قصص قصيرة

يداوي القلوب وتوفي بأزمة الطبيب الذي بكى عليه المصريون

وكانت تفتخر دائما به وتقول
خطيبي بيصلح القلوب… وهو أطيب قلب شفته في حياتي.
ما إن انتشر خبر الۏفاة حتى تحولت صفحات الأطباء وزملائه على فيسبوك إلى دفتر عزاء. كتب أحد أصدقائه
كنت بتفاجأ كل يوم إنك بتخلص شغلك وتزور مريض مايعرفكش بس جالك من بوست على الفيس كنت بتمد إيدك للناس بكل حب ربنا يرحمك يا صاحب أنظف قلب.
وكتب آخر
أحمد كان بيشتري على حسابه أدوية لمرضى مش قادرين يدفعوا وكان بيقول يمكن ربنا يرحمني بيهم وفعلا رحل وربنا بيحبه.
ما لا تعرفه عن الطبيب الشاب
رغم صغر سنه كان للدكتور أحمد بصمات واضحة في المجتمع الطبي منها
شارك في أكثر من 200 عملية جراحية معقدة بنجاح.
تطوع في عدة قوافل طبية في محافظات نائية.
أنقذ طفلا من المۏت بعد توقف قلبه داخل غرفة الطوارئ وتم تكريمه بعدها.
كان يشارك في مبادرات توعية للشباب عن صحة القلب والتغذية السليمة.
كان يكتب مقالات علمية توعوية على صفحته في فيسبوك لمساعدة العامة في فهم أمراض القلب.
انتشر هاشتاغ الدكتور_أحمد_ماهر على فيسبوك وتويتر وتصدر قوائم البحث في مصر لساعات.
الناس من كل الفئات حتى من لا يعرفونه بدأوا يكتبون عنه يدعون له وينشرون صوره وهو مبتسم أو وسط مرضاه.
أحد التعليقات المؤثرة كتب فيه أحد المرضى
أنا عايش بعد ربنا بسببك أنا بعيط لأنك أنقذتني وأتمنى أكون سبب في إن الناس تدعيلك وتبنيلك صدقة جارية.
ليست كل النهايات تكتب بالحبر بعض النهايات تكتب بالدموع.
الدكتور أحمد ماهر لم يكن مجرد طبيب شاب ينقذ القلوب من المۏت بل كان قلبا حيا يمشي على الأرض يحمل نبض الأمل ويداوي أوجاع الناس بحنية وسکينة قل نظيرها. عاش لأجل الآخرين رحل وهو في عز عطائه وترك خلفه فراغا لا يملأ وحكاية لا تنسى.
كم من مريض ابتسم لأنه كان يراه قادما كم من أم دعت له لأنه أنقذ ابنها كم من زميل استند إليه في وقت ضعف وكم من مريض فقير لم يملك ثمن العلاج فدفعه أحمد من جيبه دون أن يخبر أحدا
ماټ جسدا لكن روحه باقية في كل غرفة أنقذ فيها إنسان وفي كل نبضة ساعد في عودتها وفي كل بسمة ولدت بعد ألم.
الناس ماتذكرش عدد العمليات اللي عملها ولا شهاداته الطبية ولا الميداليات الناس بتفتكر لمسته إنسانيته صوته ضحكته طريقته لما كان يقول للمريض اطمن أنا جنبك.
وهل هناك شيء أقسى من أن ترحل بنفس المړض الذي حاربت لأجله وهل هناك مشهد أكثر صدقا من أن يجرى لك إنعاش القلب من نفس الأيادي التي علمتها كيف تنقذ الآخرين
إنها حياة غريبة تعطي وتأخذ تكرم وټخطف تضحك وتبكي لكنها مع كل تقلباتها تترك لنا أشخاصا مثل أحمد ليكونوا نورا في زمن كثرت فيه العتمة.
وداعا يا من عشت طبيبا ومت بطلا.
وداعا يا من كتبت حكايتك بجراحة
في القلوب واختتمت بقصة في قلب كل إنسان.
اللهم اجعل قپره روضة من رياض الجنة واجعل عمله في ميزان حسناته وارزقه مقعد صدق عندك فقد داوى قلوب الناس فداو قلب أمه وقر عينه بشقيقته وألحقه بالصالحين.
وداعا يا طبيب القلوب كنت إنسانا في زمن ندر فيه الإنسان.

الصفحة السابقة 1 2 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock