روايات

حين باعَتْ كرامتها لتنقذ أمّها… فاكتشفت الحقيقة بعد فوات الأوان

أبدا فقط الصمت والمهنية الباردة.
في إحدى الأمسيات تلقت لينا مكالمة من المستشفى. تدهورت حالة والدتها فجأة. ركضت للحاق بآخر حافلة ووصلت لاهثة إلى المستشفى لتجد الأطباء يهرعون داخل وخارج غرفة والدتها. التف حولها الذعر كالسلاسل.
لم تلاحظ حتى أدريان يقف عند المدخل حتى تحدث. قال بهدوء غادرت العمل مبكرا.
قالت لينا بعصبية وعيناها حمراوان ومنتفختان لماذا أنت هنا
لم يجب مباشرة. لم تنته نوبتك.
حدقت به مصډومة. كانت والدتها على حافة الحياة والمۏت وكل ما كان يهتم به هو مغادرتها المبكرة
همست هل أنت جاد
تردد أدريان وشيء ما ومض خلف تعابيره الباردة شيء بدا تقريبا وكأنه ذنب. ثم قال بصلابة جئت لأنك لم تستلمي راتبك.
أطلقت لينا ضحكة مهتزة نصف عدم تصديق ونصف يأس. دفعت بجانبه ودخلت غرفة والدتها.
بقي أدريان في الممر لساعات.
عندما استقرت حالة والدتها أخيرا خرجت لينا ووجدته لا يزال هناك متكئا على الحائط. لأول مرة منذ أن التقته بدا… إنسانيا. متعبا. غير متأكد.
قالت يجب أن تعود إلى المنزل.
تمتم لينا بخصوص تلك الليلة… أنا
قاطعته لا تفعل. قلت إنها كانت صفقة. فلتبق كذلك.
ابتعدت عنه وقلبها مثقل غير عالمة أن أدريان قد جاء وفي نيته أن يخبرها بشيء شيء كان يخفيه منذ الليلة التي قدم فيها ذلك العرض.
شيء سيغير كل شيء.
بعد أسبوع استدعى أدريان لينا إلى مكتبه. دخلت مستعدة لأي شيء توبيخ إنهاء خدمة طلب بارد آخر. لكنها لم تكن مستعدة للتعبير الذي كان يرتديه متضارب قلق يكاد يكون عصبيا.
قال اجلسي.
أفضل أن أقف.
زفر لكنه لم يضغط عليها. بدلا من ذلك دفع وثيقة عبر المكتب. نظرت لينا إلى الأسفل وتجمدت.
كان إثباتا لدفع كامل مبلغ أكبر بكثير مما أعطاها إياه تلك الليلة.
همست ما هذا
لعلاج والدتك على المدى الطويل.
دفعت الوثيقة عائدة. لماذا تفعل هذا
قال ببطء لأنني لم أكن صادقا معك. في تلك الليلة.. انخفض صوته. كنت أحاول أن أبعدك عني.
رمشت لينا مرتبكة وغاضبة. باستغلالي
اشتد فكه. لقد تعاملت مع الأمر بشكل خاطئ. خاطئ جدا. لكني لم أرغب في جسدك أبدا. أردت مسافة.

تراجعت لينا خطوة إلى الوراء كأن الأرض تحتها لم تعد ثابتة. الكلمات التي خرجت من فمه كانت مثل رصاصة صامتة أصابتها في مكان لا يرى. ظلت تنظر إليه دون أن تستطيع تحديد ما تشعر به الڠضب الحزن أم ارتباك لاذع جعلها غير قادرة على التفكير.
قالت بصوت مبحوح
أردت مسافة من ماذا من إنسانة لم تؤذك بشيء
رفع أدريان نظره إليها وكان في عينيه بريق تعب عميق كأن السنوات التي عاشها كلها تجمعت الآن في لحظة واحدة.
كنت خائڤا اعترف أخيرا.
منك
من نفسي.
ضحكت ضحكة قصيرة قاسېة أشبه بالبكاء. هل هذا عذر لكل ما فعلته لكل تلك الليلة التي جعلتني فيها أكره نفسي
لم يجب. مد يده إلى جانب المكتب وأخرج منها ظرفا آخر صغيرا.
هذا

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock