
سقطتُ فوق زوجي ليلة زفافنا… فظهرت الحقيقة التي غيّرت حياتي
إلى المنزل غدا هناك من يخطط لأذيتك
في الصباح غادر بحجة رحلة عمل
وفي تلك الليلة اشتعلت النيران في جناحه
صرخت الخادمة
غرفة السيد تحترق!
لو كان هناك لمات دون شك
أظهر التحقيق أن الأسلاك قطعت عمدا
ألقي القبض على زوجة أبيه
وحين عاد هوي وقف أمامي بلا كرسي بلا خوف بلا تمثيل
كانت أضواء سيارات الشرطة تنعكس على وجهه فرأيت ابتسامة دافئة للمرة الأولى
قال لي بهدوء
إذن كان ما رأيته صحيحا أنت الوحيدة التي لم تريدي شيئا مني
اقترب مني ومد يده نحو يدي
شكرا لأنك أنقذت حياتي وشكرا لأنك بقيت بعد أن عرفت الحقيقة
رفعت رأسي إليه وقلت بصوت مرتجف
ربما كان سقوطنا معا هو اللحظة التي بدأ عندها كل شيء
مرت سنة كاملة تغيرت فيها الكثير من الأشياء وكأن الزمن قرر أن يعطينا فرصة ثانية بعد كل ما مررنا به
في تلك السنة لم يتعاف هوي جسديا فحسب بل عاد إليه شيء أهم روحه
كان يمشي فيالممرات بثقة كأن كل خطوة يستعيد بها جزءا من نفسه التي سرقتها السنوات
وأنا كنت أتعافى بطريقتي
كنت أتعلم للمرة الأولى كيف يكون الحب بلا خوف وكيف تبنى الثقة خطوة خطوة وكيف يمكن للقلب الذي كسر يوما أن يعود ويخفق بقوة من جديد
لم نعد بحاجة إلى الكلمات الكثيرة
نظراته كانت تتحدث وابتسامته كانت تكفي لتذيب بقايا الألم داخلي
أما صمتنا السابق فقد تحول إلى أحاديث طويلة تمتد حتى منتصف الليل نخطط فيها لمستقبل لا يشبه الماضي ولا يحمل أيا من ظلاله
وعندما أعلن هوي ذات صباح أنه يريد إقامة زفاف جديد زفافا خاليا من الأسرار شعرت أن قلبي يرقص في صدري
لم أكن أصدق أن تلك الحياة الباردة التي بدأت بها معه قد تحولت إلى حلم دافئ بهذا الشكل
وفي يوم مشمس صاف وقفنا معا أمام المذبح مرة أخرى لكن هذه المرة كانت مختلفة تماما
لم يكن هناك قلق في قلبي ولا خوف يثقل كتفي
كان كل شيء خفيفا كأن الهواء نفسه يحتفل بنا
تقدمهوي نحوي بخطوات ثابتة خطوات لم تكن مجرد حركة جسد بل كانت تعبيرا حيا عن كل ما صار إليه رجل قوي صادق تعافى من جروحه وتحرر من قيوده واختارني بقلب مطمئن
كل خطوة منه كانت وعدا جديدا
وعد بالصدق
وعد بالسند
وعد بألا أكون وحدي مرة أخرى
جلست أمي في الصف الأمامي تبكي بصمت
كانت دموعها مختلفة هذه المرة لم تكن دموعا من أجل المال ولا من أجل الخسارة أو المكسب كانت دموع ندم
رغم ذلك لم ألتفت إليها طويلا
لم يعد في قلبي شيء تجاه الماضي لا غضب ولا عتاب فقط سلام هادئ
كنت أبتسم ابتسامة امتدت من داخلي لا تشبه أي ابتسامة سابقة
ابتسامة امرأة عرفت أخيرا لماذا خاضت كل ما خاضته
لأنني هذه المرة
لم أتزوج ثروة ولم أبحث عن مخرج من الضيق ولم أهرب من ديون أو ضغوط
بل أدركت أخيرا أن الزواج ليس صفقة ولا حبل نجاة ولا بابا يدفع نحوي لأخرج من أزمة
هذه المرة كانت مختلفة تماما
لأنني وللمرة الأولى في حياتي لم أترك أحدايقرر عني لم أسمح للخوف أو الفقر أو التهديد أن يرسم مستقبلي
هذه المرة اخترت بنفسي
اخترت قلبي لا صوت غيره
اخترت الرجل الذي رأيت فيه صدقا لم أجده في العالم كله
الرجل الذي أزال أقنعته أمامي ووقف أمامي بضعفه وقوته بحقيقته كاملة
الرجل الذي أثبت لي أن الحقيقة مهما كانت مؤلمة أجمل من حياة كاملة مبنية على الأكاذيب
هذه المرة لم أتزوج لأحتمي بالعالم ولا لأهرب منه
بل تزوجت لأبني معه عالما أنا من يختار ألوانه وأنا من يكتب فصوله وأنا من أقرر أبوابه ونوافذه
عالما يشبهني ويشبهه ويشبه الطمأنينة التي وجدناها أخيرا بين أيدينا
هذه المرة
تزوجت حبا حقيقيا حبا لا يفرض ولا يشترى ولا يباع
حبا لا يأتي صاخبا بل يصل بهدوء ويكبر دون أن نشعر ويثبت نفسه دون أن يطلب شيئا
حبا لا يحتاج إلى كرسي متحرك ليختبرني ولا إلى ثروة ليغويني ولا
إلى خوف ليشدني إليه
هذه المرة
تزوجت رجلا رأيت فيه قدري لا قيودي ومستقبليلا ماضي وقلبي لا ثمنه
هذه المرة
تزوجت نفسي حين اخترته





