
هؤلاء الأطفال النائمون قرب القمامة يشبهونني! صدمة الطفل تهزّ الملياردير
ساحة معركة حقيقية
جزء منه يريد أن يفرح أن يضم الطفلين بقوة أن ېصرخ للعالم أنه وجد ما ظنه مفقودا إلى الأبد
وجزء آخر يرتجف من فكرة الحقيقة من الماضي من الأسئلة القانونية من ڠضب عائلته ومن احتمال خسارتهم مرة أخرى.
حين وصلوا إلى بوابة القصر اتسعت عيون لوكاس وماتيو أكثر.
أسوار عالية حديقة خضراء واسعة أشجار مقصوصة بعناية ونافورة مياه في المنتصف تعكس ضوء الشمس كأنها قطع من الزجاج.
تمتم ماتيو
هل تعيش هنا حقا
رد بيدرو ببساطة
نعم لكن أبي يقول دائما إن البيت كبير جدا على شخصين فقط كنت أضحك حينها لكن الآن ربما لم يعد كبيرا بما يكفي!
فتح الحارس البوابة وهو يقف مشدوها من رؤية ثلاثة بيدرو ينزلون من السيارة.
لم يقل شيئا بل اكتفى بعبارة واحدة
يا إلهي!
في الداخل كانت روزا مدبرة المنزل تنتظر عند المدخل كما تفعل كل يوم جمعة عندما يعود السيد والطفل من المدرسة.
لكنها هذه المرة حين رأت الأطفال الثلاثة يدخلون سقطت مفاتيحها من يدها أرضا ووضعت يدها على صدرها وهي تهمس
قديسو السماء ما هذا الذي أراه
قال إدواردو بإيجاز وهو يحاول السيطرة على صوته
روزا ساشرح لك كل شيء لاحقا. الآن أحتاجك أن تحضري حمامين ساخنين وملابس نظيفة لهذين الصغيرين وطعاما كثيرا كثيرا جدا.
التفتت روزا إلى لوكاس وماتيو ورأت تحت الاتساخ والملابس الممزقة وجوها ناعمة وجسدين هزيلين وعينين تحملان مزيجا من الخۏف والأمل.
اقتربت منهما ببطء وانحنت حتى صارت في مستوى أعينهما وقالت برقة أم
مرحبا يا صغيري لا تخافا من اليوم لن تناما في الشارع بعد الآن.
بينما كانت تقودهما نحو الحمام وقف بيدرو في منتصف البهو ينظر إلى أبيه بعينين لامعتين
أبي
نعم يا حبيبي
أشعر بشيء غريب هنا وأشار إلى صدره بيده الصغيرة.
كأن شيئا مكسورا بداخلي التئم فجأة.
لم يستطع إدواردو منع دموعه هذه المرة.
اقترب من ابنه رفعه بين ذراعيه وضمھ بقوة حتى كاد يسمع دقات قلبه وهمس
ربما لأن قلبك وجد أخيرا الأجزاء التي كانت مفقودة منه.
وبينما صوت الماء ينساب في الحمام البعيد وصوت روزا تتحدث مع الطفلين بحنان وقف إدواردو وحده في البهو الواسع يدرك أنه لم يعد فقط أبا لطفل واحد
وأن هذا اليوم الذي بدأ بجملة عابرة من طفل في شارع فقير
أبي هذان الطفلان يشبهانني
لن يكون مجرد يوم عابر
بل بداية قصة طويلة ستكشف له كل ما حاولت عائلته إخفاءه وستضع قلبه وعقله أمام أصعب امتحان في حياته.
ومن تلك اللحظة لم يعد هذا القصر بيتا لرجل وابنه فقط
بل صار مسرحا لحقيقة كبيرة كانت تنتظر خمس سنوات كاملة لتخرج إلى النور.





