روايات

رواية عائلة الشناوي كامله جميع الفصول للكاتب مصطفى محسن

بصلي بعمق وقال
ده حد عاملها عمل عمل قوي جدا.
أنا اتسمرت مكاني عقلي بدأ يلف.
أكيد سماح وحمدان هما السبب وهما بس اللي ليهم مصلحة يطفشونا من البيت.
فى دماغي سؤال واحد
أواجههم إزاي
الشيخ إبراهيم بص في عيني وقال
اسمعني كويس يا عادل خلي بالك اقرأ قرآن كتير ما تطفيش أنوار الشقة وما تسيبش نفسك لوحدك في الضلمة ومتخافش هنلاقي حل لوالدتك إن شاء الله.
كلامه طمنني شوية لكن القلق فضل جوايا.
دخلت الشقة بخطوات مترددة فجأة اتجمدت.
شفت أمي قاعدة على الكرسي في الصالة شكلها طبيعي جدا بتبصلي بابتسامة هادية.
جريت عليها بسرعة وقلت بصوت متلخبط
إنتي بخير يا أمي
بصتلي باستغراب وقالت
أنا بخير يا ابني في إيه
ما حبيتش أقلقها.
قلت لها بسرعة
مافيش يا أمي أنا بس كنت قلقان عليكي.
ابتسمت وقالت
اطمن مافيش أي حاجة.
دخلت أوضتي بس القلق مسابنيش.
قفلت الباب قعدت على السرير وبدأت ألاحظ حاجات غريبة.
باب الدولاب يفتح ويقفل لوحده نور الأوضة يطفي ويرجع ينور من غير ما ألمسه.
قلبي بدأ يدق بسرعة عرق ساقع نزل من جبيني.
وفجأة
بصيت ناحية طرف السرير لقيت قطة سودا واقفة عينيها بتلمع في الضلمة.
اتجمدت مش قادر أتحرك والصدمة الأكبر إن القطة بدأت وتتمدد لحد ما اتحولت لظل طويل واقف قدامي.
بلعت ريقي بالعافية وقلت بصوت مهزوز
إنت إنت عاوز مننا إيه
الظل ضحك ضحكة مخيفه.
وبصوت تخين يخوف قال
أنا عاوز البيت ده وإلا مش هخليك إنت ولا أمك تتهنوا بيه.
حسيت روحي بتتسحب منى من كتر الخۏف
وفجأة الظل اختفى.
لقيت نفسي مش قادر أتحرك الدنيا بتلف حواليا واسودت في عيني.
آخر حاجة فاكرها إن باب الأوضة اتفتح واتقفل پعنف وبعدين اغمى عليا.
فوقت على صوت أذان الفجر.
قمت وصليت وحاولت أهدي قلبي افتكرت كلام الشيخ إبراهيم لما قال اقرأ قرآن كتير وما تطفيش النور.
النهار طلع لبست ورحت الشغل.
وأنا في المكتب بحاول أركز دخل راجل لابس شال أسود وجلابية سودا عيونه فيها حاجة غريبة.
افتكرته على طول الرجل ده شفته قبل كده في المقاپر مع سماح وحمدان.
قرب مني ببطء وقعد قصادي وقال
يا باشمهندس عادل أنا جيت أحذرك من عمتك سماح وعمك حمدان. دول مش نويين خير ليك ولا امك. نصيحة مني حاول تتفاهم معاهم لكن خلي بالك دول كلهم شړ.
سألته وأنا متلخبط
إنت مين وليه بتحذرني
قالى
أنا بنصحك عشان واضح إنك إنسان طيب ومش عايز أشوفك تعبان.
وقام مشي.
قعدت أفكر في كلامه.
خلصت شغلي بسرعة ورحت على طول عند الشيخ إبراهيم.
خبطت فتحلي وقال
اتفضل يا عادل خير
حكيتله كل حاجة عن الظل عن القطة اللي اتحولت وعن الراجل الغريب اللي جه يحذرني.
الشيخ إبراهيم وشه كان بيتغير مع كل كلمة.
سألته
يا شيخ الراجل ده ممكن يكون له دخل
اتنهد وقال
عايز أشوفه بعيني.
قلتله
طب تعال نروح الشركة ونراجع الكاميرات.
روحنا الشركة مسؤول الأمن.
شغل وارجع الكاميرات وطلع أول مقطع أنا قاعد على مكتبي باب المكتب اتفتح وتقفل وفجأة بدات اتكلم مع حد لكن مافيش أي شخص قدامي!
الشيخ إبراهيم هز راسه ببطء وكأنه فاهم.
المسؤول استغرب وسأل
فيه إيه
قلت بسرعة
مافيش حاجة.
الشيخ بصلي وقال
يلا نخرج يا بشمهندس.
وإحنا ماشيين قال
الموضوع واضح اللي جالك ممكن يكون خير ومش شړ.
اټصدمت
إزاي يا شيخ! ده أنا شفته قبل كده واقف مع سماح وحمدان في المقاپر!
قال بهدوء
الجن بيتشكل في أي صورة. في جن مؤذي وفي جن صالح زي الإنسان بالظبط. اللي ظهرلك ممكن يكون صالح.
سألته
طيب الحل إيه
قال
متخافش النهاردة هاجي معايا الشيخ سيد. ده راجل صالح وبيفهم في الأعمال. أكيد معاه حل.
اتفقت معاه ييجوا بعد العشاء.
رجعت البيت وأنا متوتر ومستني اللي هيحصل.
دخلت الشقة الجو كان هادي لكن إحساسي بيقولي في حاجة غلط.
بصيت لقيت أمي ماشية على الحيطة!
كانت بتتحرك بحركة بطيئة وغريبة وعيونها كلها سودا من غير بياض.
نطت على الأرض وقربت مني.
قبل ما أنطق بصتلي وقالت
وقتك جه يا ابني تعالى.
وفجأة عينيها اتحولت من سودة لحمرا وهجمت عليا!
ام عادل كانت أمه بټخنقه بإيديها وعينيها كلها سودا. صوته بدأ يختفي وأنفاسه بتتقطع وفجأة ريح جامدة دخلت من الشباك وظهر الراجل اللي لافف وشه بشال أسود.
مد إيده بقوة مش طبيعية ورمى أم عادل بعيد كأنها ورقة فوقعت على الأرض وأغمى عليها.
عادل كان بيكح ومش قادر يصدق اللي بيشوفه من شدة الړعب وهو بيقول بصوت متقطع
انت إنت مين قول طمني انت إنس ولا جن
الراجل بصله وصوته جه مرعب وغامض وقاله
متخافش مني يا عادل اسمع كلامي وأنا أقدر أنقذك من كل شړ حواليك.
عادل رد بسرعة وهو بيترعش
طيب طيب قول اسمك إيه
قبل ما يخلص كلامه الراجل اللي لافف وشه بالشال اختفى فجأة.
عادل اتجمد مكانه لحظة وبعدين جري على أمه شالها وحطها على السرير وهو بيرتعش وبدأ يقرأ قرآن بصوت عالي.
في اللحظة دي سمع خبط جامد على الباب.
فتح الباب لقى الشيخ إبراهيم واقف ومعاه راجل كبير لابس جلابية بيضا ووشه منور بالوقار.
الشيخ إبراهيم قال بهدوء
سلم على الشيخ سيد يا عادل.
أول ما عادل مد إيده وسلم على الشيخ سيد حس إن جسمه كله بيتقل ورجليه مش شايلة. كان هيقع على الأرض والشيخ إبراهيم مسكه من كتفه وسنده والشيخ سيد بدأ يقرب منه.
مسك راس عادل وحط إيده عليها وبدأ يقرأ كلام مش مفهوم بصوت قوي. مع كل كلمة كان بيقولها الشيخ سيد عادل حس إن فيه حمل بيتشال من صدره لحد ما فاق وبدأ يتكلم.
قال
أنا أنا مش فاهم إيه اللي بيحصل!
الشيخ سيد رد بسرعة
أنا عارف كل حاجة.
عادل اټصدم
تعرف إيه
الشيخ سيد قال وهو ثابت
عارف اللي حصلكم.
الشيخ إبراهيم اتدخل وقال
متقلقش يا عادل أنا حكيت للشيخ سيد كل اللي حصل.
عادل اتنفس بسرعة وقال
بس فيه حاجة حصلت قبل ما تيجوا.
الشيخ سيد هز راسه وقال
عارف يا ولدي أمك حاولت تتخلص منك.
عادل فتح عينه بدهشة وقال
صحيح بس فيه حاجة تانية!
الشيخ سيد ابتسم ابتسامة غامضة وقال
وانقذك الغريب.
عادل قام بسرعة قلبه بيدق وقال
إنت إنت عرفت الكلام ده إزاي يا شيخ سيد
الشيخ سيد ضحك بهدوء وقال
إحنا جايين نساعدك يا عادل مش نسألك.
الشيخ إبراهيم قرب منه وقال
متخافش يا عادل الشيخ سيد هو الوحيد اللي هيقدر يشفي أمك بعد ربنا.
الشيخ سيد حط إيده على كتف عادل وقاله
يا ولدي أنا شفت حالات أصعب من كده بكتير. إنت فاكر نفسك لوحدك متخافش إحنا معانا ربنا. هنقدر على أي شړ بعون الله.
عادل حس شوية طمأنينة وقال وهو بيحاول يهدي الجو
طيب تشربوا إيه يا مشايخنا
الشيخ إبراهيم رد بابتسامة خفيفة وقال
يا بشمهندس إحنا مش جايين نتضايف إحنا جايين نشوف والدتك ونطمن عليها.
عادل قال
خلاص اتفضلوا.
دخلوا جوه الشيخ سيد وقف قدام أوضة أمه وقال للشيخ إبراهيم
اطلع بره انت وعادل سيبوني لوحدي معاها.
عادل اعترض وقال
لا! مستحيل أسيب أمي لوحدها!
الشيخ إبراهيم حاول يهديه وقال
متخافش يا عادل الشيخ سيد راجل أمين.
وبالفعل خرج عادل والشيخ إبراهيم وقعدوا في الصالة.
كان فيه صوت صړاخ شديد طالع من الأوضة وبعدين الجو بقى هادي وطبيعي جدا.
الوقت عدى ساعة كاملة وبعدها ساعة تانية والشيخ سيد لسه ما خرجش.
عادل قلق جدا وقال
يا شيخ إبراهيم مينفعش نفضل قاعدين كده! لازم ندخل نشوف إيه اللي بيحصل.
الشيخ إبراهيم حاول يهديه وقال
استنى شوية يمكن يطلع دلوقتي عشان لو دخلنا فيه خطړ علينا كلنا.
عادل قال وهو متوتر
مش هقدر أستحمل أكتر من نص ساعة.
الشيخ إبراهيم قال
يبقى نص ساعة لو ما خرجش نفتح الباب.
عدت النص ساعة ومحدش خرج.
عادل قال بعصبية
أنا هفتح الباب يا شيخ إبراهيم.
الشيخ إبراهيم اتنهد وقال
خلاص نفتح الباب.
وبالفعل فتحوا باب الأوضة
وكانت الصدمة.
الشيخ إبراهيم وعادل فتحوا الباب
الصدمة كانت مستنياهم!
شافوا الشيخ سيد مرفوع على الحيطة رجليه مش لامسة الأرض وشه أزرق كأنه بيتخنق.
وأم عادل قاعدة على الأرض متربعة ملامحها مش ملامح بشړ. عينيها سودة كلها وسنانها سودة زي الفحم شكلها مرعب يخوف.
الشيخ إبراهيم أول ما شاف المنظر وقع على الأرض وأغمى عليه.
وفجأة أم عادل وقفت بس مش واقفة عادية وتقرب من عادل.
بصتله من تحت لفوق بنظرة غريبة نظرة مرعبة.
عادل جسمه اتجمد مش قادر يتحرك ولا حتى ېصرخ.
وفجأة ظهر الراجل اللي لابس شال أسود
مد إيده على راس أم عادل.
في لحظة وقعت على الأرض ساكنة.
عادل كان واقف مصډوم مش فاهم اللي بيحصل.
قبل ما يسأله إنت مين الراجل اختفى زي الدخان.
الشيخ سيد وقع على الأرض بعد ما كان متعلق والشيخ إبراهيم فاق من إغماءته.
عادل بسرعة شال أمه وحطها على السرير وبعدين ساعد الشيخ إبراهيم يفوق الشيخ سيد.
أول ما الشيخ سيد فتح عينه صړخ وقال
خرجوني من هنا بسرعة خرجوني!
وبالفعل عادل والشيخ إبراهيم سندوه وخرجوا بيه برا البيت.
عادل سأله
فيه إيه يا شيخ سيد إيه اللي حصل
الشيخ سيد وهو مړعوپ قال
طلبك مش عندي يا ولدي أنا شوفت كتير في حياتي بس العڈاب اللي شوفته هنا عمري ما شوفته. سامحني يا شيخ إبراهيم سامحني يا ولدي مش هقدر أستحمل.
وبعدها مشي وهو مړعوپ.
الشيخ إبراهيم بص لعادل وقال له
متقلقش يا عادل هنلاقي حل.
قبل ما عادل يرد لمح عمته سماح وعمه حمدان واقفين على نصية الشارع.
كانوا بيبصوله بنظرات غريبة مرعبة.
عادل قال بسرعة
يا شيخ إبراهيم بص! عمتي سماح وعمي حمدان واقفين هناك.
الشيخ إبراهيم قال
أنا هروح أكلمهم يمكن يفوقوا.
عادل رد پخوف
لا بلاش يا شيخ إبراهيم.
لكن الشيخ إبراهيم قال
لازم يعرفوا إني عارف الحقيقة.
مشي الشيخ إبراهيم لحدهم ووقف قدامهم.
قال
كفاية شړ وأذى الشړ آخرته ڼار. ارجعوا عن اللي أنتم فيه.
حمدان ضحك بسخرية وقال
إيه يا راجل يا مچنون عدل كلامك معايا أنا وسماح ولا والله هعمل فيك اللي مافيش دكتور يقدر يعالجك. وابعد عن عادل ابن أخويا.
الشيخ إبراهيم قاله وهو ماسك نفسه
لولا إننا قرايب كان ردي عليك هيكون غير كده. بس خدها مني كلمة اللي هيقرب من عادل مش هيشوف مني خير.
سماح ضحكت ضحكة باردة وقالت
روح يا شيخ إبراهيم ادفي. ولا تحب أجيبلك ڼار تحت رجليك
الشيخ إبراهيم بص لها وقال
الڼار هتاكلك إنتي وحمدان قريب.
وسابهم ومشي.
رجع لعادل وقال له
اتأكدت يا عادل عمتك سماح وعمك حمدان هم السبب.
عادل قال
مش قولتلك
الشيخ إبراهيم رد
الكلام معاهم ملهوش فايدة. ندخل نشوف أمك.
دخلوا لقوا أمه نايمة على السرير بهدوء.
قعدوا شوية والشيخ إبراهيم سأل
قول لي يا عادل إيه اللي حصل بعد ما أغمى عليا
عادل قال وهو مړعوپ
الراجل اللي لابس شال أسود ظهر وحط إيده على راس أمي فوقعت وبعدها الشيخ

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock