
هؤلاء الأطفال النائمون قرب القمامة يشبهونني! صدمة الطفل تهزّ الملياردير
الصغرى تلك التي كانت تأتي إلى المستشفى كل يوم خلال فترة الحمل تلك التي اختفت فجأة بعد ۏفاة زوجته وادعت أنها لا تستطيع البقاء في المدينة نفسها.
تداخل صوت بيدرو الطفولي مع أفكار أبيه وهو يمد يده داخل حقيبته المدرسية بحماس
أبي هل أستطيع أن أعطيهما البسكويت الذي في حقيبتي عندنا الكثير من الطعام في البيت وأنا لست جائعا.
أخرج علبة بسكويت فاخرة فتحها ومدها نحو لوكاس وماتيو بكل تلقائية وبراءة.
رفع الطفلان عيونهما نحو إدواردو كمن ينتظر الإذن احتراما غريبا في موقف بائس كهذا.
أومأ إدواردو برأسه دون أن يجد صوتا فانقضا على البسكويت لكنهما لم يأكلا بجشع.
كسر لوكاس أول قطعة إلى نصفين أعطى نصفها لأخيه ثم بدأا يأكلان ببطء يمضغان كأنهما يتذوقان شيئا لم يعرفاه منذ زمن بعيد.
كان بيدرو يراقبهما بإعجاب
إنهما مثلنا يا أبي نحن أيضا نقسم الأشياء بيننا في البيت.
في تلك اللحظة لاحظ إدواردو شيئا أعمق من مجرد الشبه في الملامح
الطريقة نفسها في حك المنطقة خلف الأذن عندما ينتظرون شيئا
نفس طريقة عض الشفة السفلى قبل الكلام
الالتفاتة السريعة ناحية اليمين قبل عبور الشارع
تلك تفاصيل لا يراها سوى أب عاش مع ابنه لحظة بلحظة.
شعر ببرودة حادة تسري في عروقه.
ليس الأمر مجرد شبه.
إنه انعكاس دقيق كما لو أنه يرى ثلاث نسخ من نفس الطفل في ثلاثة عوالم مختلفة.
سأل بصوت مبحوح
منذ متى وأنتم برفقة تلك المربية مارسيا
أجاب ماتيو هذه المرة
منذ أن كنا صغارا جدا لا نتذكر بالضبط. كانت تقول إنها أنقذتنا من الشارع عندما كنا أطفالا لكنها كانت تغضب كثيرا وتصرخ وتختفي أياما أحيانا وتقول إننا السبب في تعاستها.
قال لوكاس وهو يحدق في أصابعه المتسخة
لكننا كنا نحبها على أي حال لأننا لم نعرف أحدا غيرها.
أطلق بيدرو زفرة حادة ثم الټفت إلى أبيه
أبي لا يمكن أن نتركهما هنا. انظر كيف هما نحيفان وكيف يرتجفان. يمكننا أن نأخذهما إلى بيتنا نحممهما ونأكل جميعا أليس كذلك
ظل إدواردو صامتا لحظات يحاول أن يسكت العاصفة في رأسه
المستشفى باتريسيا الولادة المعقدة الډم الكثير الوجوه القلقة للأطباء جملة أنقذنا واحدا التي ظلت تطارده في الكوابيس والآن طفلان يشبهان ابنه حد التطابق عاشا مع امرأة اسمها مارسيا يجهلان كل شيء عن أبيهما.
رفع عينيه إلى السماء الرمادية للحظة كما لو أنه يبحث عن إشارة من باتريسيا نفسها.
ثم تنفس بعمق واتخذ القرار الذي سيغير حياته للأبد.
قال بحزم هادئ
يا لوكاس يا ماتيو ما رأيكما أن تأتيا معنا إلى البيت نأخذ حماما ساخنا نأكل طعاما حقيقيا وبعدها نفكر بهدوء في ما سنفعله
تجمد الطفلان في مكانهما وامتزج في عيونهما أمل حذر مع خوف متجذر.
قال لوكاس بصوت مرتجف
لن تتركنا في مكان أسوأ أليس كذلك لن تبيعنا لن تضربنا
لم يستطع إدواردو الإجابة بسرعة.
فجأة مد بيدرو يديه الصغيرتين وأمسك بكف لوكاس بكامل





