لماذا نهى النبي عن استلقاء المسلم على ظهره مع رفع إحدى الرجلين على الأخرى
بيّن أهل العلم بأنه يجوز استلقاء المسلم على ظهره مع وضع الرجل على الأخرى إذا لم يتسبب ذلك في كشف العورة، بدليل حديث عبد الله بن زيد بن عاصم -رضي الله عنه- أنه قال: ” رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَلْقِيًا فِي المَسْجِدِ ، وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى “، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يفعل ذلك على وجه لا يظهر من عورته شيء، ولكن إذا كان المسلم لا يأمن انكشاف عورته فلا يجوز له ذلك، والأفضل الجلوس بطريقة مناسبة، والدليل على ذلك حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال : ” أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ ، وَالِاحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، وَأَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَهُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ “، والله أعلم.
حكم وضع رجل على رجل أمام الوالدين
يجوز للابن وضع الرجل على الرجل إذا كان الوالدان لا يتأذيان من ذلك، ولكن إذا كان فعل هذا الأمر يتسبب في إزعاج الوالدين لا يجوز مطلقًا، ويعتبر من العقوق وفي هذه الحالة يتوجب على الابن طلب السماح منهما، فقد قال الحافظ ابن الصلاح -رحمه الله- في فتاويه عن العقوق: “وأما أن العقوق ما هو: فإنا قائلون فيه: العقوق المحرم كل فعل يتأذى به الوالد أو نحوه، تأذيا ليس بالهين، مع كونه ليس من الأفعال الواجبة”، وفيما يأتي نذكر قول العلماء في حكم وضع رجل على رجل أمام الوالدين:
فإن كان هذا الفعل، وهو وضع الرِّجْل على الرِّجْل بحضرة الوالدين يتأذيان منه، ويعد نوعا من عدم الأدب، كان عقوقا يحرم فعله، وإن لم يكن كذلك كان جائزا. وهذا مما يختلف باختلاف الناس، وعاداتهم، وقد يكون الأولى تركه بكل حال”.
ما حكم رفع القدم في وجه شخص
إنّ رفع القدم في وجه شخص ما وهو معذور لا حرج في ذلك، لكن إذا كان المسلم يتأذى بهذا الفعل فإنه لا يجوز،فقد عدّ بعض أهل العلم هذا الأمر من خوارم المروءة، فينبغي الابتعاد عنه، حيث قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: “فأما المروءة فاجتناب الأمور الدنيئة المزرية به، وذلك نوعان؛ أحدهما، من الأفعال، كالأكل في السوق. يعني به الذي ينصب مائدة في السوق، ثم يأكل والناس ينظرون. ولا يعني به أكل الشيء اليسير، كالكسرة ونحوها. أو يمد رجليه في مجمع الناس”، كما ذكر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- بأن مد المسلم لقدميه أو رفعها في وجه الآخرين لا يجوز، فهو من الأمور التي تخرم المروءة، والأصح أن يقدر الشخص جلساؤه، ولكن إذا كان الشخص مريضًا أو كبيرًا بالسن أو احتاج لفعل ذلك واستأذن ممن حوله فلا حرج في ذلك مع شرط حفظ العورة، والله أعلم.
إلى هنا أعزاؤنا رواد موقع تصفح نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال، والذي يحمل عنوان لماذا نهى النبي عن استلقاء المسلم على ظهره مع رفع إحدى الرجلين على الأخرى، وقد تعرفنا فيه على سبب نهي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الأمر، ثمّ بيّنا حكم الاستلقاء على الظهر ورفع رجل على الأخرى، كما تطرقنا لبيان حكم وضع رجل على رجل أمام الوالدين، ثمّ ختمنا المقال في بيان ما حكم رفع القدم في وجه شخص.