
حين باعَتْ كرامتها لتنقذ أمّها… فاكتشفت الحقيقة بعد فوات الأوان
رائحة المطر سمعت لينا طرقا خاڤتا على باب شقتها الصغيرة.
فتحت الباب لتجده واقفا هناك أنحف قليلا أكثر شحوبا لكن عينيه كانتا تحملان شيئا جديدا الندم والرجاء.
قال بهدوء
مر وقت طويل.
همست
لم أظن أنك ستعود.
ابتسم ابتسامة خفيفة لا تخلو من الحزن.
لم أظن أنني سأغادر ثم أكتشف أنني تركت قلبي هنا.
لم تقل شيئا. فقط وقفت تنظر إليه مترددة بين الماضي الذي كسرها والحاضر الذي جاء ليعيد بناءها.
قال أخيرا
أعلم أن الغفران لا يطلب بل يمنح لكني جئت لأحاول.
سكتت لينا طويلا ثم قالت بصوت خاڤت
الغفران ليس سهلا يا أدريان لكنه ليس مستحيلا.
في تلك اللحظة لم يكن هناك وعد ولا نهاية سعيدة. فقط نظرتان طويلتان تملؤهما بقايا الألم وبذور بداية جديدة بداية لم يكن أحد منهما متأكدا إن كانت تستحق المخاطرة لكنها كانت على الأقل صادقة.
وبينما أغلق المطر نافذة الغرفة كأن السماء تغسل كل ما مضى جلست لينا تحدق في الفراغ وتهمس لنفسها
ربما بعض الجراح لا تشفى بالزمن بل بالصدق. وربما الحب الحقيقي ليس منقذا بل اعترافا متأخرا أننا كنا بحاجة لبعضنا منذ البداية.





