قصص قصيرة

ابنة المليونير البكماء شربت رشفة واحدة… وما حدث بعدها سيُبكيك!

لملك من ملوك المال 
ميرا لا أريد أن أدفع لك أريد أن أعطيك ما تستحقينه بيتا يحميك مدرسة تتعلمين فيها عائلة تنتمين إليها 
رفعت ميرا عينيها نحوه وفي أعماقهما سؤال مرير 
لماذا
ومنذ متى يهتم الأغنياء بنا
لكن قبل أن تنطق تقدمت آريا خطوة واحدة خطوة كان فيها صوت يحاول أن يثبت وجوده قالت بهدوء بثقة وبحب لم يتعلمه أحد لها 
أختي 
كانت تلك الكلمة أقوى من العسل 
أقوى من العلاج 
أقوى من صمت السنوات 
اڼهارت دموع ميرا لأنها للمرة الأولى في حياتها لم يرها أحد كطفلة مشردة بل كإنسان يستحق الحب 
دخول ميرا إلى قصر هارينغتون أحدث عاصفة 
تساءل الناس 
لماذا يحتضن ملياردير طفلة بلا مأوى
الصحف كتبت مقالات طويلة وبعضهم ادعى أنه يسعى لكسب التعاطف العام 
لكن خلف الجدران كان كل شيء مختلفا 
أصبحت آريا وميرا كتوأمين لم تلدهما امرأة واحدة لكن جمعتهما الحياة على طريقتها الخاصة 
ضحكات آريا بدأت تملأ أروقة القصر ضحكات لم يسمعها الخدم طوال السنوات الماضية كانت تتلعثم أحيانا تصيب وتخطئ لكن صوتها كان يتقدم كل يوم 
وميرا صارت تضيف للبيت شيئا لم يستطع المال شراءه قط الدفء 
أما فيكتور فتغير أكثر من الجميع 
ألغى رحلات العمل التي كان يعتبرها مقدسة 
جلس في جلسات العلاج مع ابنته 
استمع لقصص ميرا لآلامها لأيامها في الشوارع 
وللمرة الأولى كان أبا لا رجل أعمال 
مرت الشهور ونضجت المعجزة 
في المدرسة برزت ميرا كطالبة فذة تمتلك عقلا يقفز فوق الأسوار وفي غرفتها الجديدة وضعت قارورة العسل على الرف لا كتعويذة بل كتذكير بأن hope الأمل يستطيع أن يشق طريقه عبر أقسى الظروف 
أما آريا فكانت تتدرب كل يوم على الكلمات الجديدة تكتب بعضها تنطق بعضها وتضحك على أخطائها 
وفي ليلة كبيرة أقام فيكتور حفلا خيريا للأطفال المحرومين تكريما لطفلة منحت ابنته الحياة 
وقفت آريا على المسرح ميرا إلى جانبها كانت ترتعش قليلا لكن عينيها كانتا ثابتتين أخذت الميكروفون وقالت بصوت خاڤت لكنه واضح 
شكرا لأنكم أعطيتوني الأمل 
وشكرا لأنكم أعطيتموني أختا 
ساد الصمت 
ثم اڼفجر التصفيق كعاصفة 
الكاميرات التقطت اللحظة 
لكن فيكتور لم ير شيئا منها 
كان فيكتور وهو يقف في مؤخرة القاعة يرى فقط فتاتين من عالمين لا يلتقيان في العادة 
إحداهما ولدت بين الحرير محاطة بالذهب والزجاج اللامع
والأخرى خرجت من الأزقة القاسېة من أرصفة باردة لم تعرف الرحمة يوما 
ورغم ذلك
كانتا الآن واقفتين جنبا إلى جنب تتشابك أصابعهما الصغيرة بقوة تشبه الرباط الذي تصنعه الأرواح حين تلتقي دون حسابات أو شروط 
بدتا كأنهما جسر يمتد بين عالمين جسر لم يبن بالمال ولا بالسلطة بل بنبضة صادقة من قلبين عرفا معنى الاحتياج ومعنى العطاء 
وفي تلك اللحظة بالذات تلك اللحظة التي تتجمد فيها الحياة كصورة لا تنسى 
انكشف لفيكتور ما ظل غائبا عنه سنوات طويلة 
أن الثروة ليست في الأبراج التي ترتفع كالعناد نحو السماء
ولا في الشيكات التي يوقعها بيد ثابتة
ولا في السيارات ولا اليخوت ولا الفنادق الممتدة
عبر القارات 
الثروة الحقيقية
هي تلك الومضة التي تشتعل في العين حين يجد الإنسان قلبا يفهمه 
هي كلمة تقال بصدق لمسة تهدى بمحبة ضحكة تولد من مكان لم يكن يتوقعه 
هي القدرة على إعادة بناء الأرواح لا المباني 
هي أن تكون سببا في شفاء طفل أو انتشال آخر من الشوارع أو إشعال ضوء صغير في طريق شخص لم يكن يرى إلا الظلام 
وهكذا
وجدت آريا الفتاة التي عاشت عمرها بين الجدران والصمت صوتها أخيرا صوتا خرج من عمق الروح لا من الحبال الصوتية وحدها 
ووجدت ميرا الطفلة التي كانت تنام على الإسمنت البارد من أين جئت
بل قال لها أنت هنا لأنك تستحقين الحب 
ووجد الرجل الذي امتلك كل شيء الشيء الوحيد الذي لم يشتر يوما 
الرحمة التي تلين القلوب
والإنسانية
التي تعيد تشكيل الحياة
والعائلة التي لم تبن بالصدفة بل بالعطاء والمغفرة واليد التي امتدت من طفلة صغيرة تحمل عسلا في قارورة مکسورة 
وكان فيكتور يعلم وهو يشاهد الفتاتين تتبادلان الابتسامة
أنه أخيرا بعد سنوات من الجري خلف الثروة 
وصل إلى كنزه الحقيقي

الصفحة السابقة 1 2 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock