
صــرخة على القضبــان البداية التي لم يتوقعها أحد
زالت ترتجف من الصدمة.
تلك الليلة لم يستطع نواه النوم. ظل يعيد المشهد في ذهنه الحبال بكاء الطفلة الړعب في عيني إيفا. لكن السؤال الذي ظل يؤرقه هو من الذي أراد قټلها
في الصباح التالي استيقظت إيفا لكنها كانت شاحبة. أحضر لها نواه الطعام وسألها بلطف من الذي ربطك هناك
ارتجفت شفتاها وقالت إنهم يبحثون عني وسيعودون.
سألها من هم
ترددت قليلا ثم اخذت طفلها بقوة وقالت عائلة زوجي. يظنون أنني جلبت العاړ لهم. حين ماټ زوجي لاموني قالوا إنني لطخت اسمهم. هربت لكنهم وجدوني. ثم انكسر صوتها. أرادوا التأكد من أنني لن أتحدث مجددا.
اشتد فك نواه وقال بحزم أنت آمنة هنا.
لكن إيفا هزت رأسها. لا أحد يكون آمنا عندما يكون الآخرون عطشى للاڼتقام.
خلال الأيام التالية بدأت تستعيد قوتها تحت رعاية السيدة كوبر. ساعدت في الأعمال الخفيفة وأطعمت طفلها وبدأت تبتسم مجددا رغم أن عينيها كانتا تراقبان الطريق دائما كأنها تنتظر شيئا أو أحدا.
في إحدى الأمسيات عاد نواه من البلدة وهو يحمل أخبارا مقلقة. فقد أخبره صاحب المتجر أن رجلين كانا يسألان عن امرأة تحمل رضيعا ويعرضان المال مقابل أي معلومة.
في تلك الليلة ومع عواء الرياح جهز نواه بندقيته وجلس عند النافذة. كانت المصباح يضيء بخفوت. وقفت إيفا عند الباب وهي تضم طفلها. التقت أعينهماخوف في عينيها وتصميم في عينيه.
قال نواه بصوت منخفض إن جاؤوا فسيمرون بي أولا.
وفي اللحظة نفسها دوى صوت حوافر خيول من بعيد.
ازدادت الأصوات وضوحامنتظمة متعمدة. اشتدت قبضة نواه على بندقيته. أضاء ضوء القمر الحقول كاشفا ثلاثة فرسان يقتربون بسرعة.
أطفأت السيدة كوبر المصباح وهمست لقد وجدوها.
ارتجفت إيفا وهي تحمل طفلها. إنهم هم.
توقف الفرسان عند حافة الساحة. نزل رجل ضخم ذو ندبة على خده وصاح نعرف أنها هنا! تنح أيها المزارع إنها تخصنا.
خرج نواه إلى الشرفة وهو يحمل بندقيته. وقال بثبات هي لا تخص أحدا. عودوا من حيث أتيتم.
ابتسم الرجل باحتقار وقال ستندم.
وقبل أن يسحب مسدسه أطلق نواه رصاصة تحذيرية مرت بجوار أذنه. تردد الرجال لثوان ثم اندلع الفوضى. أطلق أحدهم الڼار فتهشم
زجاج النافذة. صړخت السيدة كوبر. انحنت إيفا لتحمي طفلها.
تحرك نواه بثبات ودقة وأطلق الڼار ليبعد المهاجمين نحو السياج. سقط أحدهم عن حصانه بينما اختبأ آخر خلف عربة. أعاد زعيمهم تعبئة بندقيته وهو ېصرخ ستدفع ثمن هذا!
في الداخل وضعت إيفا طفلها في مكان آمن ثم أمسكت المسډس الصغير الذي يحتفظ به نواه في المطبخ. تقدمت نحو النافذة. وحين وجدت الرجل ذو الندبة يوجه سلاحھ إلى ظهر نواه أطلقت الڼار.
دوى صوت الړصاصة في الليل. ترنح الرجل وسقط أرضا.
هرب الرجلان الآخران وقد ملأهما الړعب. اختفت خيولهم في الظلام وبهت صوت حوافرهم شيئا فشيئا.
دار نواه نحو إيفا وهو مذهول. كانت ترتجف والدخان يتصاعد من فوهة





