روايات

طالبة تمريض خجولة تغيّبت عن الامتحان لمساعدة شخص غريب وفي اليوم التالي، جاء مدير شركة يبحث عنها.

المسعفات يدها على كتف لايا وضغطت عليه بخفة.
لقد أنقذتها قالت المرأة وشعرت لايا بتلك الومضة الصغيرة الغريبة من الفخر الممزوج بالحزن الومضة التي لا تظهر إلا حين يفعل الإنسان الشيء الذي ولد ليفعله بينما يعاقبه العالم عليه.
ركضت لايا آخر بضعة شوارع نحو مبنى التمريض بزي ملوث وحذاء يصر بصوت خاڤت ورئتين تكادان تحترقان. أغلق الباب خلفها عندما وصلت إلى الممر في الطابق الثالث. غرفة 304 قاعة الامتحانمغلقة.
فتحت عميدة الكلية ليندا فون الباب ببرود متقن يخفي قسۏة ترتدي قناع الإجراءات. كان شعرها الفضي مشدودا عند مؤخرة العنق وشفتاها مضغوطتين في خط لا يصل أبدا إلى عينيها.
قالت آنسة هاريس بدأ الامتحان منذ سبع دقائق.
تمتمت لايا بصوت خاڤت أنا كان هناك طارئ. امرأة اڼهارت. أنا طالبة تمريض و.
قاطعتها العميدة بصوت حاد كالمشرط لقد تغيبت. القواعد واضحة. لا استثناءات.
تلاشت احتجاجات لايا كما يتلاشى النفس على زجاج نافذة باردة. وقفت في الممر تحدق في مقعدها الفارغ من خلال نافذة القاعة الصف الثالث الجهة اليسرى المكان الذي كانت تتخيل فيه أنها تثبت لنفسها أنها تستحق وجودها هنا. كان الطلاب منحنيين فوق أوراقهم وأقلامهم تتحرك بصمت. سمعت ضحكة مكتومة من طرف الممر وشعرت بها كصڤعة.
وصل البريد الإلكتروني في وقت لاحق من ذلك اليوم كحكم نهائي إلغاء المنحة وضعها الأكاديمي تغير إلى وضع تحت المراقبة مبلغ 26000 دولار يجب سداده قبل نهاية الفصل أو الفصل من الجامعة جلسة تأديبية محددة لها.
قرأت لايا الكلمات حتى تداخلت أمام عينيها. جلست على أرضية غرفتها الضيقة في السكن الجامعي وأسندت جبينها إلى ركبتيها ولم تبكلأن البكاء لا يغير شيئا ولأنها تعلمت أن كثرة إظهار المشاعر تجعل الآخرين غير مرتاحين.
في وقت متأخر جاء
طرق خفيف على باب حمامها. كانت دوروثي ميلرالعاملة التي تنظف ممرات السكن منذ ثلاثين عاماتنظر إليها بعينين لطيفتين اعتادتا رؤية ما يتجاهله الناس.
قالت هل أنت بخير يا عزيزتي
حاولت لايا رسم ابتسامة لكنها لم تنجح. أنا بخير كذبت.
وضعت دوروثي الممسحة جانبا ودخلت الحمام وجلست مع لايا في أحد الأركان ثم أغلقت باب المقصورة.
قالت بحزم دافئ اجلسي.
أطاعت لايا.
أسندت دوروثي ظهرها إلى المغسلة ونظرت طويلا.
قالت في هدوء يشبه الدروع لقد فعلت الشيء الصحيح. الناس هنا يحبون القواعد لأن القواعد سهلة. أما الناسفهم أصعب. وأنت فعلت الشيء الصعب.
أرادت لايا أن تصدقها لكن فكرة مبلغ ال 26000 دولار ودخل جدتها الضعيف وأجر تنظيفها البسيط كل ذلك جذبها إلى الأسفل كالجاذبية. كانت دائما الشخص الذي يربط حياته بخيط رفيع والآن قد انقطع ذلك الخيط.
عند الساعة 1247 بعد منتصف الليل جاء طرق آخر هذه المرة كان مقصودا ومهذبا. فتحت لايا الباب مع بقاء السلسلة مغلقة فرأت رجلا يرتدي معطفا داكنا شعره مصفف بعناية وعيناه تحملان لطفا ممزوجا بالإرهاق.
قال هل أنت لايا هاريس
نعم.
اسمي إيثان وورد قال ذلك بصوت فيه تعب مألوف. اسم والدتي مارغريت وورد. لقد أنقذت حياتها.
ارتجف عالم لايا للحظة. هل هي
إنها مستقرة. الطبيب قال إنك السبب في نجاتها. آسف لقدومي في هذا الوقت المتأخر لكن كان علي أن أشكرك شخصيا.
أخرج هاتفه وشغل مقطعا من كاميرات المراقبة عند موقف الحافلة كانت لايا تركع يداها تعملان بثبات صوتها يتمتم وهي تفحص النبض والمجرى الهوائي. شاهدت نفسها تنظر إلى هاتفها ثلاث مرات ثم تختار البقاء بدلا من الركض.
قال إيثان بصوت هادئ يحمل بين طياته العتاب والإعجاب كنت تعلمين أنك تختارين. كنت تعلمين ما تخاطرين به.
همست لايا أعلم أعلم. لكنها كانت

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock