قصص قصيرة

اتهموا الخادمة بسرقة جوهرة العائلة… لكن ما قاله حفيد المليونيرة في المحكمة صدم الجميع

بنفسها وتحتفظ ببعض النقود لإصلاح سقف شقتها لكن الشرطة سجلت أقوالها ببرود ثم أخبروها بأن عليها انتظار الاستدعاء
وصل الاستدعاء خلال أيام قليلة نشرت صورة كلارا في الجريدة بعينين مرهقتين وحزن غير مصقول تحت عنوان
اتهام خادمة بسرقة إرث عائلي
الرأي العام كالعادة انحاز إلى جانب المال لم يعجب الناس قرب كلارا العاطفي من الطفل إيثان فالثرثرة تحب قلب الحقائق
بدأت لياليها تتفكك كصفحات مبتلة علقت رسومات إيثان على الجدار وقبلت وجوهه المرسومة بالألوان الشمعية كأنها تعيد الدفء إلى صدرها كان غيابه صراخا أما مارغريت فملأت الصحف والبرامج بقصتها الدرامية آدم التزم الصمت تاركا والدته تشكل الحكاية كما تشاء
ثم كمعجزة صغيرة غير متوقعة طرق أحدهم بابها
كان إيثان
كان أصغر قليلا مما تتذكر لكن عينيه ظلتا بركتي ذهب صاف لطالما حدقتا بها بمحبة احتضنها فورا وتمسك بها كما يتمسك الغريق بالهواء ناولها رسمة كانت هي وهو تحت سقف كتب فوقه بيت وعلى ظهرها بخط طفولي
كلارا أنت قلبي
جثت دموعها دموع حقيقية لا تلك التي تتساقط تحت عيون الناس لم تعد لها وظيفتها ولا كرامتها المسلوبة لكنها أعادتها إلى نفسها
ثم قال لها بصوت صغير
رأيت الجدة تلك الليلة رأيتها تضع الجوهرة في صندوق مكتبها
اهتز قلبها حاولت التأكد لكنها كانت تعرف الأطفال لا يكذبون حين تكون الحقيقة نارا في صدورهم
ومنذ ذلك اليوم بدأت تجمع الشظايا رسومات إيثان شهادات من جيران حديث خادمة قديمة ملاحظات عن عطر مارغريت الليلي تفاصيل عن مكتبها ذهبت إلى أبواب لم تجرؤ على طرقها من قبل ثم عثرت على دانيال متدرب قانوني شاب يرى الظلم فيشتعل غضبا أخذ ملفاتها كأنها خريطة
نحتاج أدلة مادية قال سجلات كاميرات وثائق العائلات الغنية تعيش في الأوراق وتكره الأخطاء
وافق على تمثيلها بلا مقابل ليس بطولة بل عنادا يقوده ضميره
في يوم الجلسة ازدحمت المحكمة كاميرات وصحفيين جلست مارغريت كعمود جليدي أما آدم فبدا كمن يتحمل جبلا من الذنب لم يعد يحتمله دخلت كلارا بثوب رقعته بنفسها بسيط لكنه نظيف
قدم محامي الأسرة حججا متعالية الفرصة والدافع امرأة فقيرة غرفة درج لحظة ثم جاء دور كلارا وقفت بصوت مرتجف لكنه ثابت تحدثت عن حياتها في البيت كيف رعت آدم حين أصيب بالإنفلونزا كيف مسحت دموع إيثان وكيف صنعت كعكة عيد الأب بعد وفاة زوجته حكت الحقائق الصغيرة التي لا تكتب في الجرائد ولكنها تصنع حياة كاملة
قدم دانيال ما استطاع سجلا يظهر انقطاعا غريبا للكاميرات لثلاث دقائق ليلة الاختفاء شهادة خادم رأى مارغريت قرب مكتبها جدولا زمنيا لا يناسب رواية الاتهام
ثم جاء الاستراحة القصيرة
وفي لحظة تحولت المأساة إلى معجزة صغيرة

انفلت إيثان من يد مربيته وركض إلى منصة الشهود وقف على أطراف أصابعه ورفع صوته أمام القاضي والجمهور
أعرف أين الجوهرة! الجدة أخفتها! رأيتها بنفسي!
ارتجت القاعة
انهار لون وجه مارغريت
أمر القاضي بتفتيش مكتبها فورا
عاد الضباط بصندوق الأرز داخل كيس أدلة شفاف وحين فتح أمام الجميع لمع الحجر الأزرق كعين صادقة تعيد الحق إلى أهله حوله رزم نقود ووثائق خفية إيصالات وتحويلات تثبت نية مارغريت في إخفاء الجوهرة لاستخدامها كورقة ضغط في صراعات الورثة
انهارت دفاعاتها انهارت صورتها
انهار كل شيء
أما إيثان فعاد إلى كلارا واحتضن ركبتيها وقال بالبساطة التي تكسر العالم
قلت لك الحقيقة دائما تفوز
وبعد ذلك تحركت الأحداث كصف دومينو
اعتقلت مارغريت بتهم الشهادة الزور ومحاولة تلفيق جريمة
اعتذر آدم أولا بصوت مكسور على باب شقتها ثم بسنوات من تصحيح أخطائه
أعاد المجتمع النظر
وتحول اسم كلارا من متهمة إلى سيدة شجاعة صمدت في وجه القوة
وبينما كان الجميع يحتفي بنجاتها ظلت كلارا محتفظة بشيء واحد
كان لمعان الجوهرة يذكرها بسنوات الظلم لكنه يذكرها أيضا أن الحقيقة مهما دفنت تبحث دائما عن الهواء وتجد طريقها إليه
مرت السنوات كبر إيثان أصبح أكثر فهما للعالم وأقل خوفا من قول الحقيقة كانت كلارا تزوره أحيانا في القصر تعلم خادمة

جديدة كيف يكوى القميص بصبر وكيف ترتب الحياة كما ترتب الأغطية
وفي إحدى الأمسيات جلس بجانبها وناولها رسمة جديدة بيت كبير ومطبخ وحديقة وعلى بابه كتب بخطه
هنا الجميع ينتمي
ضحكت كلارا ومسحت دمعتها
وقالت له
وأنت شجاعتك هي التي أعادت لي مكاني
فهمس لها
أنت دائما تنتمين حيث يحبك الناس
وهناك أدركت كلارا أن الانتماء ليس قرارا يخص الآخرين بل حكاية تكتب
بالصدق كلمة كلمة وقلبا بقلب

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock