
ما معنى قوله تعالى: “علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم” ؟ وما سبب النزول ؟
يصــعب على الكثيرين فهم كل معاني القرآن الكريم، وهو ما يحتاج إلى اللجوء إلى متخصصين لإيضاح التفاسير والمعاني.
وورد إلى دار الإفتاء المــصرية، سؤال عبر الموقع الإلكتروني، نصه: «ما هو معنى قوله: ﴿تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ [البقرة: 187]؟».
مقالات ذات صل وأوضحت الإفتاء أن هذه الجملة جزء من آية قرآنية كريمة هي قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [البقـ،ـرة: 187].
وأفادت بأن معنى ﴿تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾: فقد ذكر الإمام القرطبي رأيين في هذه الآية:
– أن يستأمر بعضكم بعضًا في مواقعة المحظـور من الجــماع والأكل بعد النوم في ليالي الصيام، كقوله تعالى: ﴿تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29] يعني يقــتـل بعضكم بعضًا.
– ويحتمل أن يريد به كل واحد منهم في نفسه بأنه يخــونها، وسماه خـائنًا لنفسه من حيث كان ضــرره عائدًا عليه.
سورة البقرة هي أطول سور القرآن الكريم، حيث تحتوي على 286 آية. تُعتبر من السور المدنية التي نزلت في المدينة المنورة، وهي السورة الثانية في ترتيب المصحف بعد سورة الفاتحة. تتميز سورة البقرة بمحتواها الشامل الذي يغطي العديد من الأحكام الشرعية، القصص القرآني، والمواعظ، مما يجعلها مرجعاً متكاملاً للمسلم في حياته اليومية.
فضل سورة البقرة:
الحماية من الشيطان: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة” (رواه مسلم). يدل هذا الحديث على أن قراءة سورة البقرة تحفظ المسلم من وساوس الشيطان.
الشفاعـة يوم القيامة: تشفع لصاحبها يوم القيامة، كما ورد في الحديث: “اقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان… تحاجّان عن أصحابهما” (رواه مسلم).