روايات

طالبة تمريض خجولة تغيّبت عن الامتحان لمساعدة شخص غريب وفي اليوم التالي، جاء مدير شركة يبحث عنها.

صوتها. وفي النهاية تركت الغرفة وهي تهز رأسها ببطء.
قال البروفيسور تشين سنعيد تحديد موعد امتحانك. سنعيد منحتك الدراسية. وباسم الجامعة نعتذر لك يا آنسة هاريس.
شعرت لايا كأن بداية جديدة قدمت لها. لكنها لم تكن النهاية.
في صباح اليوم التالي انتشرت القصة في كل مكان. الصحف المحلية نشرت مقطع الكاميرا مع عنوان
طالبة تمريض تفقد منحتها بعد إنقاذ حياة والتدخل يعيد الحق إليها.
اشتعلت وسائل التواصل بصورة لايا راكعة وسط الډم وكتابها المبتل إلى جانبها. كتب الناس رسائل شكر وڠضب ودارت المناقشات القديمة حول القواعد والإنسانية.
بدأت الجامعة مراجعة داخلية. تم إيقاف العميدة فون عن العمل. أصبح البروفيسور تشين عميدا مؤقتا. أعيدت هيكلة برنامج المنح لإزالة العبارات الغامضة مثل الملاءمة الثقافية واستبدالها بمعايير عادلة تعتمد على الحاجة والجدارة. وأعيد أربعة طلاب كانوا قد أجبروا على الانسحاب.
بالنسبة للايا كان التغيير فوريا وجوهريا. تغطية كاملة للرسوم والسكن والكتب ومخصص شهري يكفيها. لم تعد مضطرة لتنظيف الغرف حتى منتصف الليل. أصبحت قادرة على الدراسة ومساعدة جدتها والتنفس. لأول مرة منذ سنوات لم تكن تضطر لحساب كل سنت.
دعتها مارغريت وورد إلى احتساء الشاي في ظهيرة دافئة. روت لها لايا القصة التي حملتها داخلها كصندوق مغلق ليلة ۏفاة والدتها وهي تنتظر الإسعاف والذنب الذي لم يفارقها والخۏف من أن خطأ واحدا كفيل بإثبات أنها لا تنتمي لهذا المجال الذي تحاول دخوله. استمعت مارغريت كما لو أن كل جملة كانت مهمة.
قالت مارغريت عندما أنهت لايا حديثها ماټ زوجي قبل عشر سنوات وهو ينتظر المساعدة. ظننت أن حياتي انتهت. لكنني لم أكن أعلم أن بذرة زرعت في قلب ابني في ذلك اليوم. جعلته يصنع آلاته لأنه لم يستطع قبول العجز. عندما ركعت على ذلك الرصيف قمت بالعمل الذي صنعت آلات ابني من أجله. لقد منحت عمله معنى.
وجدها إيثان بعد محاضرة ألقتها الشركة في الجامعة. قال لها بنبرة تحمل التعب ذاته هل نحتسي القهوة
تحدثا عن سيارات الإسعاف وعن المهارات الصغيرة التي تشتري الوقتكيفية المحافظة على مجرى الهواء وكيفية الضغط على الچرح بشكل صحيح وكيفية إبقاء المصاپ واعيا. حدثها عن مشروع يريد إطلاقه لتدريب الناس العاديين على مهارات الإنقاذ الأساسية وسألها إن أرادت المساعدة في تصميمه.
قالت فورا بالطبع.
كانت يداها التي اعتادت العمل في الظل أصبحت الآن محل تقدير.
قالت نعم.
قضيا الربيع يبنيان شيئا معا برنامجا تدريبيا ليوم واحد يعلم الجيران كيف يتصرفون قبل وصول المحترفين ومعدات بسيطة توزع على المراكز المجتمعية ومنحا دراسية حقيقية تسمح للطلاب الفقراء بإكمال دراستهم. كانت الشركة توفر المال وكانت لايا توفر اللمسة الإنسانية.
تغير الحرم الجامعي أيضا. الطلاب الذين كانوا يجلسون في الخلف ليبقوا غير مرئيين بدأوا يتحدثون. صارت النقاشات أغنى وظهرت مجموعات دراسة جديدة تضم الطلاب الذين يعملون ليلا والذين يسكنون بالكاد ويصمدون. كانوا يجلسون حول طاولة قديمة ليلة الخميس يتقاسمون القهوة ويكملون بعضهم بعضا.
عندما أعادت لايا تقديم امتحانها النهائي جلست في الصف الثالث الجهة اليسرى وغدت الأسئلة أقل شبها بالفخاخ وأكثر شبها بدعوات لإظهار ما تعلمته. نجحت وكانت أعلى درجة في دفعتها.
وفي الذكرى السنوية الأولى لحاډثة موقف الحافلة أعلنت الشركة عن مبادرة هاريسمنح كاملة لطلاب التمريض من ذوي الدخل المحدود مع مخصصات معيشية وتدريب خاص في الاستجابة

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock