
بعد شهرين فقط من الطلاق، وجدتها أمامي تتجوّل في المستشفى… وعندما عرفت الحقيقة، انهرت تمامًا.
مايا
رفعت رأسها ببطء.
وفي عينيهاذهول وكسرة أعرفها جيدا.
أنت أرجون
ما الذي تفعلينه هنا ماذا جرى لك
أدارت وجهها وقالت بصوت خافت ينكسر
لا شيء مجرد فحوص روتينية.
جلست إلى جوارها أمسكت يدها الباردة.
مايا لا يمكنك إخفاء شيء كهذا. ليس وأنا أراك بهذا الحال.
طال صمتها.
ثم قالت أخيرا بصوت منخفض مهتز
لقد اكتشفت أن لدي سرطانا في المبيض في مراحله الأولى. قالوا إنه قابل للعلاج إذا اتبعت كل الإجراءات.
لكن ليس لدي تأمين ولا سند وبعد رحيلي عن البيت لم يعد لدي شيء تقريبا.
توقف الزمن حولي.
طعنت بكلماتها طعنات لا تحتمل.
بينما كنت أقنع نفسي بالسلام كانت هي تقاتل وحدها.
لماذا لم تخبريني قلتها بصوت مرتجف.
كنا قد انفصلنا. لم أرد إثقال كاهلك. ظننت أنني سأتحمل الأمر وحدي.
لم أجد كلاما.
انهارت كل دفاعاتي.
جلسنا معا حتى المساء.
تحدثنا كعائلة ضائعة بلا عتاب بلا كبرياء.
وقبل أن أغادر قلت
مايا اسمحيلي أن أبقى معك. حتى لو لم نعد زوجين لا يمكنني تركك هكذا.
ابتسمت بمرارة
هل ترثي لحالي الآن
لا همست.
أنا ما زلت أحبك.
في صباح اليوم التالي أحضرت لها علبة خيجدي دافئة وبعض البرتقال.
نظرت إلي بدهشة لكنها لم ترفض.
ومع الأيام أصبحت بجانبها كل لحظة
أرافقها إلى الفحوص أتابع أدويتها أنتظر ساعات العلاج الكيميائي.
لم أعرف ما الذي يدفعنيالندم الحب أم محاولة إصلاح الزمن
وفي إحدى الأمسيات بينما أصوب بطانيتها قالت فجأة
هل تعلم لقد اكتشفت مرضي قبل الطلاق.
تجمدت.
ماذا
قبل أسبوع من ذلك الشجار أجريت خزعة بسبب ألم شديد.
وجاءت النتائج في نفس يوم طلبت الطلاق.
شعرت كأن أحدا وجه لكمة إلى صدري.
لماذا لم تخبريني
لأنني كنت أعلم لو قلت لك لبقيت بدافع المسؤولية فقط لا بدافع الحب.
ولم أرد أن أقيدك بامرأة مريضة.
سقطت دموعي بلا إرادة.
هل تظنينني قاسيا إلى هذا الحد
نظرت إلي بلطف وابتسامة موجوعة على شفتيها
لم أفكر هكذا
فقط لم أرد أن أراك تتظاهر بالسعادة وأنت مقيد بي.
ولم أستطع الرد.
لأن جزءا في داخليكان يعلم أنهاكانت محقة.
وبعد أسبوع بدأ علاجها الكيميائي.
أحضرت سريرا قابلا للطي وقررت البقاء معها.
ولأول مرة





