
يداوي القلوب وتوفي بأزمة الطبيب الذي بكى عليه المصريون
ذات المكان الذي عاش فيه. بين المرضى. وبين زملائه. وبين الجدران التي شهدت إنجازاته.
وبعد ساعة من المحاولات أعلن الأطباء ۏفاته رسميا في مشهد خيم عليه الحزن والذهول.
الصمت عم المستشفى. حتى المرضى شعروا بالخبر. واڼهارت ممرضات القسم بالبكاء. لم يكن الدكتور أحمد مجرد زميل عمل بل كان بمثابة أخ وصديق وأمل للمرضى.
خرجت جملة واحدة من أحد الأطباء
كنا بنسابق الزمن علشان نلحق حياة مريض فجأة لقينا نفسنا بنسابق المۏت علشان ننقذ زميلنا.. وخسرنا المعركة.
لم يصدق أحد في معهد ناصر الخبر في البداية. ظنوا أنها مجرد وعكة صحية أو إجهاد عابر نتيجة العمليات الطويلة. لكن مع تأكيد الۏفاة رسميا تحول الخبر إلى فاجعة حقيقية داخل الوسط الطبي في مصر.
أطباء وممرضون وموظفون وحتى مرضى كانوا يترددون عليه الجميع دخلوا في حالة حزن وذهول. البعض جلس على الأرض البعض بكى دون توقف حتى بعض المرضى أصروا على حضور جنازته رغم حالتهم الصحية.
كتب أحد زملائه على صفحته الشخصية
كان دايما بيقول لنا أهم حاجة تحبوا الشغل علشان ربنا هيكرمكم… بس هو اللي اتكرم في النهاية.. وراح وهو بيخدم الناس زي دايما.
بعد دقائق من انتشار الخبر على مواقع التواصل أصدرت وزارة الصحة المصرية بيانا رسميا جاء فيه
ينعي الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان الطبيب الشاب الدكتور أحمد ماهر منصور أخصائي جراحة القلب والذي وافته المنية أثناء تأدية عمله في خدمة المرضى بمستشفى معهد ناصر.
ويؤكد الوزير أن الطبيب الشاب كان مثالا مشرفا لطبيب مخلص ومتفان في أداء واجبه ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان.
وقد تفاعل آلاف المصريين مع بيان الوزارة معبرين عن تقديرهم لكل طبيب مخلص مثل الدكتور أحمد الذي ماټ وهو يؤدي
رسالته.
القصة تزداد ألما. فبحسب أصدقاء الدكتور أحمد فإن هذه ليست المرة الأولى التي تتلقى أسرته صدمة مأساوية بسبب القلب.
شقيقته الوحيدة التي كان يرتبط بها بشدة ټوفيت قبل عدة سنوات وهي في العشرينيات من عمرها بعد أن تعرضت لأزمة قلبية مفاجئة أيضا رغم أنها لم تكن تعاني من أمراض مزمنة.
وكان هذا الحدث هو ما دفعه لاختيار مجال القلب لأنه كان يؤمن أن إنقاذ القلوب أمانة وكان دائما ما يقول
نفسي مفيش حد يفقد حد بيحبه بسبب قلبه زي ما أنا فقدت أختي.
لكنه لم يكن يعلم أن النهاية ستتشابه وأنه سيلحق بها بنفس الطريقة.
واحدة من أكثر التفاصيل التي أبكت رواد مواقع التواصل أن الدكتور أحمد كان يستعد للزواج خلال أسابيع قليلة.
كان قد انتهى مؤخرا من تجهيز شقته الجديدة واشترى بدلة الزفاف وكان يخبر زملاءه كل يوم أن الفرحة قربت.
لكن الفرحة لم تكتمل بل تحولت إلى عزاء. وتحولت التهاني إلى دموع وتحولت الدعوات إلى دعاء بالرحمة والمغفرة.
خطوبته كانت على فتاة من خارج المجال الطبي





