
حماتي علمّتني إزاي أبكي من غير ما أطلّع صوت
قالها
أنا بابا يا حنين.
فضلت ساكتة
وبعدين بصت لي
وقالتلي بصوت بريء
ده اللي كنت بتقوليلي عليه دايما إن ربنا هيهديه
اتجمد هو في مكانه.
أما أنا فدمعت عيني
قلت
أيوه يا بنتي هو.
مدت يدها الصغيرة وقالتله
طيب خلاص يا بابا ما تزعلش ماما تاني.
الكلمة دي كانت أقوى من أي اعتذار.
هو بكى بكى بصدق.
وفي اللحظة دي
حسيت إن الغفران مش ضعف
هو أعلى درجات القوة.
لكن رغم كل الدموع
ما رجعتوش لبعض.
كنا اتنين اتقابلوا في منتصف الطريق
مش علشان نكمل سوا
لكن علشان نسامح ونمشي كل واحدفي سكته بسلام.
السنين بعدها كانت أهدى.
كريم بقى يزور حنين أحيانا
ويكلمها
ويحاول يكون أب كويس على قد ما يقدر.
أما أنا فكنت كل يوم أحس إن حياتي أخيرا ماشية في الاتجاه الصح.
وفي إحدى الليالي كنت قاعدة على شط البحر
حنين نايمة على رجلي
والنسيم بيلعب في شعرها
فكرت في كل اللي مريت بيه.
تذكرت الليالي اللي بكيت فيها بصمت
والأيام اللي وقفت فيها لوحدي
واللحظة اللي قررت فيها أبدأ من جديد.
وعرفت ساعتها إن القوة الحقيقية مش في إنك تنتصري على الناس
لكن في إنك تنتصري على نفسك القديمة.
العبرة
أحيانا لازم تخسري كل حاجة علشان تكتشفي قيمتك.
أحيانا السلام بيجي بعد العاصفة
مش قبلها.
الكرامة مش ضد الحب
لكنها الحد الفاصل بين الحب والذل.
والمغفرة مش عودة
المغفرة شفاء.
اتعلمت إن الصمت مش دايما هزيمة
وأقسىالدروس بتكون أجمل الهدايا.
مش كل بيت يلمك يكون وطن
وأحيانا الوطن الحقيقي
هو قلبك لما تتصالحي مع نفسك





