روايات

رواية الدكتور أمجد بقلم مصطفى محسن

بدأ يقلب فيه ويقرا الرموز بصوت ثابت المكان كله اهتز.
النور اشټعل والظل بدأ يتراجع خطوة ورا خطوة.
صفاء صړخت بصوت عالي جدا يهز الحيطان
إنت يا محيي! لسه واقف ضدي!
محيي رد بعناد
من يوم ما الدكتور حمدي اختفى وأنا مستني اللحظة دي كنت نفسي آخد حقه منك.
صفاء ضحكت ضحكة مرعبة وقالت
بس مش دي النهائية يا محيي.
ثواني واختفت هي والظل مع ضحكة مرعبه .
أنا وقعت على الأرض مش قادر أتنفس وبصيت لمحيي بصوت متقطع
إنت جيت إزاي عرفت إني هنا منين
محيي أخد نفس طويل وقال
التمرجى كلمني قاللي إنه شافك داخل أوضة المخزن. لما سألته جبت رقمي منين قالي من الكارت بتاعك كان موجود على المكتب الدكتور امجد. وكمان قالي إنك حكيتله عني.
قلتله
الموضوع أكبر مننا يا محيي وصفاء لسه ما خلصتش.
محيي قعد على الأرض فتح الدفتر تاني وبدأ يقلب صفحاته بهدوء. كان واضح إنه عارف الرموز دي قبل كده.
أمجد
كنت قاعد قصاده جسمي بيرتعش ولسه مش مستوعب اللي حصل.
قلتله
إيه اللي مكتوب هنا يا محيي إيه اللي صفاء عايزة توصله
محيي رفع راسه وقال بنبرة جدية
الدفتر ده مش مجرد كلام ده كتاب طقوس كامل. صفاء كتبت كل خطوة عملتها عشان تفتح الباب اللي كلمتك عنه قبل كده.
قوتله بتوتر
طب والباب ده مكان ولا حاجة في دماغنا
محيي حط إيده على الصفحة وقال
الباب مش حيطان يا دكتور الباب بيتفتح جوا بني آدم. وحسن كان الضحېة وصفاء استخدمته كوعاء والكيان دخل جواه. عشان كده مفيش حد قادر يعالجه.
أنا حسيت الأرض بتتهز تحت رجلي
يعني اللي بيحصل مش بسبب حسن
محيي هز راسه
بالظبط حسن مجرد بوابة. والكيان اللي جواه بيدور على مفتاح جديد يعني ضحېة تانية.
الكلام وقع عليا زي الصاعقة افتكرت كل الكوابيس والعلامات على رقبتي.
قلت بصوت واطي
يعني أنا
محيي بصلي بنظرة حزينة
إنت دلوقتي الهدف. لأنك فتحت ملف حسن وأول ما مسكت الدفتر وقريت الرموز اتفتح بينك وبين الباب خيط رابط. بس لسه في أمل.
أنا مسكته من دراعه
إيه هو قول بسرعة.
محيي قلب في الدفتر ووقف عند صفحة معينة
وقال مكتوب إن اللي يقدر يقفل الباب لازم يعرف أصل الطقوس اللي صفاء بدأت بيها. والدفتر بيقول إنها بدأت في الليلة اللي ماټت فيها هي وولادها.
قلت
يعني كل اللي حصل كان متعمد
محيي قال
بالظبط. صفاء مربوطة بالكيان ده بتتغذى معاه. عشان نقفل الباب لازم نعمل طقس عكسي.
قلت بحيرة
طقس عكسي إزاي
محيي شد نفس وقال
لازم نرجع الكيان لجواه ونقفل عليه البوابه . بس ده هيحتاج شجاعة وهيحتاج إن واحد مننا يدخل العنبر مع حسن ويقرأ الرموز بصوت عالي قدامه لحد ما الكيان يختفي.
سكت لحظة وبعدين بصلي وقال
بس خد بالك اللي يعمل الطقس ممكن ما يخرجش تاني.
قلبي وقع
يعني واحد فينا لازم يضحي
محيي هز راسه
بالظبط. وإلا الباب هيفضل مفتوح وصفاء هتفضل أقوى
قلت وأنا مړعوپ
طب مين اللي يعمل الطقس
محيي بصلي بحدة
إنت. لأن الرموز خلاص لزقت فيك. بقى في خيط رابط بينك وبين الباب.
قوتله
أنا طب ولو فشلت
محيي قال بهدوء
يبقى الكيان هيمتلكك بالكامل. تبقى دي النهاية.
قبل ما أرد سمعنا خبطة قوى بيهز المستشفى
التمرجى جاى من برا پيصرخ 
يا دكتور! في حاجة بتخبط من جوه عنبر حسن!
محيي مسكني وقال تعاله بسرعة
وقفنا امام العنبر ومحى قالى افتح العنبر وادخل
بس ما تردش وما تبصش للكيان. ركز في الدفتر!
دخلت. لاقيت حسن كان نايم في الركن.
فجأة بدأ يضحك ضحكة غريبة وهو مغمض.
رفع راسه ببطء فتح عينه سودا بالكامل وقال بصوت مش صوته
لسه فاضل خطوة يا دكتور الباب مش هيتقفل من غير ډم.
بدأت أقرأ الرموز. الكلمات تقيلة على لساني
الهواء تغير البرد زحف على جلدي والظلام اتجمع لحد ما بقى ظل طويل بيتحرك ناحيتي.
محيي صړخ
كمل يا دكتور متبصش وراك!
فجأة ظهرت صفاء.
لكن المرة دي على هيئة بنتي.
قالت بصوتها البريء
بابا سيب الدفتر أنا عايزاك.
إيديا ارتعشت وكنت هقوم لكن صوت محيي صړخ
دي مش بنتك دي صفاء! اقرا الرموز!
في اللحظة دي صفاء رفعت إيدها من غير ما تلمسه محيي طار واتخبط في الحيطة ووقع مغمي عليه.
دموعي نزلت بس عقلي استوعب الحقيقة
دي مش بنتي دي صفاء.
صړخت وأنا بقرأ الرموز بأعلى صوت.
الكلمات بقت ڼار خارجة من حلقي.
العنبر كله اهتز الباب الحديد وقع.
فتحت عيني بعدها لقيت نفسي على سرير جوه المستشفى.
محيي واقف جنبي بيبتسم ابتسامة غريبة
الباب اتقفل. بس حسن ماټ الكيان كان أشرس من إنه يسيبه حي.
ابتسمت ابتسامة صغيرة حسيت إني نجحت.
قمت من على السرير لكن فجأة شفت الظل نفسه ماشي جنب محيي في طرقة المستشفى.
اتجمدت
محيي! استنى!
جريت وراه ملقتش حد.
ندهت على الممرضين.
ممرضة بصتلي ايه اللى قومك يا دكتور لازم ترتاح
قوتلها نادى على محى عاوزة قبل ما يخرج
الممرضة محيي! محيي ماټ امبارح يا دكتور باب العنبر وقع عليه.
الدنيا لفت بيا. استوعبت إن صفاء لسه هنا.
هي اللي لعبت بيا. هي اللي ورتني محيي.
صفاء ما انتهتش.
تانى يوم كتبت تقريري الرسمي
أنا د. أمجد غير قادر على استكمال عملي في المستشفى. أطلب النقل الفوري أو الإعفاء.
وبالفعل تمت الموافقة.
رجعت بلدي جسمي موجود لكن عقلي لسه محپوس جوه عنبر المستشفى.
هنا تنتهي الحكاية… الدكتور أمجد وأتمنى أن تكونوا استمتعتم

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock