قصة كان هناك سلطان فى بلاد بعيده
كيف سنقنعه بذلك وهو يعلم أني أحقد عليه
أجاب الوزير وهو يبتسم تعترف أنه ابنك وهذا لن يكلفك شيئا مجرد كلام في الهواء !!!وقف السلطان وأشار له بإصبعه وقال لقد قررت أن أجعلك مستشاري وأطرد أولك المشائخ الذين أوصوا بالتصالح مع إبني وتوحيد المملكة لكن في جميع الحالات فأنا من سيخرج منتصرا لو تحارب نعمان مع البدو سأكتب لك رسالة تحملها إليه على جناح السرعة قبل أن ينهب أولئك الأوغاد قرى جديدة .وصلت الرسالة لنعمان فادهش لما جاء فيها فأبوه يعترف به وريثا له ويسامح أمه لكنه لم يحس بالفرحة فالناس الذين معه يثقون فيه ولا يريد زجهم في حرب لا تخصهم .
فكر قليلا ثم ذهب إلى ملك الجن وحكى له عن ما يشغل باله فأجابه لو لم تتحرك للدفاع عن مملكتك لاستاءت الرعية من ضعفك وخسړت محبتها لك فلا تضع الفرصة واضرب البدو في عقر دارهم فهم لا يتوقعون مجيئك وسنساعدك بالسلاح فلنا الكثير منه وسيكون رجالي تحت أوامرك فهيا أسرع ولا تضع الوقت !!! أطلق نعمان النفير وجمع ما قدر عليه ثم زحف بجيشه من الإنس والجن وكان يعرف أن أكثر من معه ليسوا من المقاتلة لذا لن ينتصر إلا إذا إستعمل الحيلة فاقترب من مضارب أكبر قبائل البدو في الظلام وقال للجن أنتم لا تحس بكم الكلاب لذلك ستسوقون جمالهم وخيلكم ثم تلقون مشاعلكم على الخيام وتهربون !!!
وفي نصف الليل كان أهل القبيلة ېصرخون ويصبون الماء على الخيام التي إحترقت بما فيها من طعام وأغراض ولما طلع الصباح تبددوا في الصحراء وأشرفوا على الهلاك فجاء نعمان إلى ساداتهم وقال لقد هزمتكم بسهولة ودون حرب فإن وعدتم بالكف أنتم وبقية القبائل عن مهاجمة القرى فسأعطيكم ماء وطعاما وأرجع لكم أموالكم وسأرسل لكم قافلة من التمر والرمان فلا شك أنكم سمعتم عنه وأرضي لا تعرف الفقر تشاور القوم ثم أجابوا بالقبول وبعد أيام توقفت الغارات وجاءت قافلة عظيمة محملة بالماء والخيرات والكباش والماعز وأصبح نعمان صديقا لزعماء البدو بعدما رأوا أنه قد أوفى بوعده وازدادت شعبيته بين الناس بعد هذا الانتصار الذي تم دون إراقة الډماء .
أما السلطان فقال كلما نصبت فخا لذلك الولد خرج منه أقوى مما كان عليه من قبل والآن أصبح ولي العهد لكن لن أدعه يربح لذلك يجب أن أعرف ما هو سر قوته أنا متأكد أن هناك من ساعده في الذهاب إلى أرض الأغوال وفي أسر حرسي الأقوياء وفي حربه ضد البدو فكيف دخل خيامهم دون أن تحس الكلاب ثم استدعى كبار السحرة الذين أخذوا يهمهمون
ويعزمون ثم قالوا له لقد عرفنا سر قوته !!!
إنهم قبيلة من الجن المسلم الذين جاءوا وسكنوا قصرا مهجورا تحيط به الأراضي ولسيدهم بنت صغيرة يحبها حبا شديدا صاح السلطان عرفت كيف أفعل لأقضي على مصدر قوته !!! سأختطف إبنة ملك الجن وأجعلها رهينة عندي وبذلك سيفكر أبوها مرتين قبل أن يقرر مساعدته في المجيئ إلى قصري ..
في أحد الأيام جاء رجل بحمار عليه زنبيلين أحدهما مملوء بالحلوى والآخر فارغ واقترب من القصر ثم أخذ يصيح أنا حلواني أصنع أطيب الحلقوم بالفستق وماء الورد وكعك اللوز تعالوا تذوقوا !!! فتجمع الناس حوله وبدأوا يشترون وهم يشكرون بضاعته وكانت الجنية الصغيرة تطل من النافذة واشتهت أن تأكل من تلك الحلوى الذيذة
المتعددة الألوان فترددت قليلا ثم نزلت تجري و فتحت الباب لما رآها