روايات

اسمي نفيسه بقلم إيناس صلاح هيكل كاملة

فقد شعرت لاول مرة في حياتها انها ذات قيمة و ان هناك من يهتم بها و يقدرها برغم صمت ابراهيم التي لم تستطع تفسيره. . اما ابراهيم فكان في حاله جمود.. بمجرد أن وصل المنزل اخذ الكيس الذي اشتراه و دخل به لحجرته و قبل ان يغلقها
نفيسة بحب ابراهيم..
ابراهيم تجمد مكانه كم يعشق اسمه حين تناديه به
نفيسة هنتوضأ علي ما تيجي نصلي سوا
اومأ برأسه ثم دخل ورمي نفسه علي السرير.. كيف يعشق قلبه من لم يره.. كيف يشتهي ما لم يطالعه.. كيف يحن لما لم يجربه… لا يتخيل حياته بدونها بل أصبح يسأل نفسه كيف عاش تلك الفترة في غيابها.. زفر و خرج ليلحق بالصلاة لعل الله يقضي امرا كان مفعولا
انتهت الصلاة و دخل كل لغرفته..
ندي هبه مش هتقومي تقيسي اللي اشتريناه
هبه بلا مبالاه لا مش فارق كده كده مش هلبسه
ندي انت بتستهبلي بلاش تعاندي مع ابراهيم
هبه بتحدي قريب مش هيقدر يعمل لي حاجة
صمتت ندي فهي لا تعرف ما تنوي هبه فعله لكنها تظن انها تتفوه بأشياء لمجرد التفريغ عن ڠضبها.. اما هبه فكانت مستغرقه بأحاديثها مع ادهم بالحب الحړام و كلمات الهوي و رقية الشيطان..
ادهم يعني بقولك تعبان و عاوز اشوفك هو انت مش ف حكم خطيبتي
هبه مش هينفع اخرج.. انا لو بدأت اخرج يبقي لازم اروح الدروس و المدرسة و بعد اللي عمله ابراهيم فيه هتكسف حد يشوفني
ادهم بخبث يعني هو بس ضړبك عشان لابسه جينز و بلوزة و حاطة مكياج.. ماكل البنات بتعمل كده.. انا نفسي هخلي مراتي تلبس اللي تحبه.. ده طبعا لو كانت مطيعه و لما اقولها اني تعبان تبقي نفسها تشوفني مش تقولي مش هعرف
هبه بخجل طيب ماتزعلشي هشوف كده..
………..
في المستشفي كانت سلمي تنتظر ليأتي لها بالخبر اليقين عن ابراهيم
ادهم ازيك يا سلمي
سلمي پغضب اهلا عملت لي ايه
ادهم بتجاهل في ايه
سلمي انت هتستهبل.. نبطشيتك اتشالت عنك اسبوع فأنجز بقه
ادهم بخبث يبقي تلحقي تروحي لابراهيم تباركي له علي جوازه بقه
سلمي پصدمة ايه..
………
في شقة ابراهيم.. كانت الامور تسير كعادتها.. تبدأ بصلاة الفجر و تولى نفيسة امور البنات و الاعتناء بكل ما يخص ابراهيم.. و ابراهيم راضي عن كل ما تفعله و يتمني لو استطاع ان يبني معها جدار ثقة يزيل حاجز الخۏف التي تشعر به فتكشف عن وجهها مطمئنة.. كان يفكر ان من مثل نفيسة في ادبها و عفتها و حكمتها و امانتها هو ما يستحق ان يكون امهات المستقبل و زوجات و قرر للعين.. مثيلاتها هن من يطمئن لهن الرجال ليحموا اعراضهم و يربوا اطفالهم.. ليس كما يراها الناس لدمامتها و ان كانت ليست بدميمة بل عينه تراها أجمل الجميلات بل ان صورتها قد حفرت في مخيلته فكأنها يعرفها من حياة اخري.. لكن لعفتها و تدينها و صلاح سريرتها.. سمع صوت فتح باب الغرفه كان لايزال مغمض العينين.. فقد ألف ان تكون هي أول ما تراه عينه
كل صباح
نفيسة إبراهيم
ابراهيم يفتح عينه بأبتسامة عيونه..
اندهشت نفيسة لطريقته و اضطربت.. تلجم لسانها لكنهم انتفضوا بطرقات علي الباب.. نهض ابراهيم من مكانه
………
سمع صوت فتح باب الغرفه كان لايزال مغمض العينين.. فقد ألف ان تكون هي أول ما تراه عينه كل صباح
نفيسة إبراهيم
ابراهيم يفتح عينه بأبتسامة عيونه..
اندهشت نفيسة لطريقته و اضطربت.. تلجم لسانها لكنهم انتفضوا بطرقات علي الباب.. نهض ابراهيم من مكانه
إبراهيم بحسم خليكي هنا اما اشوف مين..
خرج بسرعه فتح الباب صدم سلمي
سلمي بصوت عالي مبروك يا عريس
ابراهيم پغضب مين اللي قالك
سلمي ادهم صاحبك.. مش كنت تقول انك اتجوزت و يا تري مين العروسة..
كانت نفيسة قد خرجت من غرفتها علي الصوت فأنتبهت لها سلمي
سلمي پصدمة نور
نفيسة بثبات اسمي نفيسة..
سلمي بأستهزاء بقه دي اللي انت اتجوزتها… بقه تجوز الزرقا دي.. الغراب دي احسن مني… و ياتري وقعت فى غرامها قبل ما تخبطها بالعربية ولا بعد…. ولا جوازك منها زيه زي الحاډثه رهان برضوه.. قولي صارحني و انا هسامحك
كانت نفيسة في ذهول.. هو من صدمها بسيارته.. تراهن عليها.. زواجه منها رهان.. لم فعل ذلك.. لم تأذيه.. لم ټأذي احد.. كل ما تمنته ان تكون غير مرئية.. كل ما كانت تسعي اليه ان لا ينتبه لها أحد.. لم تحتمل الصدمة فوقعت علي الارض .. كانت ندي و احسان يراقبوا ما يحدث من خلف غرفتهم.. فلما وقعت نفيسة اسرعوا نحوها يبكوا و يحتضنوها. . اما ابراهيم فحين رأها تقع جن جنونه و صفع سلمي علي وجهها بقوة الجمتها
ابراهيم پغضب انت حقېرة و ژبالة و رخيصة.. انا وقعت في غرامها لما بقت حلالي… لما لقيتها قرة عيني… لما شفتها علي حقيقتها من غير البويه اللي بتحطيها انت علي وشك.. شفت عيون اتكحلت بالسهر و هي بتقيم الليل.. و وشها اللي نور من الوضوء.. جذبني عفتها و هي لابسه الاسود الواسع و النقاب فمفيش عين نهشتها ولا جرحت برائتها.. اشتهيتها لاني عارف اني اول ايد ټلمسها و اول راجل في حياتها.. عارفه انا اختارتها عشان هي اللي اتخيلت اني اكون جنبها بعد 50سنه.. انا اتجوزتها في الدنيا عشان عارف انها هتأخد بأيدي للجنه..
كانت سلمي مذهوله مما تسمعه.. لم تتخيل ان يقول ابراهيم اي كلمه حب.. ظلت معه سنين تقترب منه و تثير شهوته بملابسها و مداعبتها لكنه ابدا لم يسمعها كلمه حب.. فها هو يشعر قصائد في ذات الرداء الاسود.. انتبهت من غفلتها على صوت ابراهيم
ابراهيم بأنفعال امشي اطلعي بره..
ثم اغلق الباب بوجهها و انطلق نحو نفيسة حملها بين ذراعيه فأحس انها بضعة منه.. وانه قطعه منها.. لا يريد ان يتركها من بين يديه.. ود لو ظلت في حضنه الي الابد.. يريدها و من لا يريد جوهرة نفيسة كنفيسة.. وضعها في فراشه.. تطلع اليها.. جرحها كثيرا ولكنه لم يكن يتخيل ا الطعنه التي تجهز عليها تكون تأتي من ناحيته.. اقترب من وجهها.. مد يده ليرفع نقابها.. لوهله تذكر نفس اللحظه حين رفع عنها النقاب.. نظرات وجهها المذعورة.. زفر بقوة و امسك بالنقاب يرفعه.. انتفض علي يدها تمسكة.. اعتدلت في جلستها.. ابتعدت عنه بجسدها و ضمت اليها رجلها وعقدت حولهم ذراعها..
نفيسة في ثبات لو سمحتم سبوني لوحدي
إبراهيم حاول ان يقول شيئا.. قاطعته لو سمحت سبني شوية..
خرج إبراهيم و هو يشتعل ڠضب و ذهب للمشفي يبحث عن ادهم..
ترك نفيسة و صدي كلماته تتردد في قلبها… نعم لم تكن غائبة عن الوعي.. كانت تفعل ما تجيده ان تكون غير مرئية فالرؤية حينها تكون اوضح.. صدمها ما عرفته عنه.. هو سبب تألمها ذلك اليوم.. و بسبب تلك الحاډثة تغيبت.. و لولا غيابها ما صار ما صار بينها و بين امها.. لكن الصدمة الاكبر كانت كلماته عنها.. لقد احبت تلك الفتاة التي احبها.. احبت تلك العفيفه الغالية التي قدرها بالجوهرة الثمينه.. احبت تلك الموصوفة و ليتها قابلتها من زمان لكانت حياتها تغيرت و حتي ان امها قد لا تزال علي قيد الحياة.. لو علمت يوما أنها ستجد من يقدرها.. لو شعرت ولو للحظه أنها ستكون في عيون احدهم جميلة.. لقد ساء بها الظن انها لن تدخل الجنة حتي لا تضايق أنظار ساكنيها.. كانت تبكي فتجهش البكاء و تئن انين يدوي صداه في أحشائها فتصدع و يدمي ألم و كسرة.. ليتهم تركوها غير مرئية.. ليتهم تركوها في ظلها.. ليتهم تركوها لقبحها فقد اعتادته كما اعتادت هي تجاهلهم لها.. انتبهت علي أيادي صغيره ټحتضنها.. انها إحسان تلك الصغيرة التي رأتها علي حقيقته.. لم تجد في نظراتها غير الحب.. لم تتغير و لو للحظة حين رفعت امامها نقابها و كأنها أدركت أن الوجوه هي أقنعه نتخفي ورائها اما المعدن الحقيقي هو القلب و مرآته العمل و المواقف.. ضمتها لحضنها و بكت بين يديها و ألقت بدموعها علي صدرها تشتكي الغدر و الظلم فمن يشعر بالمظلوم مثل الذي من قبل قد ظلم
……
وصل إبراهيم للمستشفي و هو في قمة غضبه.. بحث عن ادهم في كل مكان.. حتى لمحه من بعيد.. جري ناحيته.. و قفز فوقه يوجه له اللكمات.. التف حولهم العاملين بالمشفي و حاولوا تخليص ادهم من تحت يديه.. بصعوبة استطاع ايهاب أن يحرره و يخرج معه ليركبوا سيارة ادهم و ينطلقوا لشقته.. كان ايهاب يقود السيارة بسعاده.. فقد كان يلح علي إيهاب ان يعطيها له كم يوم لكنه كان يرفض.. اما ادهم فكان يغلي مما فعله به إبراهيم.. لقد كسر شوكته امام الجميع و اهانه.. زفر پغضب.. و الله يا ژبالة لحړق قلبك.. وصلو لشقته.. سنده ايهاب حتي وضعه ف سريره..
ايهاب هو ماله كان جاي مشحون كده ليه
ادهم پغضب و انا مال امي مشحون ولا منفوخ.. بيطلعهم عليه.. يتشطر على أخته اهي طول الليل ټشتم فيه و تقول لي عاوزة تخلص منه.. طيب وربنا لفاضحه.. هبعت له صور المحادثات و صورها اللي كانت باعتاها لي و هشيرها كمان عشان فضيحته تبقي بجلاجل..
ايهاب بخبث و اللي يجيب لك مناخيره الارض و يكسره قدامك و تتحكم فيه زي ما تحب
ادهم بلهفه قول و هظبطك
ايهاب بسعاده مش بتقول اخته ھتموت عليك.. ايه رأيك تجيب اخته هنا و تصورها و.. ثم اطلق ضحكه شيطانيه
استمع ادهم لفكرته فأبتسم بخبث.. فكرة برضه…. تناول اللاب توب و ارسل لهبه رسالة
ادهم لهبه هبه ماما جات من السفر و لما حكيت لها عنك قالت عاوزه تشوفك عشان لو عجبتيها هتخطبك قبل ما تسافر
هبة لادهم مش عارفة إذا كنت هعرف اخرج ولا لأ..
ادهم لهبه ابراهيم في نبطشية منخافيش
هبه لادهم طيب هات العنوان
انتهي من المحادثه و تعالت ضحكاته و هو يتوعد ابراهيم بما سيفعله مع اخته..
ايهاب مفتاح عربيتك بقه اسبوع يا أدهومة
ادهم بقرف و تكبر قلت لك انت اللي زيك ميليقش مع الحاجات دي.. ثم وضع يده في جيبه و اخرج 100 جنيه و مد يده لايهاب
قائلا خد اشرب لك حاجة على حسابي
صعق ايهاب من معامله ادهم و ترك يده معلقه بالفلوس و غادر ولا يزال واجم.. مشي في الشارع غائب عن الوعي.. لا يرى امامه.. يسمع كلمات ادهم في اذنه… كيف كان بتلك الحقارة و كيف تحمل اهانات ادهم له من اجل ان يرضي عليه و يعطيه سيارته كام يوما..
……….
في شقة ابراهيم.. كانت نفيسة في غرفة إبراهيم اتعبها البكاء فأستلقت علي السرير و تمددت بحانبها
 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock