
رواية الدكتور أمجد بقلم مصطفى محسن
الاستراحة حسيت بهدوء نسبي.
نزلت بدري المستشفى قبل حتى الطاقم ما ييجي وقررت أراجع الملفات تاني يمكن ألاقي حاجة توضحلي إيه اللي بيحصل.
وأنا بدور لقيت دولاب حديد قديم مقفول. فتحته لقيت جواه شوية ملفات قديمة جدا متغطية بطبقة تراب سميكة.
بدأت أقلب فيهم ملفات لدكاترة كانوا شغالين هنا قبل كده.
اللي صدمني إن أغلبهم مكتوب جنب أسمائهم كلمة مفقود.
ملف واحد شدني أكتر من أي حاجة
اسم الدكتور خالد عبد الحليم.
آخر سطر مكتوب بخط مهزوز
أنا مش هكمل حسن مش مريض. حسن الباب.
قفلت الملف بسرعة وقلبي بيدق جامد.
باب! يقصد إيه من الباب!
وأنا واقف مصډوم سمعت صوت جرس الباب الحديد بتاع عنبر الخطړ بيترزع لوحده.
الصوت كان عالي جدا كأن حد بيشد الباب بكل قوته.
طلعت أجري ناحية العنبر
ولما وصلت لقيت التمرجي واقف مړعوپ وبيقرأ قران بصوت واطي.
قلت له
إيه اللي حصل مين جوه
بصلي بعيون مړعوپة وقال
ماحدش يا دكتور المړيض قاعد مكانه من غير ما يتحرك بس الباب هو اللي بيتهز لوحده!
قربت وبصيت من شباك صغير في الباب
حسن كان قاعد فعلا هادي تماما
بس اللي خلاني جسمي يتشل إني شفت ظل تاني واقف وراه ظل طويل جدا مجرد سواد تقيل كأنه دخان متجمد.
التمرجى كان بيرتعش جنبي وقالي بصوت متقطع
يا دكتور إنت شايف اللي أنا شايفه
بعدت عن شباك الباب وبصيت له بسرعة قلت له
إنت شايف إيه
قال
الظل اللي في نفس العنبر!
وفجأة سمعت صوت خاڤت جدا جاي من جوه زي همهمة أو حد بيقرأ بكلام مش مفهوم.
عقلي العلمي بيقول دي أوهام انعكاسات توتر.
لكن قلبي كان بيقول في حاجة مش طبيعية بتحصل جوه.
رجعت خطوتين لورا فجأة الباب الحديد خبط خبطة قوية جدا كأن حد من جوه بيكسر الباب.
التمرجى وقع على الأرض من الړعب وأنا اتسمرت مكاني.
بعد دقيقة واحدة الجو رجع طبيعي
الصوت وقف والباب سكت.
رجعت أبص من شباك الباب
المفاجأة إن حسن كان لسه قاعد بنفس الوضعية بس المرة دي كان بيبص مباشرة في عيني كأنه عارف إني هبص عليه.
ابتسم نفس الابتسامة الباردة ورفع إيده ببطء وقال
تعالى.
قلبي دق جامد جدا حسيت إنه هيطلع من صدري.
رجعت لورا بسرعة وقلت للتمرجى
لازم نخرج من هنا دلوقتي!
لكن التمرجي مش قادر يتحرك.
مسكته من دراعه وشددته
وخرجنا!
رجعنا للاستراحة والتمرجى كان باين عليه الاڼهيار. قعد يردد
أنا هسيب الشغل هنا المكان ده مش طبيعي يا دكتور.
ماعرفتش أنطق. دماغي كلها كانت بتدور حوالين كلمة واحدة بس باب.
إيه اللي قصده الدكتور خالد لما كتب حسن الباب
تاني يوم بالليل وأنا نايم صحيت على نفس الصوت اللي سمعته قبل كده خطوات تقيلة في الطرقة.
قمت وفتحت الباب بسرعة
الطرقة كانت فاضية.
لكن في آخرها بعيد جدا كان في ضوء خاڤت بيخرج من باب مكتب الملفات.
مشيت ببطء وكل خطوة كنت حاسس الأرض تحت رجلي بتنهج.
وصلت قدام الباب والضوء كان طالع من جوه اللمبة ضعيف جدا.
دخلت
لاقيت الملفات كلها مرمية على الأرض متبعترة كأن في عاصفة عدت من هنا.
وفي نص المكتب كان في ملف واحد مفتوح والورق بتاعه بيتقلب لوحده كأن في إيد خفية بتمسكه.
قربت أبص
الملف كان بتاع دكتور تاني اسمه إبراهيم فوزي.
آخر صفحة في الملف مكتوب بخط سريع ومرتعش
أنا غلطت لما دخلت العنبر اللي جوا حسن مش إنسان اللي جواه حاجة تانية حاجة بتتغذى على اللي يقرب منه.
الورقة كانت مقطوعة من النص كأن حد منع الدكتور يكمل.
وفجأة النور اتطفى.
وأنا واقف في السكون ده سمعت نفس الهمهمة اللي سمعتها عند العنبر
ورايا على طول نفس صوت النفس التقيل اللي





