روايات

طالبة تمريض خجولة تغيّبت عن الامتحان لمساعدة شخص غريب وفي اليوم التالي، جاء مدير شركة يبحث عنها.

للطوارئ.
وقفت لايا على المنصة وقالت خطابا قصيرا وصادقا عن الخۏف والشجاعة عن والدتها وعن المرأة التي أنقذتها وعن الرجل الذي غير مستقبلها.
قالت عندما تظن أنك أصغر من أن تحدث فرقا تذكر المرأة
على المقعد. تذكر الشخص الذي أمسك بيدك. نحن لا نصبح أصغر إلا عندما نكون وحيدين.
بعد الحفل وضع إيثان ذراعه برفق حول كتفها وقال بصوت منخفض لا يسمعه غيرها لقد غيرت عالمي. ذكرتني لماذا بدأت كل هذا.
قالت وأنت علمتني أنني عندما يسقط النظام سيظل هناك من يقاتل لإصلاحه.
لم يكن هناك حلم خيالي ولا نهاية من نوع تزوجا وعاشا بسعادة أبدية لكن الأشياء الصغيرة الجيدة بدأت تتراكم. استطاعت جدتها شراء معطف شتوي جديد ودواء كانت تحتاجه. تحسنت صحة دوروثي بعد أن حصلت على ساعات عمل أفضل. عاد أربعة طلاب تم استبعادهم سابقا بابتسامات خجولة وإصرار أقوى.
أما لايا فقد اكتشفت شيئا أعمق دفئا هادئا لا علاقة له بالمنح أو العناوين الصحفية. تعلمت أن تقبل المساعدة وأن تطلبها وأن تقدمها دون حساب. وفي بعض الأيام كانت لا تزال تنظف الغرف في عطلات نهاية الأسبوع لا لحاجة بل لأنها تحب إيقاع العمل وكرامته البسيطة. وفي أيام أخرى كانت تدعو أصدقاءها إلى العشاء دون أن تحسب ثمن المكونات.
وفي مساء ربيعي متأخر كانت تمشي عبر الحرم الجامعي بينما بدأت أشجار الكرز تلطف بقايا الشتاء. رفعت يدها لتزيح خصلة شعر فوجدت أصابع إيثان تفعل الشيء نفسه. وقفا جنبا إلى جنب يبتسمان ابتسامة صغيرة لا تخص سوى اثنين فقط.
قال ببطء أتدرين ما الغريب اليوم الذي كدت أفقد فيه أمي هو اليوم الذي قابلت فيه الشخص الذي أعاد إلي معنى إنقاذ الحياة. اليوم الذي انكسر فيه عالمي هو نفسه اليوم الذي عاد يتماسك فيه.
تنفست لايا نفسا يشبه التحرر. وقالت أسوأ الأيام أحيانا تفسح المجال لأفضلها.
واصلا السير تحت سماء بلون الوعد. كان صدى المدينة يتردد بعيدا صفارات وازدحام وحياة يومية
مستمرة.
كانت لايا تظن أنها تركض نحو امتحان يحدد مستقبلها لكنها تعلمت أن قرارا واحدا قادر على كشف الظلم وخياطة مستقبل جديد.
وأن الشجاعة ليست استعراضا بل سلسلة أفعال صغيرة تتكرر بلا تردد.
وعندما توقفا عند إشارة المرور مد إيثان يده مرة أخرى ليزيح خصلة شعر عن وجهها وابتسم.
قال بصوت خاڤت يشبه الرجاء هل يزعجك أن أبقى هنا
همست بل يسعدني.
وبالنسبة لشخص أمضى حياته يحاول أن يكون غير مرئي لم يعد الخۏف من أن يرى يسيطر عليه.
بل فاجأه ثم فعل شيئا آخر جعله يشعر بالاكتفاء.

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock