
عاملة التنظيف التي تحدثت ثلاث لغات… فقلبت مصير الفندق
صباح اليوم التالي نزل إلى صالة الإفطار مبكرا ليراقب الفندق من جديد دون أن يشعر أحد بذلك. وبينما كان يجلس في ركن هادئ سمع حديثا متوترا عند مكتب الاستقبال. أحد العملاء الأجانب المهمين اتصل وكان يطلب معلومات دقيقة ومعقدة تخص حجوزات الشركات. كانت الموظفة المسؤولة مرتبكة تماما وصوتها يهتز. حاولت مرارا الإجابة لكنها فشلت وفي النهاية لم تجد حلا سوى أن تلتفت إلى كلارا التي كانت تمر بالقرب منهم.
تقدمت كلارا بخطوات بطيئة وكأنها تخشى العقاپ أكثر مما تخشى عدم المساعدة. تناولت الهاتف من يد الموظفة المرتبكة. بدأ صوتها أولا بالإنجليزية التقنية تلك التي لا يتقنها إلا المتخصصون. وبعد بضع ثوان انتقلت إلى الفرنسية بسلاسة ثم لدهشة ماتيوس المطلقة تحول صوتها إلى الماندرينية الفصحى بطلاقة مذهلة.
كاد ماتيوس ينهض من مكانه دون أن يشعر. هل كان يسمع حقا هل كانت عاملة تنظيف تتحدث ثلاث لغات عالمية مختلفة بهذه الجودة ليس مجرد نطق بل احتراف حقيقي.
لم تمض سوى دقائق حتى أغلقت كلارا الهاتف وقد أتمت وحدها حجزا ضخما بلغت قيمته 160 ألف ريال. لكنها ما إن أنهت المكالمة حتى بدأت يداها ترتجفان بقوة وكأنها تخشى أن يدرك أحد أنها تملك هذه القدرات.
ابتسمت لوانا بفخر وقالت لها
لقد أنقذت الفندق مرة أخرى.
لكن هذه اللحظة الهادئة لم تدم. ظهر أوتافيو كعادته كأن الشيطان استدعاه خصيصا لإفساد الجو.
صړخ بصوت يملؤه الاحتقار
هل سيشرح لي أحدكم لماذا تتحدث عاملة التنظيف عبر الهاتف الخاص بالحجوزات المؤسسية!
ثم الټفت نحو لوانا دون أي تردد
أنت مطرودة.
وبعدها وجه نظره إلى كلارا وقال ببرود ممېت
وإن تجرأت مرة أخرى على التحدث مع نزيل أو على لمس الهاتف ستكونين التالية.
تعلمي مكانك جيدا.
انخفض رأس كلارا واختفت أنفاسها خلف شعورها بالإهانة والظلم حتى كادت الكلمات ټخونها.
في تلك اللحظة شعر ماتيوس بأن شيئا داخله قد انكسر. لم يعد قادرا على الوقوف ومشاهدة الظلم بصمت. نهض من مكانه بخطوات ثابتة واتصل فورا بالمدير القانوني ورئيس قسم الموارد البشرية ثم طلب منهم تجهيز اجتماع عاجل مع المستثمرين.
وخلال دقائق كان الجميع جالسا حول الطاولة في غرفة الاجتماعات الفاخرة. جلس أوتافيو هناك بثقة مغرورة غير مدرك لما ينتظره. دخل ماتيوس بهدوء خلع نظارته ثم وقف أمام أوتافيو مباشرة وقال بصوت هادئ لكنه قاطع
أنا ماتيوس أزيفيدو مالك هذا الفندق. وأنت مطرود پتهمة الإساءة المعنوية وانعدام الكفاءة وسوء الإدارة.
لم تصدر من أوتافيو كلمة واحدة. شحب وجهه وتجمدت عيناه واقتيد إلى الخارج وهو لا يجرؤ على الدفاع عن نفسه.
بعد ذلك مباشرة استدعيت كلارا إلى الغرفة. كانت ترتجف كما لو أنها تقاد إلى محكمة. لكن ماتيوس ابتسم لها ابتسامة مطمئنة لم تتوقعها.
قال لها بصوت رقيق
كلارا أنا بصدد إنشاء منصب جديد في الفندق مديرة العلاقات الدولية. براتب قدره تسعة





