
الليلة الزفاف كاملة
للأطفال المعتدى عليهم. في البداية كان الأمر صعبا صرخات الأطفال الخائفين أعادت فتح الچروح القديمة. ولكن ببطء أصبحت مصدرا للراحة لهم. أخبرتهم قصصا عن النجوم وعن كيف أن أصغر ضوء يمكن أن يخترق أحلك سماء.
في أحد الأيام تشبثت طفلة صغيرة تدعى صوفيا بذراع ماريسول وهمست أنت أكبر واحدة مفضلة عندي.
عادت ماريسول إلى المنزل في تلك الليلة وعيناها تدمعان فرحا. أعتقد قالت إنني أخيرا صنعت سلام مع ندوبي.
شاهدتها من الجانب الآخر للغرفة أدركت أنها أصبحت المرأة التي شككت يوما في أنها تستطيع أن تكونها أما ومعالجة وناجية حولت الألم إلى نعمة.
تم صياغتها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات
الوعد الأخير
بعد سنوات عندما ذهبت لوسيا إلى الكلية أصبح المنزل أكثر هدوءا.
كثيرا ما جلسنا أنا وماريسول على الشرفة نشاهد غروب الشمس. كانت تسند رأسها على كتفي وكنت أتتبع الندوب الخاڤتة التي خففها الزمن.
عمرك فكرت سألت في إحدى الأمسيات في الليلة دي ليلة زفافنا
ابتسمت. كل يوم. دي كانت الليلة اللي عرفت فيها الحب الحقيقي.
ضحكت بهدوء. وعشان تفكر كنت خاېفة جدا إني أخليك تشوفني.
أنت وريتيني كل حاجة مهمة قلت. مش اللي خبيتيه لكن اللي استحملتيه.
أمسكت بيدي وصوتها يرتجف بالعاطفة.
اوعدني يا أليخاندرو. لو في يوم مشيت قبل ما أنت تمشي… قول للوسيا الحقيقة. قول لها إني مكنتش مکسورة. قول لها إني كنت محبوبة.
قبلت جبينها. أنت اللي هتقولي لها بنفسك. ألف مرة.
لكن الحياة كما هي دائما كان لديها خططها الخاصة.
تم صياغتها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات
اليوم الذي خفت فيه الضوء
كان صباحا ممطرا عندما استيقظت لأجد ماريسول جالسة بجوار النافذة مرة أخرى مكانها المفضل.
لكن هذه المرة لم تكن تتنفس.
قال الطبيب إن ۏفاتها كانت هادئة وأن قلبها ببساطة تباطأ في نومها. لكن لا شيء في ذلك اليوم بدا هادئا بالنسبة لي.
شعر المنزل بأنه فارغ أكثر مما أستطيع أن أحتمل. كل زاوية تردد صدى ضحكاتها وكل فنجان قهوة يحمل رائحتها.
في جنازتها قرأت لوسيا إحدى الرسائل التي كتبتها والدتها
لوسيا العزيزة إذا كنت تقرأين هذا فاعلمي أن الحب ليس غياب الألم. إنه ما يجعل الألم محتملا. لقد أخفيت ندوبي ذات مرة لأنني خشيت أن تجعلني غير جديرة. لكن والدك علمني أن الندوب هي الأماكن التي يدخل منها الحب. احملي هذه الحقيقة معك أينما ذهبت.
لم تكن هناك عين جافة في الغرفة.
تم صياغتها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات
خاتمة الغطاء
بعد سنوات تزوجت لوسيا من رجل طيب يدعى ماتيو. في ليلة زفافهما وجدت صندوقا قديما ينتظر في غرفتهما هدية مني. بداخله كان الغطاء نفسه الذي تشبثت به ماريسول بشدة في تلك الليلة الأولى.
كانت هناك ملاحظة مرفقة
هذا الغطاء أخفى ذات يوم ألم والدتك. الآن فليغطي حبكما ليس للإخفاء ولكن لتذكيركما بأن الألفة الحقيقية تبدأ بالثقة.
اتصلت بي لوسيا في صباح اليوم التالي وصوتها يرتجف.
بابا قالت أنا فاهمة دلوقتي. ندوب ماما… دي كانت القصة بتاعتها.
ابتسمت من خلال الدموع. أيوه يا حبيبتي. وهي كتبت أجمل نهاية.
الدرس الذي يبقى
الآن بينما أجلس بمفردي على شرفتنا أحيانا أسمع ضحكاتها يحملها الريح. خفف الزمن من الألم رغم أنه لا يغادر أبدا بالكامل.
كل غروب شمس يذكرني بها الطريقة التي حولت بها الألم إلى نور الطريقة التي علمتني بها أن الحب ليس قصة خيالية. إنه اختيار يومي.
إذا سألني أحدهم عما حدد زواجنا فلن أتحدث عن الإيماءات الكبيرة أو اللحظات المثالية.
سأخبرهم عن تلك الليلة الليلة التي اختبأت فيها امرأة خائڤة خلف غطاء ورجل سجد أمامها ليس ليطالب بل ليتفهم.
تلك كانت اللحظة التي ولد فيها حبنا.
ولم يمت أبدا.
النهاية





