
الليلة التي اكتشفت فيها لماذا ينام زوجي في غرفة أمّه كلّ ليلة
دموعها قبل أن تسقط الكلمات من لسانها.
كان رامون يرتدي قفازات رقيقة وينحني فوق ظهر والدته بحرص يفوق حرصه على أي شيء آخر في العالم.
كان يضع الدواء ببطء شديد على جلدها المتقد المشتعل بالبقع الحمراء والخدوش الناتجة عن حساسية شديدة كانت تهاجمها كل ليلة.
كان جلدها يبدو ملتهبا والألم واضح في وجهها رغم محاولتها إخفاءه.
شعرت ماريل برأسها يدور.
ثلاث سنوات ثلاث سنوات وهي تعتقد أن زوجها يفضل النوم مع أمه على النوم معها.
ثلاث سنوات وهي تبكي بصمت وتتساءل إن كانت زوجة غير كافية.
ثلاث سنوات وهي تشعر بالوحدة في سرير بارد بينما الحقيقة كانت أدفأ وأكثر nobility مما تخيلت.
بينما هي تنظر سمعت زوجها يهمس بصوت مكسور بالحزن
أنا آسف يا أمي آسف لأنك تعانين من هذا الألم كل ليلة.
رفعت روزا رأسها قليلا وعيناها تغرورقان بالدموع رغم محاولتها الابتسام
أنت متزوج الآن يا رامون لا تجعل زوجتك تحزن بسببي.
كان صوتها ضعيفا مليئا بالرجاء كأنها تخشى أن تكون عبئا على ابنها الوحيد.
ارتخت ركبتا ماريل وكادت تقع على الأرض من كثرة ما شعرت بالذنب.
رمت يدها على فمها لتكتم شهقة خرجت منها رغما عنها.
لم يكن زوجها هاربا من الزواج
ولا متهربا من مسؤوليته
ولا متعلقا بأمه بشكل غير طبيعي كما ظنت.
كان فقط ابنا بارا يحمل ۏجع والدته بصمت.
وكانت والدته أما كبقية الأمهات تخفي ألمها كي لا تثقل قلب زوجة ابنها.
وتبين أن تلك
المرأة القوية التي تبدو بصحة جيدة طوال النهار كانت تخفي مرضها كل يوم حتى لا تعكر صفو حياة ابنها وزوجته.
تراجعت ماريل خطوة ثم خطوة أخرى حتى خرجت إلى الممر وهي تكاد لا تشعر بساقيها.
أسندت ظهرها إلى الحائط ووضعت يدها على قلبها الذي اختلطت فيه مشاعر الذنب بالامتنان.
لم تظن يوما أن الحقيقة يمكن أن تكون بهذا الجمال وبهذا الألم معا.
في صباح اليوم التالي خرج رامون باكرا إلى عمله.
وبمجرد أن أغلق الباب خلفه توجهت ماريل إلى السوق الصغير في نهاية الشارع.
بحثت طويلا عن كريم لطيف للبشرة الحساسة وسألت الصيدلانية مرارا عن الأنسب لالتهاب الجلد ثم عادت إلى المنزل بخطوات سريعة.
طرقت باب غرفة روزا برفق.
فتحت روزا الباب وهي تبتسم كالعادة رغم التعب الذي كان واضحا في عينيها.
قالت ماريل بصوت خجول يحمل بين طياته اعتذارا غير منطوق
أمي أرجوك دعيني أساعدك الليلة.
سأكون أنا من يضع لك الدواء أريد أن يرتاح رامون قليلا وأن ينام في سريره ليوم واحد على الأقل.
اتسعت عينا روزا باندهاش لم تستطع إخفاءه.
ثم ترقرقت الدموع فيهما وسقطت إحداها على خدها محفورة بامتنان صادق.
قالت بصوت مرتجف
شكرا لك يا ابنتي شكرا.
أحاطت ماريل كتفي حماتها بلطف وساعدتها على الجلوس.
فتحت علبة الدواء الجديدة وسكبت القليل على أطراف أصابعها ثم بدأت تدهن الجلد الملتهب بحنان لا يقل عن حنان الابن الذي كان يقوم بهذا كل ليلة.
وخلال دقائق كانت





