قصص قصيرة

قبل 21 عامًا تخلّى عني والداي، واليوم بعد أن أصبحتُ مليونيرة عادوا يطلبون المساعدة… وما فعلتُه أسكتهم تمامًا.

فهمت حينها شيئا واحدا
ليس كل من ينجبك يصبح عائلتك.
قلت بهدوء يشبه السكين حين يقطع آخر خيط
لا.
عائلتي هي من بقي
لا من رحل.
رأيت الصدمة في وجهيهما.
لم تكن صدمة كلمة بل صدمة حقيقة.
الحقيقة التي تهرب منها سنوات طويلة حتى تصطدم بك بقوة لا يمكنك تجنبها.
أبي فتح فمه كأنه سيقول شيئا اعتذارا ربما أو دفاعاأو محاولة لإنقاذ ماء الوجه.
لكن لا شيء خرج.
لا كلمة.
لا تفسير.
لا محاولة صادقة.
كان هناك صمت ثقيل صمت يشبه نهاية فصل طويل.
بعدها أدرت ظهري.
مررت عبر الأبواب الزجاجية اللامعة التي تعكس صورتي لا كطفلة مهجورة بل كمرأة صنعت حياتها من الصفر.
خطوت داخل المبنى الذي بنيته من تعب الليالي من جهد السنوات من دموع ظننت أنها ستغرقني لكنها رفعتني.
مضيت في الرواق بخطوات ثابتة أشعر بكل ذرة قوة في داخلي قوة لم يمنحني إياها أحد بل صنعتها بنفسي بجراح صارت ندوبا وبندوب تحولت إلى دروع.
وللمرة الأولى في حياتي
حين أغلق الباب خلفي
لم أشعر بوخز في صدري.
لم أشعر بأن قطعة مني تنتزع.
بل شعرت بشيء جديد
هادئ
عميق
شعرت بالسلام.
ذلك السلام الذي تمنيته طفلة
وانتظرته شابة
وبنيته امرأة.
سلام يشبه بدايةحياة جديدة
لا مكان فيها لمن تركني.
ولا مساحة فيها إلا لمن بقي.

الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock