
حكايه وما فيها
قامت صفية من مكانها بصمت لم تودع أحدا خرجت من البيت وبكت طويلا وهي تسير في الشارع بلا وجهة. كانت تشعر أن كرامتها تسحق أمام أعينها وأنها غريبة بين أهلها وأن الناس لا يرون في ابنها سوى الفقر ونقص التعليم.
لم تترك بيتا من بيوت أقاربها إلا طرقته وكل مرة كانت تقابل بالاعتذار نفسه وأحيانا بالسخرية المستترة.
وفي المساء اتصل بها إياد بصوت مليء بالأمل قائلا
أمي هل وجدت لي فتاة
حاولت أن تخفي حزنها فقالت بصوت مرتجف
لا تقلق يا بني لم نجد بعد ولكن الله كريم.
فقال لها بحنان
لا تحزني يا أمي
ابحثي كما تشائين فأنا راض بما تختارينه لي.
وفي صباح اليوم التالي خرجت صفية تتمشى في السوق علها تجد ما يلهيها عن الحزن فرأت فتاة صغيرة السن تبكي على قارعة الطريق. اقتربت منها وسألتها
ما بك يا ابنتي ولماذا تبكين في هذا الصباح
قالت الفتاة وهي تمسح دموعها
لقد سړقت حقيبتي يا خالة وكان فيها المال الذي كنت سأشتري به دواء والدتي المړيضة.
تأثرت صفية بكلامها ومدت يدها برفق وقالت
لا تبكي يا صغيرتي سنشتري الدواء معا.
ذهبت بها إلى الصيدلية واشترت الدواء على حسابها ثم جلست معها على مقعد قريب وسألتها
ما اسمك يا ابنتي
قالت
اسمي ربى وأعيش مع أمي فقط ټوفي أبي منذ خمس سنوات.
ابتسمت صفية وقالت
وهل أنت مخطوبة أو مرتبطة
أجابت الفتاة بخجل
لا يا خالة لم يتقدم لي أحد بعد.
نظرت إليها صفية بإعجاب فقد كانت جميلة الوجه متواضعة اللباس يعلوها الحياء والوقار فقالت لها
غدا يا ابنتي سأزوركم أريد أن أتعرف على والدتك أكثر.
وفي المساء اتصلت صفية بابنها وقالت له بفرح
يا بني وجدت لك فتاة طيبة يتيمة رقيقة الخلق مؤدبة أظنها ستكون خير زوجة لك.
فقال لها إياد مبتسما
كما تريدين يا أمي غدا أرسل لك المال لتذهبي لخطبتها لكن لا تتنازلي عن كرامتنا أمام أحد وافقي فقط إن كانت الفتاة وأهلها طيبين.
في اليوم التالي دعت صفية إخوتها وأقاربها ليذهبوا معها لخطبة الفتاة كي يكون الموقف رسميا. ذهب الجميع واستقبلهم عم الفتاة الذي كان يتولى أمرها بعد ۏفاة والدها ورحب بهم أجمل ترحيب وقدم لهم القهوة والتمر.
بعد قليل تحدثت صفية قائلة
جئنا اليوم نطلب يد ابنتكم ربى لابني إياد.
ابتسم العم وقال
نعم الطلب ونعم الشاب وما مهرها إلا القليل نريد رجلا طيبا يصونها فقط.
لكن بعض أقارب صفية بدأوا يتغامزون ويضحكون خفية وقال أحدهم بصوت خاڤت لكنه مسموع
نعم إنها مناسبة له يتيمة وفقيرة مثله من طبقته تماما.
ضحك الآخرون وشعرت صفية بالحرج لكنها تجاهلتهم واتصلت بابنها كما وعدها.
قال إياد عبر الهاتف
افتحي مكبر الصوت يا أمي أريد أن يسمع الجميع.
ففعلت.
ثم قال بصوت هادئ وواثق
السلام عليكم جميعا أشكركم على قبولكم خطبتي لابنتكم لكني أعتقد أن المهر الذي طلبتموه قليل جدا لذا سأدفع ثلاثة أضعافه وسأتكفل بكل شيء من





