قصص قصيرة

أجبرتني زوجة أبي على الزواج من شاب ثري لكنه مُقعد. وفي ليلة زفافنا، حين حملته إلى السرير وسقطت، اكتشفت حقيقة صادمة

دموعي.
وللمرة الأولى وقف أحد إلى جانبي لا طمعا ولا واجبا بل لأجلي أنا.
في تلك الليلة جلست بقرب سريره وقلت بهدوء
شكرا لك.
ابتسم
لم أفعل ذلك لأنك مدينة لي
فعلته لأنني كنت مدينا لنفسي لأنني تركتك وحدك طويلا.
ومع مرور الوقت بدأ يمشي بضع خطوات ثم أكثر.
كل صباح كان لا يزال بحاجة إلى عصا
وكنت أمسك يده بينما نسير ببطء في الحديقة.
وفي يوم سألني
إن مشيت مجددا بشكل طبيعي هل سترحلين
ضحكت
إن كنت لا تزال بحاجة لشخص يصنع أسوأ قهوة في العالم فسأبقى.
ضحك ضحكة دافئة أذابت ضباب دلهي.
ثم في صباح ما استيقظت ولم أجده.
فأسرعت إلى الحديقةوتجمدت.
كان يسير.
بلا عصا.
بلا دعم.
ببطء لكن بثبات.
وقع ضوء الشمس على كتفيه
وكان ألما وجمالا في الوقت نفسه.
تقدم نحوي أمسك يدي وقال
استعدت ساقي بفضلك
لكن ما شفيته فعلا هو قلبي.
عانقته وأنا أبكي.
وأدركت 
أن تلك الليلة التي سقطنا فيها
لم تكن سقوطا للجسد فقط
بل أول مرة تلامس فيها قلوبنا بعضها.
كانت الفلا التي بدت يوما كقبر بارد لا يسمع فيه أحد أنفاس الآخر
قد امتلأت الآن بحياة جديدة.
ضحكات خفيفة تتردد في الممرات ورائحة الشاي والزهور تعبق في الحديقة وكأن جدران البيت التي كانت تنكمش على نفسها بدأت تتنفس من جديد.
كل صباح أستيقظ على صوت خطواته الهادئة
صوت لم أكن أتخيل يوما أنني سأسمعه بلا كرسي أو عصا.
يمشي وحده نحو الشرفة يدفع الستائر برفق ويترك للشمس طريقا للدخول ثم يملأ كوبين من ماسالا تشاي واحدا له وواحدا يضعه أمامي قبل أن أفتح عيني.

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock