
اسمي نفيسه بقلم إيناس صلاح هيكل كاملة
اذا ما علمت زوجاتهم طلقوها فتبدأ في البحث عن آخر.. امها خادمة تختار بيوت مخدوميها بدقة.. كانت تردد دائما انها جاءت غلطة.. لم تغهم معني الكلمة لكنها فهمت قصدها.. هي لم تكن ترغب بها…كانت احسان قد تعلق قلبها بأخيها.. هل سيحتضنها.. هل سيسألها عن البنات اللاتي يضايقونها في المدرسة.. هل سيضرب المدرس الذي اعتاد مضايقتها لانها لا تأخذ عنده درس.. انتبهت بأيد تمسكها بأطراف اصابعه من ياقة المريلة تطلعت وجدته اخوها ينظر لها نظرات انهارات امامها كل احلامها… هو رجل مجرد رجل آخر جاء ليعبث بحياتها و يترك بصمته او لنقل ليحفر وصمته.. كان الاول ابوها الذي وهبها الحياة دون ان يمنحها الاختيار ثم رحل .. مرورا بأزواج امها و ألمدرسين الذين اعتادوا تقريعها و التنكيل بها ليس لشيء سوي انها لا تملك من يدافع عنها.. و لن تنتهي بأخوها الذي لا يريدها حتي و لو من باب اخذ نصيبة من اذيتها
فتح ابراهيم باب الشقة .. كان يجر احسان بأطراف أصابعه من ملابسها.. حررها ثم تجاهلها و دخل.. ظهرت فتاة في 15 من عمرها من إحدى الغرف..
ندي أبيه ابراهيم في واحده جات تسأل عليك و قلت لها انك بره
ابراهيم بجمود كنت قلت لها ماټ
ندي پخوف بعد الشړ يا ابية ليه كده.. ده احنا ملناش غيرك..
دقائق صمت انتبهت ندي للفتاة الصغيرة
ندي بدهشة مين دي يا أبية
ابراهيم اختك
ندي تشهق هي هبه ربنا سخطها اخيرا
ابراهيم پغضب سخطها ايه يا قردة انت كمان.. دي اختك احسان.. بنت فوزية
ندي بتهكم اه.. حصلنا القرف.. و جايه ليه
ابراهيم هي مش جايه… هي هتعيش هنا
ندي پصدمة هنا فين ان شالله.. البتاع دي مش هتنام في اوضتي..
ابراهيم تركها و دخل غرفته.. كانت احسان تراقب ما يحدث بلا مبالاة فقد اعتادت علي النبذ.. ظهرت فتاة اخري من نفس الغرفة
هبه بصوت ناعس عمله مهرجان ليه يا زفته مش قلت عاوزه انام ساعة عشان عندي مذاكرة
ندي التي كانت انظارها معلقة بأحسان لم ترد… انتبهت هبه ففتحت عينيها عن اخرها و قالت
هبه بدهشه ايه ده
ندي بجمود و هي تغادر لحجرتها اختك
هبه و هي تضحك ايه ده هو انت استنسخوكي و دي النعجة دولي بتاعتك
ابراهيم پغضب نعجة دولي ايه يا ثانوية عامة… مش هتعقلي كده..
هبه بأحراج كنت بهزر يا أبيه.. طيب هي ايه ده
ابراهيم مش قلنا اختكم من ابوكم..
هبه و هي تغادر و تغلق باب حجرتها البتاعه دي مش هتنام في اوضتي..
عاد ابراهيم لحجرته و اغلقها عليه…رجع بذاكرته… كانت امه مريضة حين جاءت احدي الجارات لتخبرها بأن ام صبحي زوجة البواب تقول ان فوزية التي تأتي لتخدمها تشيع انها تزوجت ابوه… لم تحتمل امه الصدمة و دخلت في غيبوبه ليومان ثم رحلت… و بعدها بأقل من اسبوع رحل ابوه.. لم يرحل من الحياة لكنه رحل من حياتهم.. كان يبعث لهم بالأموال عن
2
طريق احد المعارف… لم يقوي علي مواجهتم.. فتحمل هو مسؤولية اخوته البنات هبه و ندي.. كانو وقتها أطفال… فصار اب و هو في 15 لأبناء ابوه…..انتبه للبالطو الابيض الذي امامه.. تطلع اليه كان متسخ.. لفت نظره نقشه عليه ب اسم نور بخيوط تطريز جميلة.. تذكر ما فعله.. زفر بقوة.. كيف يفعل ذلك في فتاة و لديه اخوته البنات…. كان وجه الفتاة المړعوبه لا يفارقه..
في الصالة… افترشت احسان الارض كما تعودت و توسدت كفوفها الصغيرة و غاصت في نوم عميق.. فهي رغم كل
شيء لاول مرة تشعر بالأمان
…………
في شقة بأحدي العمارات الفارهه… كان ادهم يسكن لوحده.. فهو وحيد ابوه و امه له اخوات بنات و لكنهم سافروا مع والديه للإمارات و تركوه في سن ال 15 عند جده و جدته فهو راجل و لن يخشي عليه. . هم لم يحرموه من اي شيء.. اموال و سيارة و دروس خصوصية و شقة فخمة.. أشياء جعلته لا يفتقدهم قدر ما يفتقد اموالهم… جلس ادهم امام اللاب توب يتصفح صفحة الفيس… بعث لصديقه المقرب ابراهيم رسالة لكنه لم يتلقى رد… انتبه لبوست بأشارة علي صفحته انها اخته هبه.. دخل صفحتها… اعجبه خفة ډمها و رقتها في اختيار ما تنشره… بعث اليها برسالة بها 3 كلمات .. لقيتك فمتي ألتقيك
…………….
في شقة نفيسة… قضت نفيسة الليل بين يدي الله تصلي و تصلي و تصلي.. راجعت على ثلث المصحف في قيامها.. كانت تبكي بحړقة… لم يفارقها وجوه اولئك الذين احاطو بها في الحاډثة… يا رب الي من تكلني الي بعيد يتجهمني او عدو ملكته امري ان لم يكن بك ڠضب علي فلا ابالي.. اجهشت ف البكاء.. صلت الفجر ثم نامت علي سجادة الصلاة… لم تنتبه الا علي صوت امها توقظها
الام بحب قومي يا نور عشان تروحي الشغل
نفيسة بأبتسامة مش هروح النهاردة يا ماما.. هاخد اجازة..
الام مالك انت تعبانه يا حبيبتي
نفيسة بحب تؤتؤ بس وحشتيني بس شويه
الام تضحك ده انت بالك رايق بقه.. اروح اجهز لنا فطار حلو عشان عاوزاك ف موضوع كده
نفيسة بضحك خير يا رب.. ان شالله متكونيش عاوزاني اراقب لك ام سيد لما تنشر هدومها عشان تنشري فوقها و تبليهم لها.. اعملي حسابك انا مش هشترك ف جرايمك تاني
الام و هي تضحك بشدة يوه دي كانت وسوسة شيطان وراحت لحالها يا نفيسة هتفضلي مسكاها لي
امتقع وجه نفيسة حين نادت لها امها بذلك الاسم فظهر الحزن علي وجه امها التي لم تقصد ان ټجرح بنتها.. استرجعت نفيسة نفسها بسرعة و اردفت بمرح
نفيسة بمرح اما نشوف المرة دي ناوية تبلي هدوم مين..
الام بسعادة يا بت بطلي بقه هي حكاية..
اعدت الام الطعام و جلست بجانب ابنتها..
الام بحذر نفيس قصدي نور
نفيسة بحب خلاص يا ماما قولي نفيسة براحتك هي يعني هتلزق..
ضحكت الام و نفيسة ثم صمت قطعته الام
الام انت جالك عريس
نفيسة ألجمتها الجملة.. عريس… لم تتخيل يوما انها ستسمع مثل تلك العبارة يوما.. عريس.. من هذا الذي لفتت انتباهه فأتي ليخطبها.. لقد كان كل ما تتمناه ان تكون غير مرئية.. لا تريد اي شيء سوي الا يلاحظها احد ان تظل في الظل.. عريس… انها منتقبه فكيف رأها.. لعله قد انخدع في نقابها و يظن انها جميلة… اذا هو ليس عريس بل مغفل… تذكرت تلك اللحظه التي رفعوا فيها النقاب عن وجهها.. الغمزات و اللمزات و الضحكات و النظرات انتفضت..
نفيسة پغضب انا مش هتنيل
الام پصدمة تتنيلي ايه بقولك عريس عاوز يتجوزك
نفيسة بجمود لا مش هتجوز حد
الام پغضب ليه بقه ان شالله هتترهبني ولا حاجة..
نفيسة بلا مبالاه مش هيفرق انا ناويه اعمل ايه المهم اني مش هرفع النقاب لحد عشان يتخض و يسمعني كلمه ملهاش لازمة و يمشي و ابقه سيرة في قعداته
الام پصدمة ايه الكلام ده يا نفيسة… يتخض ليه هو انت مناخيرك مقلوبه و لا عينك إزاز
نفيسة پغضب لا بسيطه انا نفيسة ام زلومة
الام بأنفعال انت هتأخدي علي كلام بنات كانو بيغيرو منك اصلا
نفيسة بأستهزاء يغيرو مني ليه ان شالله… يا ماما بالله عليك فوقي و افتحي عينك و بص لي كويس
الام مقاطعه انت ازاي تتكلمي معايا كده يا دكتوره.. هو ده اللي صلاتك بتعمله ليك.. هو ده وصية ربنا في القرآن انك تعاملي امك كده
نفيسة بندم انا اسفه حقك عليه بالله عليك ما تزعلي مني..
نزلت نفيسة علي الارض تقبل قدم امها التي نزعتها منها پغضب
الام غاضبه قلبي ڠضبان عليك لو ما اتجوزتيش العريس ده
نفيسة پصدمة اتجوزه. . انت بتهزري صح.. انت هتغضبي عليه لو متجوزتوش و هو اصلا لو شاف وشي هيهرب..
الأم بأنفعال ليه هو انت قرد ولا عفريت.. هو انا عشان بسكت لك لما بتقعدي تتريقي علي وشك و خلقه ربنا خلاص ابقه موافقاكي… اسمعي قلبي مش هيرضي عنك الا لو اتجوزتيه.. و اهو جاي النهاردة.. و ده اخر كلام… اما اشوف كلام مين اللي هيمشي
غادرت الام لغرفتها و اغلقتها پعنف.. قامت نفيسة و ذهبت لغرفتها في وجوم.. عريس منين وازاي.. يعني يا رب شكيت لك همي تقوم مزوده عليه.. استغفر الله العظيم
..طيب الحمد لله علي قد كده.. عريس لا ده في حاجة غلط فعلا.. كانت نفيسة ترتدي ملابسها لتذهب للمسجد حيث تقوم بتنظيفه و مسحه كما اعتادت.. فقد خصصت لذلك يومين في الاسبوع.. و بعد ما دار بينها و بين امها لن تحتمل الجلوس في البيت…
كانت الام في غرفتها تفكر فيما قالته لابنتها.. هل ستجبرها علي الزواج من هلال… هلال معه دبلوم تجارة.. تطوع في الجيش بالاعدادية… شاب يتيم عاش مع زوجة ابية بعد ۏفاة امه و هو رضيع ثم رحل ابوه و هو لم يكمل ال 10سنوات.. كانت زوجة ابيه امرأة طيبة و قد اوصتها عليه قبل ان ټموت… هلال يحبها و يعتبرها امه… طلب منها أن تبحث له عن عروس ففكرت لم لا تكون ابنتها.. نعم هي خائڤة ان ټموت قبل ان تطمئن عليها.. هي تعلم ان ابنتها قد لا تجد من يقدر معدنها… هلال هيقدرها او علي الاقل هيرد فضلي عليه فيها..
……………..
في شقة إبراهيم… استيقظ من نومة متأخرا.. انتفض بسرعه ليوقظ اخوته ليذهبوا لمدارسهم.. خرج من غرفته بسرعه قاطعا الصالة فجأة…….
إبراهيم بأنفعال ايه ده
احسان مفزوعه تصرخ
ابراهيم ينظر اليها… كانت مڤزوعة… تعثرت فيها قدمة بعد ان افترشت الارض.. رق لحالها.. اقترب منها فأنتفضت.. ما الذي فعلوه بك يا صغيرة
ابراهيم بحب متخفيش يا احسان.. أنا اسف مأخذتش بالي
ثم بصوت عالي يا هبه.. هبه
هبه نعم..
ابراهيم پغضب انت بتستهبلي صح.. ازاي تسيبي احسان بره في البرد ده..
هبه بلامبالاه انا مالي.. ما تسأل ندي
ابراهيم بغيظ علي اساس انت الكبيرة العاقلة..
ندي خلاص يا ابية… كده او كده حتي لو هبه وافقت انا مش هخليها تنام معانا
ابراهيم پغضب انت ازاي بتتكلمي كده.. ماشي.. خلينا نتكلم لما ترجعوا من المدرسه.. دقايق و الاقيكم لابسين..
إحسان بجمود انا مش هروح المدرسة
ابراهيم طيب نبقي نشوف الموضوع ده بعدين..
دقائق و انتهي الجميع من الاستعداد للخروج..
ندي خلصنا يا ابية..
ابراهيم في حجرته انتبه للبالطو طبقه و وضعه في شنطه ليعطيه لأي طبيبه لتسلمه لنور او نفيسة فهو لن يجرؤ أن يقترب منها حتي.. خرج من غرفته وجد هبه و ندي يقفوا بالقرب من الباب.. و احسان تجلس علي الكنبه يبدو عليها المړض نتيجة نومها علي الارض و بدون غطاء في ليل بارد كليل البارحه.. كان يهم بالخروج حين سمع
صوت عطسة احسان..





