قصص قصيرة

المليارديرة تطلب الزواج من متشرد

واحد أنقذ الشركة من خسائر ضخمة. وفي أحد الأيام دخلت مونيكا ووضعت ملفا أمامه. لقد وفرت علينا مئتين وخمسين مليون نايرا.
حدق فيها مذهولا. كنت فقط أعمل.
وهذا ما يجعلك مميزا.
وتبادل الاثنان نظرة طويلة أثقل مما يجب دافئة حد الخطړ.
مرت شهور. تحول جاكوب من رجل محطم إلى قائد ملهم. عاد يحاضر في المؤتمرات ويدرب الشباب ويبتكر الحلول. واتسعت ابتسامة مونيكا وصارت تضحك أكثر وتعود مبكرا إلى المنزل لتجلس معه ومع صوفيا على الشرفة يحكون أحلامهم.
وفي ليلة ممطرة سألته لماذا قلت نعم في ذلك اليوم
ضحك. ظننتك مچنونة.
ضحكت. و الآن
أمسك يدها وقال الآن أعلم أنك ملاك تنكر في هيئة امرأة.
وبعد أيام على سطح القصر وقف جاكوب في مساء دافئ ثم جثا على ركبته وأخرج خاتما بلاتينيا وقال أمام دهشة الجميع أعدت إلي حياتي. منحتني سببا لأتعلم الحب من جديد. فأريد أن أبدأ بداية حقيقية. هل تتزوجينني
أجابت وهي تبكي نعم نعم ألف مرة.
تزوجا في حفل لم تر لاغوس مثله منذ سنوات. وانتشرت قصتهما في الإعلام كمعجزة.
ومرت ثلاثة أعوام ثم حملت مونيكا. وبكت عندما عرفت. صار لبيتها عالم جديد ينتظر.
عندما وضعت طفلها بعد أشهر سمياه ويليامز تشيرا إلى آبائهما الراحلين. وعندما حمله جاكوب لأول مرة شعر بجزء من قلبه يشفى.
مرت السنوات. كبرت صوفيا وتخرجت من الجامعة في الثامنة عشرة كأصغر طبيبة. وظهر في حياتها شاب نبيل يدعى أوبينا. وبعد علاقة راقية تقدم لخطبتها. وبعد ثلاث سنوات تزوجا في حفل باذخ. وفي تلك الليلة ألقى جاكوب كلمة أبكت الحاضرين حين قال كنت تحت جسر يوما ما ثم رأتني امرأة بعين الرحمة فردت إلي نفسي.
بعد تسعة أشهر رزقت صوفيا بطفلة سمتها أماراشي. وحين حملها جاكوب همس لها ولدت في معجزة صغيرة يا صغيرتي.
كبرت العائلة وامتلأ البيت بالضحكات. وفي أحد الأيام تلقت مونيكا رسالة من وزارة العلوم والتقنية تطلب تكريم MTech بجائزة أثر يمتد لعشرين عاما. بكت من الفرح. لكن قلبها كان يحلم بما هو أبعد.
ذات مساء جمعت الأسرة وقالت أريد أن نفعل المزيد. أريد تأسيس مؤسسة أوتشي لمنح الفرص للمنسيين. التفتت إلى جاكوب. أريد أن يرى العالم ما رأيته فيك.
لم يستطع الكلام من شدة التأثر.
وفي خلال أشهر افتتحت المؤسسة مبان ودورات ومساكن ومختبرات. تعلم فيها المتشردون البرمجة واتجهت الأرامل للعمل وابتكر الأطفال مشاريع مذهلة. وكان شعار المؤسسة قصتك لم تنته بعد.
وفي الافتتاح وقفت مونيكا وقالت هذا المكان ليس صدقة بل عدل. نحن أيضا كسرنا ثم نهضنا.
وقف جاكوب بجانبها وقال أعيد إحياء قلبي ذات يوم وأريد أن نسهم اليوم في إحياء قلوب أخرى.
مرت السنوات. توسعت المؤسسة إلى دول عدة. أصبحت قصتهما تدرس في الكتب. كبرت صوفيا وأصبحت طبيبة رائدة. صار أوبينا عالما بارزا. غدت أماراشي أصغر مؤلفة في غرب
إفريقيا. أما ويليامز فابتكر تطبيقا لتعليم البرمجة ملأ المدارس.
وفي صباح هادئ جلس جاكوب ومونيكا على مقعد في الحديقة يشاهدان أطفال المؤسسة يركضون. قال جاكوب بصوت مفعم بالرضى امتلأ قلبي.
ابتسمت مونيكا قلبي أيضا.
قال وهو ينظر إليها ظننت يوما أن الله نسيني لكنه كان يجهزني.
أسندت رأسها على كتفه. كل الطرق قادت إلى هنا.
ركضت أماراشي الصغيرة نحوهم تحمل رسوماتها. كانت رسمة لامرأة تجثو أمام رجل وفوقها جملة الحب يبدأ حين ينتهي الكبرياء.
ضحك جاكوب طويلا. لقد فهمت.
قالت مونيكا إنها تنتمي إلى هذا الحب.
ومع غروب الشمس فوق الحديقة أغمضت مونيكا عينيها. كان الماضي ألما والحاضر نعمة والمستقبل وعدا وعد بدأ بكلمة واحدة من فضلك. وانتهى بحياة لم تكن تظن أنها ممكنة.

الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock