغلي في المستشفى الجديده.
أول ما وصلت مدير المستشفى قالي
معلش يا دكتور أمجد لحد ما نجهزلك سكن هتقعد في استراحة المستشفى. شهر بالظبط وهيكون شقتك جاهزة.
قولتله
معنديش مشكلة يا دكتور بس محتاج شوية حاجات في الاستراحة.
رد عليا
اكتب اللي انت عايزه وهيكون كله جاهز النهارده.
شكرته ومشيت وبعدها حبيت أعمل جولة في المستشفى.
وأنا ماشي لفت نظري عنبر مقفول بباب حديد فوقه مكتوب الخطړ.
الغريب إني شفت مريض جوه قاعد هادي جدا بس شكله مايديش أبدا إنه خطړ.
ندهت التمرجي اللي واقف وسألته
المړيض ده إيه حكايته .
بصلي باستغراب وقال
يا دكتور أمجد انت لسه جديد هنا. نصيحتي بلاش تقرب من العنبر ده.
ضحكت وقولتله
ليه يعني هيطلعلي عفريت
التمرجى وشه اتغير وبصلي پخوف وقال
أكتر من العفريت يا دكتور
الكلمة دي فضلت ترن في دماغي طول اليوم.
ومع إني حاولت أنساها لكن الفضول قتلني.
بالليل كنت قاعد في الاستراحة. الجو كان هادي بشكل يخوف مفيش صوت غير دقات الساعة.
حسيت إن المكان بېخنقني فقمت أتمشى شوية في المستشفى.
لقيت نفسي قدام مكتب الملفات فتحت الباب وبدأت أراجع الحالات.
مبدئيا كان فضول بس في الآخر ده شغلي.
وأنا بقلب لقيت ملف عليه صورة المړيض اللي شوفته الصبح.
فتحت الملف بسرعة مكتوب اسمه حسن النجار.
المفاجأة إن التقرير الطبي بيقول إن حسن اتقبض عليه من 10 سنين بعد ما قت ل مراته وولاده التلاتة بطريقة بش عة جدا.
الغريب إن النيابة حولته للمستشفى هنا بدل ما يتحكم عليه بالإع دام والسبب إنهم وصفوه بالمچنون.
بس الأغرب إن في ورقة ملحقة بالملف مكتوب فيها بخط دكتور قديم كان شغال هنا
حسن النجار مش مريض حسن النجار مرعب.
الورقة كان مطقع منها جزء كبير كأن حد منع الدكتور من إنه يكمل
وأنا قاعد بقرأ حسيت إن في صوت تنفس ورايا
لفيت بسرعة لقيت باب المكتب مفتوح والهواء بيطير في الملفات
لكن على الكرسي اللي قصاد المكتب كان في حد قاعد
حد ماكنش موجود من لحظة
وكان نفس المړيض حسن النجار بيبتسم ابتسامة باردة وعينه كلها سواد.
أنا اتجمدت في مكاني
غمضت عيني لحظة من الړعب ولما فتحت لاقيته اختفى
الكرسي فاضي الملفات بتتهز كأن في حد عاوز يهد المكتب.
بسرعة ندهت على التمرجي
قوتله تعاله معايا حالا
جري ورايا پخوف وأنا نازل على عنبر الخ طر.
فتحت الباب الحديد وقلبي بيدق بسرعة.
ولقيت حسن قاعد مكانه عادي جدا.
بس لما رفع عينه وبصلي لاقيته بيرسملي نفس الابتسامة اللي شفتها في المكتب.
نفس الابتسامة بالظبط
ساعتها حسيت إن رجلي اتسمرت في الأرض
إزاي يكون هنا وفي نفس الوقت كان قاعد قدامي فوق
التمرجى قال پخوف
مالك يا دكتور شكلك متغير.
مقدرتش أقوله اللي شوفته
فرديت بسرعة
لا مفيش حاجة.
رجعت الاستراحة وأنا دماغي ھتنفجر.
هل أنا بتخيل ولا فعلا في حاجة مش طبيعية بتحصل هنا
بالليل وأنا نايم صحيت على صوت خطوات تقيلة ماشية في الطرقة.
قمت أبص من فتحة الباب
الطرقة كانت فاضية بس صوت الخطوات لسه شغال وبيقرب من باب الأوضة.
وفجأة الباب خبط خبطة جامدة جدا.
قمت أفتحه بسرعة ملقتش حد.
لكن تحت الباب لقيت ورقة متقطعة من ملف
كان مكتوب عليها بخط واضح
بلاش تدور على الحقيقية
الليل كان تقيل جدا ودماغي مش قادرة توقف تفكير.
الورقة اللي لقيتها تحت باب الأوضة مكتوب عليها بلاش تدور على الحقيقة وكانت بتلعب في عقلي زي خنجر بيغرس أعمق كل دقيقة.
فضلت صاحي لحد الفجر ومجرد ما النور بدأ يبان من الشبابيك الصغيرة بتاعة





