روايات

ايه الهبل ده

فتحت الباب عليها بغ.ضب وهي بصتلي بصدمة وشاورتلها متتكلمش بتحذير، مسكت منها الموبايل وكان فعلًا أحمد خطيبي، غمضت عيني جامد وعملت ميوت للمكالمة وقولتلها بتحذير ونبرة حادة متتحملش النقاش:

_ قوليلي إنك هتقفلي دلوقتي وتكلميه بعدين عشان أنا عايزاكِ.

كانت بصالي بخوف وتوتر وفعلًا عملت زي ما قولتلها عشان يرد هو عليها ويقول بنبرة كاها حب وحنان عكس نبرتهُ معايا:

= ماشي يا حبيبتي، روحي شوفي البومة دي عايزة إي ومتتأخريش عليا.

قفلت معاه المكالمة وكان موبايلها لسة في إيدي، مسحت بإيدي على وشي بغ.ضب وأنا بحاول أهدي نفسي بس غ.صب عني دموعي إتكونت في عيني وأنا ببصلها وهي قاعدة بصالي بمنتهى الهدوء وقِمة التوتر، نزلت إيدي من على وشي وقولت بتساؤل وحسرة:

_ أنا ولا همسكك أرنك علقة مع إن دا أقل حقوقي دلوقتي، ولا هفرج عليكِ الناس لإنك للأسف أختي، أنا بس هسألك سؤال واحد، ليه يا أمنية، ليه؟

فقدت سيطرتي على إنفعالي وصرخت فيها وأنا بقول:

_ ليه تعملي فيا كدا، دا إنتِ أختي، طب هو يغور في داهية هييجي ألف غيرهُ، لكن إنتِ أختي هغيرك إزاي، دا إحنا مالناش غير بعض وخليت حياتي كلها إنتِ المحور بتاعها، ليه وإزاي يجيلك قلب تعملي فيا كدا؟

فضلت ساكتة لثواني وبعدين قامت وقفت قدامي وقالت بغِل واضح أول مرة أشوفهُ في عينيها وصوت عالي:

= بتسألي ليه؟

حاضر هقولك ليه، لإن أكتر إنسان حبيتهُ حبك إنتِ ومبصش عليا أنا حتى، وجِه كمان عشان يتقدملك، وكل اللي بحط عيني عليهم إنتِ اللي بتلفتي إنتباههم مش أنا، إنتِ اللي دايمًا وجودك مخليني أنا في الأخر، فـ حبيت أوريكِ إنك مش محور الكون ولا جميلة الجميلات وإني ممكن ببساطة أخدهم منك عادي، وبلاش بقى موضوع إنك بتهتمي بيا وتصرفي عليا والكلام دا عشان أنا قرفت منهُ، إنتِ محدش ض-ربك على إيدك ولا أجبرك تعملي كدا.

كنت بسمعها وأنا مذهولة حرفيًا من كل كلمة ومن كمية المشاعر الغلاوية اللي بتطلع منها دي، دي مش أختي اللي أنا أعرفها لأ، إبتسمت ب.,خرية وأنا برجع شعري لـ ورا بغ.ضب وقولت:

_ طيب الإنسان اللي حبتيه دا لما جِه إتقدملي واللي هو ماهر رفضتهُ عشانك وعشان عرفت إنك بتحبيه برغم إن أنا وهو كنا فعلًا بنحب بعض ومتفاهمين ولما عرفت إنك روحتي إتكلمتي معاه من ورايا بعد ما جه إتفدملي وقعد مع عمك رفضتهُ بدون ما أوضح السبب لعمك ولا ليكِ، رفضتهُ عشانك وعشان مجرحكيش، بالنسبة لأحمد خطيب أختك بتلفي حواليه ليه يا أمنية؟

إتكلمت بنفس الغلّ وبنبرة إستهزاء:

= قال يعني إنتِ كدا لما رفضتيه حليتي الموضوع، ماهو خلاص مش شايفني ومستحيل يجيلي خلاص، بس شاطرة أوي تخربي الدنيا وتعيشي دور الضحية والبنت بقى المُضحية اللي بتحب أختها، وبالنسبة لأحمد أنا قربت منهُ بس عشان أوجعك نفس الوجع يا زينب.

بصيتلها بحسرة حقيقية وأنا شايفة كل جهوداتي وتعبي في الأرض وكل الحب والضغط على نفسي كمان في الأرض، إبتسمت بس.خرية وقولت:

_ بُصي يا أمنية عشان إنتِ قِلة الكلام معاكِ أحسن لإن شخصيتك ظهرت خلاص هي وتفكيرك المريض، صح كانوا دايمًا بيقولوا لو فضلت مُفرط العطاء مش هيتشاف تعبك ولا هتتشكر، ودا للأسف اللي بيحصل دلوقتي، إنتِ مش شايفة تضحياتي ولا تعبي عليكِ وشايفة إنهُ شيء لا يستاهل الشكر من أصلهُ ومحدش أجبرني في حين إني او مكنتش عملت كدا كنا هنمو-ت من الجوع إحنا الإتنين أو أبقى أنانية وأسيبك وأشوف نفسي، بس طلعت هي هي سواء شوفت نفسي أو إهتميت بيكِ إنتِ بس في الحالتين أنا وحشة قدامك يبقى ناخدها من قاصرها ومش هتلاقيلي وجود تاني يا أمنية مادام أنا العائق اللي في حياتك، هسيبلك شقة ماما دي وهعيش أنا برا مع نفسي وأتمنى مشوفكيش تاني.

مشيت خطوتين وقبل ما أخرج من الباب إتكلمت بهدوء من غير ما أبصلها:

_ وعلى فكرة يا أمنية أنا متوجعتش بسبب أحمد زي ما إنتِ فاكرة، زي ما قولتلك يغور ومكنتش واخداه عن حب مثلًا، أنا اللي وجعني إنتِ يا أختي، هاجي بالليل آخد حاجتي وهقول لـ عمك عشان يبقى ييجي يبُص عليكِ أو يبعت حد يعيش معاكِ، تبقوا تتصرفوا مع بعض بقى.

سيبتها ونزلت من البيت خالص وأنا موبايلها في جيبي وكمان عرفت آخد منها الخاتم اللي جابهولها أحمد لما كانت حطاه على الكومودينو ومسكن موبايلي وأنا نازلة على السلم عشان أتتصل بـ أحمد، كان ماهر لسة هيطلع السلم وماسك في إيدهُ شنطة من السوبر ماركت وبصلي بقلق من شكلي المعيط والمُرهق، إتكلم بتساؤل ونبرة قلق:

_ مالك يا زينب فيكي إي؟

بصيتلهُ بنظرة طويلة شوية يمكن بعتذرلهُ فيها ويمكن بعتدر لنفسي، مردتش عليه ونزلت من قدامهُ ومشيت وأنا برفع الموبايل على ودني وسامعة الجرس بتاع المكالمة لحد ما رد، قبل ما يرد إتكلمت بحِدة وقولت:

_ أنا دلوقتي في طريقي للكافيه اللي كنا بنقعد فيه اللي جنب بيتي، دقايق وآلاقيك عندي وإلا هجيلك وأخرب الدنيا عليك عندك في منطقتك يا أحمد.

مستنتهوش يرد حتى وقفلت المكالمة في وشهُ وفضلت ماشية وأنا دموعي بتنزل غ.صب عني وبدون ردت فعل مِني، الموضوع صعب جدًا إن أخر فرد من أهلي واللي كنت بعتبرها كل أهلي ومستعدة أمو-ت عشانها هي اللي تق-تلني بإيديها، كنت ماشية وبفكر ومركبتش مواصلات عشان أوصل ويكون هو هناك لإن مفييش أعصــ,,ـاب للإنتظار، دخلت وبصيت بعينيا في المكان لحد ما لقيتهُ قاعد على طربيزة، روحتلهُ بغ.ضب وقعدت بمنتهى الهدوء وقولت بحِدة قبل ما يتكلم:

_ إنت مقولتليش يعني بصراحة كنت فين طول اليوم، ومتحاولش تكدب عشان كلمت أختك قالتلي إنك خرجت من أول اليوم، أه صح كنت بتجبلي هدية ومخبي عليا عشان تفاجئني صح؟

بصلي بعدم فهم وتوتر من طريقتي الحادة اللي متقبلش آي كلمة منهُ وقال:

= ءء، أه كنت بجيبلك هدية بس مين قالك يعني، أنا كنت جاف معاكي طول اليوم النهاردا يا حبيبتي عشان بس أعماك مفاجأة.

إبتسمت بس.خرية وقولت وأنا بشاورلهُ:

_ طيب يلا هات الهدية، فاجئني، أختك قالتلي إنك جبت خاتم دهب ومخبيه في جيب الچاكت بتاعك اللي نزلت بيه.

بصلي بتوتر وخوف حقيقي وبلع ريقهُ وبعدين قال بتقطع:

= شكلي نسيتهُ لما رجعت البيت، كنت مخضوض من مكالمتك.

بصيتلهُ بنبرة حنان مُصتنعة وأنا بقول بس.خرية:

_ يا روحي كنت مخضوض عليا وإنت بتكلمني بمنتهى الجفاء، طيب مش أنا وإنت واحد والمواضيع دي، متقلقش مش عايزة أمشورك برضوا.

طلعت من جيبي الخاتم وحطيتهُ قدامهُ وكملت كلام:

_ الخاتم أهو اللي كنت هتقدمهولي هدية بس وقع في إيد أختي بالغلط صح؟

الصدمة بانت على وشهُ وفي حبات من العرق ظهرن على جبينهُ من كتر التوتر، فضل يتهتِه ومش عارف يتكلم، خبطت على الطربيزة بغ.ضب واللي لفتت نظر بعض الناي حوالينا وقولت:

_ بقى إنت يا حيوان توقعني أنا وأختي في بعض، طب أختي عيلة صغيرة وطايشة لكن إنت المفروض كبير وفــ,,ـاهم وعايز تتخلص مِني كـ طرف تالت كمان، مبقيتش راجل ليه وتيجي تقولي مبقتش عايزك وعايز أختك وقتها كان ممكن أحترمك شوية، لكن توصل بيك إنك تكلمني أنا وأختي في نفس الوقت.

إتكلم بتوتر بالغ وهو بيقول بإحراج:

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock