روايات

اسمي نفيسه بقلم إيناس صلاح هيكل كاملة

و هي شبه غائبة عن الوعي.. دخلت فأغلق الباب.. انتبهت لصوته
إبراهيم بحب دي اوضة امي الله يرحمها.. من يوم ما ماټت و محدش بيدخلها..
تذكرت نفيسة امها فسقطت دموعها بصمت… ظلت تردد بداخلها ياريتك لسه عايشة و شوفتيني و انا بنفذ اللي قلت لي عليه.. يا ريت قلبك يرضي عني.. نبهها صوته
إبراهيم انت سمعاني يا نفيسة..
نفيسة هه ايوه معاك
إبراهيم بحب بصي هعرفك بنفسي.. انا دكتور إبراهيم 28سنة.. تخصصي بطنه و سكر… و بشتغل ف مستشفي…
نفيسة بدهشة احنا في نفس المستشفي
إبراهيم يبتسم ايوه فعلا احنا زمايل..
زادت حيرة نفيسة… و خۏفها.. هي لا ترفع النقاب ابدا إذا كيف عرفها و لم جاء يطلبها و من اين اتي بالعنوان.. خاڤت ان يكون قد انخدع بما تحت النقاب فيصدم و ټحطم هي
ابراهيم بحرج بصي انا عارف ان امك اټوفت امبارح و احنا يعني كتبنا الكتاب عشان الوضع و الظروف بس انا هسيبك علي راحتك و عاوزك تعتبريني صديقك و البنات اخواتك
نفيسة كانت تتطلع ان يطلب منها ان ترفع النقاب.. كانت تتخيل تلك اللحظة كما كانت تحدث في الأفلام حين يرفع العريس البيشة عن عروسة فيزهله جمالها.. ثم تنتفض علي مشهد اخر و هو ان يرفع نقابها فيصعق و يقول اذكر الله
ابراهيم الاوضة دي ليكي عشان تاخدي راحتك.. هخلي البنات ينظفوها لك..
نفيسة مقاطعه بخجل لا ملوش لزوم انا هنظفها..
كان إبراهيم قد غادر مكانه ليخرج من الغرفه حين سمع صوت بكائها الصامت… تألم لتألمها.. شعر بصدي انينها بقلبه و كأن دموعها ينزفها كبده.. هل يشفق عليها ام….. ماذا… غادر و اغلق الباب وجد إحسان متأهبة في الصالة تتطلع ببصرها علي باب الغرفة.. ما ان خرج حتي انطلقت للداخل..
إحسان بصوت منخفض ابلة نفيسة انت كويسة..
نفيسة بصوت باكي الحمد لله على كل حال..
اقتربت احسان منها و رفعت النقاب عن وجهها و قبلتها علي وجنتيها بحب و ربتت علي رأسها.. فأجهشت نفيسة في البكاء..
إحسان ابلة نفيسة انا جعانه..
نفيسة تبتسم من بين دموعها حاضر يا حسانه.. هعمل لك اكل
ارخت نفيسة النقاب و خرجت فلم تجد إبراهيم.. دلفت للغرفة حيث الفتاتان ندي و هبه..
نفيسة بثبات يا بنات يلا انقلو علي اوضتكم بقه.. أبية ابراهيم مش بره فعلي السريع كده فضوا الاوضة
رمقتها هبه بنظرة احتقار.. من هذي التي جاءت لتلقي عليهم الاوامر.. و بأي صفة.. لم تعيرها اهتمام.. اما ندي فنظرت لها بأبتسامه حب فقد احبتها و اطمئنت لها..
ندي بمرح ماشي يا ابلة نفوسة
امتقع وجهه نفيسة… كانت تكرهه تلك التسمية و تكره الاسم.. هل أصيبت بعدم الاحساس او اللا مبالاة حتي صارت لا تنزعج منه.. انتبهت علي قبله وضعتها ندي علي وجهها بمرح
ندي بمرح شكلنا هنبقي صحاب و نعمل عصابة علي أبية ابراهيم..
قفزت احسان من مكانها تهتف و انا في العصابة.. حملتها ندي و هي تضحك
ندي بضحك و انت يا ابوسريع..
نفيسة ابتسمت لنفسها لأول مرة في حياتها.. لم تناديها ندي بتلك التسمية من باب الاستهزاء.. حتي انها قبلتها.. هل
احلم..
هبة بتعجرف برة شوية كده عشان عاوزة اظبط نفسي قبل ما اخرج
نفيسة تركتها و هي تسأل نفسها لم تكرهني و قد انقذتها.. توجهت للمطبخ تبحث عن شيء يصلح للاكل.. دخل إبراهيم من باب البيت و في يديه أكياس دخل بها للمطبخ فوجد نفيسة مشغوله بأستكشافه.. تأملها كانت لاتزل مرخية نقابها.. كم يشعر بصحيتها بالسکينه و الراحة.. و يتصرف معها كأنه يعرفها من زمن..
ابراهيم بحرج بدوري علي حاجة
نفيسة مفزوعه حسبي الله..
إبراهيم و هو يضحك بتحسبني عليه بعد ساعة من جوازنا امال بعد شهر هتعملي ايه
نفيسة بخجل و قد اشټعل وجهها حرارة و هربت الډماء من أطرافها فتجمدت ردت متلعثمة انا مكنتش اقصد.. انا بس..
ابراهيم بحب بهزر معاكي مش قلنا نبقي صحاب..
كلمة يظنها إبراهيم تبني جدور الثقة معها لكنها تقطع كل حبال الامال لنفيسة..
نفيسة بأبتسامة تمام.. انا كنت هجهز اكل عشان البنات..
إبراهيم بمرح يبقي اعملي حسابي.. ودي طلبات هتحتاجيها.. ثم نادي ندي يا ندي..
ندي پخوف فلازال منظر هبه يقلقها نعم
إبراهيم تعال ساعدي ابلة
نفيسة بثبات لا ندي عندها مذاكرة.. انا هعمل كل حاجة
ابراهيم بأعجاب شديد بأهتمامها بأخوته الله يكرمك يا نفيسة و يرضي عنك.. قالها و غادر
نفيسة إبراهيم اوضتك فضيت روح استريح فيها
اڼصدم ابراهيم.. اول مرة تناديه باسمة و اول مرة يشعر بأنتمائه لهذا الاسم حين نطقت به هي… هل الشفقة تفعل هذا ام ماذا
الټفت اليها و ابتسم في امتنان و توجه لغرفته لينام قليلا و انخرطت هي تعد مكرونه و بيض و طبق سلطة.. ما ان انتهت حتي وضعتهم علي السفرة و ذهبت توقظ إبراهيم.. طرقات علي الباب.. لم يأتيها رد.. هل تدخل.. هي زوجته رغم كل شي.. فتحت باب الغرفة بحذر وجدته مستغرق في النوم.. اقتربت منه ففتح عينيه علي اخرها.. دقائق صمت قطعتها ابتسامته و هو يتأملها..
نفيسة بخجل انا جهزت الغدا..
إبراهيم و لا يزال يتأملها تسلم ايدك..
مشت نفيسة للخارج و هو ورائها يتذكر هذه الرؤية الجميلة التي رأها في المنام
نفيسة هروح اجيب البنات
ابراهيم بحب خليك انا هجيبهم..
توجه لغرفة البنات و انتبه لصوت ندي تضحك مع احسان و تلاعبها.. ابتسم و تذكر ما فعلته ندي منذ ايام قليله مع إحسان و اليوم تلاعبها و تضحك معها.. إنها بركة نفيسة قد حلت..
ابراهيم من وراء الباب ندي هات اخواتك و تعالو
خرجت ندي و في يدها الصغيرة التي تشبثت فيها پخوف و جلسو علي السفرة..
ابراهيم بحزم فين هبه
ندي پخوف مش ليها نفس تاكل
ابراهيم پغضب تيجي تترزع تقعد علي السفرة و ماتتطفحشي.. تنفذ اللي بيتقال
ندي اسرعت للداخل حيث هبه..
ندي پخوف هبه اخرجي اقعدي علي السفرة دلوقتي لان إبراهيم علي اخره
هبه نهضت پخوف و مظهره الثبات اما اشوف اخرتها
جلس الجميع ع السفرة
إبراهيم بحزم من بكره ترجعي دروسك يا هبه
هبه مش هرجع المدرسه تاني و مش هكمل
انتفض ابراهيم پغضب ناحيتها يهم بضربها نعم ياختي هو الحزام لحق وحشك
فزعت ندي و احسان مما فعله ابراهيم و تمسكو ببعضهم.. و فجأة.. وقفت نفيسة بين هبه و ابراهيم الذي كان قد اظهر حزامه.. فمسكت يده..
نفيسة پخوف طيب معلشي نتفاهم براحه الاول..
لمسه يدها اسكرته.. يد يعلم جيدا انها لم تلمس غيره.. يد طاهره عفيفه.. نظر لها و تذكر الرؤية التي رأها.. حين كانت بين يديه و ما ان رفع عن وجهها النقاب حتي انبعث من وجهها نور ملأ محيطه..
نفيسة خلاص انا هاكل انا و البنات جوه النهاردة..
اخذت نفيسة طبقان و ساعدتها ندي في حمل ال باقي.. و هي مندهشه من تأثير نفيسة.. فهي تعلم اخوها جيدا في لحظات غضبه.. فشعرت لاول مرة منذ رحيل امها بالامان..
……….
في احدي الكافيهات.. جلس ايهاب و ادهم ..
ايهاب بسخرية ايه اللي في عينك ده يا ادهم قاصدا لكمة إبراهيم التي وجهها له
ادهم پغضب متلعثما مفيش اتخبطت
ايهاب و هو يضحك منه متهكما ضړبني بعينه في ركبتي يا سعادة البية..
انتفض ادهم مغادرا.. فأوقفه ايهاب
ايهاب بهزر معاك يابني فيه ايه.. طب اقولك خبر بمليون جنية
ادهم يجلس متأهبا قول
ايهاب بخبث بس عربيتك تفضل معايا اسبوع
ادهم بتذمر هم يومين و انطق خلصني
ايهاب إبراهيم اتجوز
ادهم پصدمة سلمي
ايهاب بضحك لا نور
ادهم عرفي
ايهاب لا رسمي و انا بنفسي ماضي علي العقد
ادهم يكلم نفسه نور.. نور بتاع النقاب.. مستحيل.. ده انا امي داعيه لي وربنا..
ايهاب ايه فين المفتاح..
ادهم بتكبر مفتاح ايه انت عبيط… انت كتيرك اعزمك علي مشاريب ليلة ف اي بار..
ثم نهض مغادرا تاركا ايهاب يغلي من طريقته..
………….
في منزل ابراهيم.. مع اذان الفجر و لأول مرة تكون حركة في البيت.. خرجت نفيسة من غرفتها حيث تنام معها احسان و توجهت لغرفة ندي و هبه
نفيسة بحب مقتربة من سرير ندي ندي… يلا نصلي الفجر
ندي پغضب و النبي سيبني
نفيسة اسمها بالله عليك و بعدين ده ربنا دلوقتي موجود بينا مش عاوزه توصيه علي مامتك و تدعي لها بالرحمة..
ندي فتحت عينها متاثرة بكلام نفيسة و نهضت مبتسمة.. اقتربت نفيسة من هبه فصډمتها
هبة بجمود احسن لك متقربيش مني.. الكلمتين دول تضحكي بيهم علي احسان و ندي..
لم تجادلها نفيسة و دعت لها بالهدايه.. خرجت و توجهت لحجرة إبراهيم الذي احس بحركة في المنزل لم يعتدها لكنه لم يخرج حتي لا يزعج نفيسة ان كانت هي… ارخت نقابها و فتحت الباب و اقتربت م سريرة..
نفيسة بحب ابراهيم يلا صلاة الفجر..
ابراهيم فتح عينيه بحب حاضر..
صلو معا ثم دخلو ليكملو نومهم فيما ظلت نفيسة مستيقظه كعادتها بعد الفجر سنة عن النبي.. لم تكن هي وحدها المستيقظة فقد كانت هبه علي اللابتوب مستغرقة مع أدهم
أدهم يا حبيبتي انا عاوز اخطبك و ارحمك من اخوكي المفتري ده
هبه بسعادة بجد يا ادهم
ادهم طبعا.. انت بس تكوني مراتي و هو مش هيجرؤ يلمسك حتي.. هكسر له ايده
هبه يا حبيببي يا ادهم
ادهم بخبث مش باين
هبه بدهشة ليه هو ان زعلتك
ادهم بخبث عاوز اشوفك..
هبه مش هينفع اخرج..
ادهم طيب ابعتي صورة
هبه كانت تفكر پخوف و هي تعبث بصورها علي الللاب توب. . كانت تحدث نفسها ده لو ابراهيم عرف هيقتلني.. و ايه هيعرفه و بعدين ده ادهم هيقطع له ايده
ادهم سلام يا هبه..
هبه بسرعه بعثت بصورة استقبلها ادهم بضحكه شماته في إبراهيم
ادهم حبيبتي يا هوبه
هبة بخجل طيب يلا سلام..
……….
في شقة ادهم.. كان ېدخن بعض السچائر المحشوة بالمخډرات ما ان وصلته الصورة حتي ابتسم بخبث و قام بأدخالها علي برنامج لتعديل الصور و اعد منها نسخ تكون هبه فيها بأوضاع سيئة معه و مع غيره.. ثم تعالت اصوات ضحكاته و هو يقول وربنا لاوريك يا كلب..
……..
في شقة ابراهيم.. كانت نفيسة في المطبخ تعد الافطار و وضعته علي السفرة ثم ذهبت لتوقظ ندي و هبه
نفيسة ندي يلا اصحي عشان تلحقي تلبسي و ابراهيم يوصلك المدرسة بدل ما تروحي مشي
ندي تفتح عينيها بأبتسامة حاضر.. صلاة الفجر بتخليني عندي نشاط غريب
نفيسة بحب دي البركة يا ندي.. النبي صل الله عليه وسلم بيقول ان
في البكور بركة
هبه پغضب مش كفايه دروس المسجد دي و تسبوني اتخمد شوية..
غادرت نفيسة و لم تنطق بكلمة حتي لا تغضب هبه فيسمعها إبراهيم و يضربها..
ذهبت لحجرة ابراهيم فتحتها برفق و اقتربت منه ابراهيم يلا عشان المستشفى
إبراهيم ينتفض للخارج… وليقوم بما اعتاده من إيقاظ اخوته الذي يستغرق وقت طويل ثم يوصلهم ليذهب متأخرا لعمله و يلقى ما يلقاه من اللوم و لولا ان علاقته بسلمي ابنه
 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock