
اينال تشارك
هروب “اينال تشارك” من المصحة النفسية خبر عامل قلق لأكبر العائلات في اسطنبول!
مين دي؟
وحكايتها إيه!
وليه فجأة حصل حركة وتنقل واختفاء في عائلات مرموقة ليها مكانة إجتماعية وحراسات مشددة!
الحكاية بأختصار بدأت من حوالي خمسة وعشرين سنة، مع شاب ابن عائلة ثرية مُرفهه لأبعد الحدود “الحيلة زي ما بيقولوا” واسمه “يَمان”.
يمان ده شاب عشريني مراهق لكنه شخصية نرجسية ومؤذية بشكل مُبالغ، كأنه زهق من كتر سلاسة حياته فقرر يسلي نفسه بكوارث تخليه مستمتع بأي جديد.
كان أغلب الوقت يا بيعمل مقالب رخمة في اصدقاء الجامعة، يا بيأذي ويهين في خدم القصر وتقريبًا مفيش حد بيشتغل عندهم اكتر من شهر بسبب أذيته فيهم.
وفي يوم جت تشتغل عندهم واحدة ست بسيطة ومعاها بنتها حوالي خمستاشر سنة.
كانت الست دي هربانة من جوزها وبتحاول تستخبى منه في مكان بعيد وأمان وملقتش مكان أمان اكتر من قصر “مارك لولر”.
ورغم أن ناس كتير حذروها أن عندهم ابن مؤذي، لكنها اعتقدت لما تكون في حالها اكيد مش هيلاقي طريقة لمضايقتها.
ومن أول شهر كان “يمان” واخدها محتوى هو وأصحابه..
يعمل حفلة كبيرة ويخليها تقف ترقص فوق الترابيزة بالعافية ويضحكوا عليها!
يدخل المطبخ يحط وشها في حلة الرز ويصورها
كل أنواع الإهانة قدمها،
وكان متعجب جدا أنها مبتمشيش زي غيرها!
بدأ يزهق
عايز حد جديد يتصدم اكتر من تصرفاته،
وفي يوم عملها فخ وحكم عليها من الدور الأول أنها تنط وهتنزل على مرتبة علشان يجرب جودتها بحجة أنها منتج جديد من مصانعهم.
طلعت الست وكان قلبها حاسس أن في غدر مستنيها،
اتشاهدت وفضلت تأكد عليه أنها لو نزلت على الأرض ممكن تموت والحاجات دي مفيهاش مقالب.
وعدها أنه مش مقلب وفعلا محتاج يختبر جودة المرتبة ويعمل فيديو تأكيد للعملاء بناءًا عن طلب والده صاحب القصر.
ونطت الست من اول دور بالفعل على المرتبة، لكنها ماكنتش تعرف أنها مُفرغة من الداخل وعبارة عن هوامش فقط، ونسبة لزيادة وزنها انفجرت دماغها وماتت نتيجة شاب طايش.
يَمان كان فاكر أن آخرها يتكسرلها دراع أو رجل، متخليش كمية الدم والكارثة الـ حصلت قصاده.
ولأول مرة يبكي ويخاف!!
لما والده عرف بالكارثة الـ عملها،
اول حاجة فكروا فيها هي بنتها…
والـ عايشة في أوضة امها في القبو، وده مكان أسفل المنزل مخصص لسكن الخدامين.
الأب أمر بأن البنت متعرفش اي حاجة عن الـ حصل، وتشتغل مكان أمها وهيبلغوها أن الأم سرقت دهب من القصر وهربت وهي الـ هتدفع تمن ده علشان تفضل محبوسة في القصر ومحدش يعرف بأختفاء الأم.
ميعرفوش أن البنت في الوقت الـ وقعت أمها فيه كانت نايمة وقامت قلبها مقبوض فجأة، وكانت خارجة علشان تستنجد بأمها وتحضنها تطمنها، ومجرد ما خرجت شافت المشهد الـ خلاها تجري على اوضتها في هستيرية من الخوف والذعر.
بلغوا “اينال” بالأخبار الكاذبة والبنت سكتت مقالتش أنها تعرف الحقيقة، وبدأت تخطط كل ليلة ازاي تنتقم لأمها من “يَمان”.
ولأن غير مسموح بخروجها من القصر كانت إمكانياتها في الانتقام محدودة جدًا.
في مرة حاولت توقع حاجة عليه من الدور الأول ومجتش فيه
ومرة تانية سابت سلك عريان في حمام اوضته، وراح فيها الكلب بتاعه مش هو!
كان حظه غريب،
ومشكش ابدًا أن اينال هي سبب كل الـ بيحصل، بل كان بيعاملها كويس جدًا كأنها أخته وبيحاول يعوضها الـ عمله في والدتها.
لحد ما في يوم،
قررت اينال قتله بنفسها ومش مهم الـ يحصلها بعد ما تتمسك.
انتظرت نهاية الليل
واتسحبت لاوضته
في أيدها سـىـكين
هجمت عليه
ومع اول ضربه بالفعل جت في كتفه،
كان مسكها بأيده التانية وفضل يصرخ لحد ما أهله اتجمعوا على صوته ومسكوها.
كانت هتتسلم للشرطة كقاتلة،
لكن “يمان” رفض
وقال انها مريضة نفسية وماكنتش في وعيها،
وطلب ترحيلها على مصحة نفسية.
لكن الأب حس بخطر على ابنه الوحيد،
وطلب ترحيل “اينال” على مصر
علشان تنتهي قصتها للأبد…
ومش بس اترحلت على مصر في مصحة نفسية، هما كمان غيرولها اسمها لاسم مصري علشان محدش يتعرف عليها ولا تحكي قصتها أبدًا ويتكشفوا…
وبقا اسمها “منال”
وبعد مرور عشرين سنة، ينتشر خبر دلوقتي بهروب “منال”،
ورغم وجودها في مصر إلا لما وصل الخبر لعائلة “مارك لولر” دلوقتي عايشين في قلق وخوف.
خصوصًا أن يَمان الـ كان بيتحامى في أهله زمان، بقا راجل أربعيني عنده أولاد وزوجة،
وللصدفة أن زوجته سافرت مصر من حوالي أسبوع علشان علاج أبنها الصغير وعمليته مش موجود غير هنا.
المصحة المسؤولة بتقول أن “منال” غير مُدركة لأي أخبار، وأنها خلال السنين الـ فاتت كانت بتتهجم على أي دكتور تلمحه.
وأنها إحتمال كبير تعمل كوارث هتختص بالذكور فقط، لأن كل مرة بتشوف شاب بتدخل في نفس نوبة الصرع الـ دخلتها وهي صغيرة لما شافت موت أمها.
منال أو اينال هي حالة من ضمن حالات كتير موجودين في المجتمع،
لكن مش كلهم في المصحة،
منهم متوزع في حياة عادية وليهم أسرة بس بينتقموا فيهم!
ومنهم متوزع في السجون لأنهم ارتكبوا جرائم في ناس ميعرفوهاش!
بقلم/شهيرة عبد الحميد.





