قصص قصيرة

أمي أوقفت زفافي والسبب كاد يقتلني

وشخصيا. لطالما ظننت أن الحب هو الأهم وأنني سأتزوج رجلا يحبني كما أنا. لكنني الآن أدركت أن الجشع الخالص الأصيل هو المحرك الحقيقي لعالمهم. ابتسامات توم ضحكاته ووعوده كل ذلك كان كڈبة تمثيلية ليضع يديه على ثروتي.
لم يكن هناك وقت للدموع أو الڠضب. ليس بعد. غمرني صفاء بارد وواضح. فهمت في تلك اللحظة المروعة لماذا اتخذت أمي هذا القرار اليائس الذي يبدو چنونيا. لقد كانت خط دفاعي الوحيد.
ماذا نفعل الآن سألت ولم يعد صوتي صوت عروس مفجوعة بل صوت امرأة تكافح من أجل حياتها. كان الذعر يفسح المجال لإصرار قاس وبارد.
لم تتردد أمي. كانت قد خططت للخطوة التالية. تجنبت الشرطة لعلمها أن التحقيق الجنائي سيكون بطيئا ومعقدا. اتصلت على الفور بهاتفها لمحامي عائلتنا آرثر فانس وهو رجل كانت تثق به ثقة تامة رجل خدم عائلتنا لعقود.
كانت تعليماتها واضحة تماما موجزة وغير قابلة للتفاوض. آرثر أنا ليندا. لدينا حالة طوارئ طارئة. أريدك أن تقدم فورا تجميدا مؤقتا وطارئا لجميع حسابات إميلي المالية وأصولها. جميعها. وأريدك أن تقدم طلبا لإلغاء طارئ لأي وثيقة موقعة أو على وشك التوقيع في حفل الزفاف اليوم مشيرة إلى حالة طبية طارئة معيقة مفاجئة وإكراه محتمل.
كانت عواقب تلك المكالمة الهاتفية لارجعة فيها. لم يعلق حفل الزفاف فحسب بل انتهى قانونيا. عائلة توم التي كانت على الأرجح تكافح في تلك اللحظة لتحديد خطوتها التالية أصبحت الآن خاضعة لتحقيق شامل پتهمة الاحتيال والتآمر ومحاولة الاحتجاز غير القانوني.
أدركت في نهاية مرعبة أنني كنت دائما الشخص الضعيف لا يحميني سوى يقظة أمي الهادئة والمتواضعة. لم تكن ثروتي نعمة بل كانت هدفا مرسوما على ظهري.
في المستشفى بعد أن أكد الأطباء إصابتيبالتواء خفيف وزودوني بجبيرة كاحل وقائية وبعد أن تم تأمين حساباتي القانونية واكتملت إجراءات الدفاع القانوني نظرت أخيرا إلى والدتي. كانت تجلس على كرسي بلاستيكي صلب بجانب سريري تبدو منهكة لكنها حازمة.
لطالما اعتقدت أن الزفاف هو الأهم قلت وانهمرت دموعي أخيرا ليس حزنا على الحفل الذي ضاع بل ارتياحا للحياة التي كدت أفقدها. لكنك علمتني اليوم أن الحرية هي أثمن ما نملك.
عانقتني أمي وكانت ذراعاها درعا يحميني من العالم. لقد تنازلت عن الكمال الاجتماعي وشرف حفل زفاف فخم لإنقاذ حياتي.
كان درس ذلك اليوم قاسېا. ولاء الأم الشديد والحامي غلب جشع الصيادين الۏحشي المفترس. لطالما ظننت أنني وريثة ثرية لكن أمي علمتني أن التحرر ممن يحبسوني هو الثروة الحقيقية الوحيدة. ظننت أنني أجد الحب.لكن بفضلها وجدت الحياة.

الصفحة السابقة 1 2 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock