قصص قصيرة

مربية أطفال حصرياً كاملة

كانت ست، يمكن في أواخر الخمسين، لابسة فستان وردي باهت. حركتها كانت متروية، كأنها حريصة، وهي بتلمس وش أوليفر. وبصدمتها، الست فتحت أزرار هدوم الطفل وضغطت بحاجة معدنية وباردة على جلده. أوليفر زقزق بهدوء لكنه مابكيش.

أول حاجة خطرت في دماغ سامانثا إنها ترجع على طول للبيت، بس أجبرت نفسها تكمّل متابعة. الست اتحركت في الأوضة كأنها عارفة كل حاجة بتحصل. شدّت لهاية أوليفر، شمّتها، وابتسمت ابتسامة خفيفة – كأنها مستمتعة بذكريات. وبعدين همست بحاجة بالكاد الكاميرا سجلتها: “تشبهينه بالظبط”.

الليل ده سامانثا معندهاش نوم. دماغها كانت مليانة احتمالات – جار عنده مفتاح، قريب عمرها ما قابلته، متسلل وهمي. لكن الصبح اللي بعده، دانيال قال إنه هيسهر شغل، وإميلي هتفضل في المعرض لحد نص الليل. التوقيت كان غريب جدًا.

تم تعديلها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات 

قررت تواجههم – بس قبلها ركبت كاميرتين إضافيتين: واحدة في الرِدهة والتانية قدام الباب الأمامي.

الليل اللي بعده، لما راجعت التسجيل الجديد، الحقيقة كانت أغرب. الست الغامضة ظهرت تاني، بس المرة دي ما دخلتش من الباب الأمامي ولا الرِدهة، دخلت من القبو.

ډم سامانثا تجمد. القبو كان مكان شغل دانيال، وكان صريح معاها وقاله “محظور” عشان مشاريعه السرية. بس دلوقتي باين إن في حاجة أخطر بتحصل هناك.تم تعديلها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات 

اليوم اللي بعده، لما دانيال خرج يشتري البقالة، سامانثا دخلت الطابق التحتاني. الجو كان رطب وثقيل، ريحة معدنية خفيفة. في الآخر، لقت باب مقفول بلوحة مفاتيح صغيرة، حواليه خدوش – كأن حد حاول يفتحه من جوه.

تراجعت بسرعة وقلبها بيعُلا. بالليل، اتصلت بالشرطة من رقم مجهول، وقالتلهم عن متسلل محتمل.

لما وصلوا الضباط، دانيال كان هادي ومتعاون. سمح لهم يفتشوا البيت كله، بما فيهم القبو. ملاقوش حاجة. قال إن الباب يؤدي لمخزن قديم، وفتح لهم: رفوف فاضية، غبار، وريحة خفيفة من المُبيض.

تم تعديلها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات 

الشرطة مشيت. سامانثا حست بالإهانة، ومع ذلك، في حاجة مكنتش مفهومة. ليه الست اختفت تمامًا؟ ليه آثار الچروح على جلد أوليفر لسه موجودة اليوم اللي بعده؟

فضلت الكاميرات شغالة. وبعد ليلتين، رأت الحقيقة أخيرًا.

الفيديو بدأ زي كل الفيديوهات – أوضة الأطفال هادية، وأوليفر نايم نوم عميق. وبعدين، من زاوية الكاميرا، باب القبو اتفتح تاني بصوت صرير. الست ظهرت تاني، عيونها زجاجية وحركتها آلية.

بس المرة دي، دانيال اتبعها.

سامانثا شهقت بصوت عالي. في التسجيل، دانيال كان بيتكلم بهدوء، وبيوجّه الست من ذراعها. همس: “مفيش حاجة يا ماما، تقدري تشوفيه دقيقة واحدة بس”.

ماما.

تم تعديلها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات 

سامنثا اټصدمت. الست ماكنتش غريبة عنها، دي كانت والدة دانيال. بعدين، سجلات الشرطة أكدت إنها إليانور آدامز، ممرضة نفسية سابقة، اختفت من خمس سنين بعد ما اتشخصت بالخرف الشديد. دانيال قال للجميع إنها ماټت في دار رعاية.

بس ما ماتتش. كان مخبيها في القبو.

المقطع بيوري دانيال وهو بيفتح باب القبو ويدخل أمه برفق بعد ما لمست الطفل. قبل ما ينزلوا، إليانور بصت للكاميرا كأنها عارفة حاجة، وهمست: “يشبه داني الصغير. متخلوش ياخدوه بعيد”.

تم تعديلها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات 

سامنثا سلمت الفيديو للشرطة الصبح اللي بعده. وفي ساعات، الضباط رجعوا البيت بمذكرة تفتيش. ورا حيط وهمي في القبو، لقوا مكان صغير مؤقت للمعيشة – سرير، صور قديمة، حاجات طبية. إليانور كانت هناك، خاېفة ومتوترة، بس مكنتش متأذية.

دانيال اعترف إنه ماقدرش يشيل أمه بعد ما حالتها العقلية اتدهورت. خبّاها سنين، ومقنع إميلي إنها ماټت. إليانور كانت بتتسلل للطابق العلوي من ممر قديم تشوف حفيدها لما دانيال مش واخد باله، لحد ما كاميرات سامانثا كشفت كل حاجة.

تم تعديلها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات 

القصة انتشرت بسرعة في الحي. إميلي طلبت الطلاق بعد شوية، ودانيال اتواجه پتهم حبس غير قانوني وعرقلة سير العدالة. سامانثا سابت بيت عيلة آدامز نهائي، بس فضلت محتفظة بالكاميرا الصغيرة في درجها – تذكير باليوم اللي حدسها أنقذ فيه طفل وكشف سر مدفون قدام عيون الكل.

 
— النهاية 

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock