
الحارس الذي قلب الطاولة حين اكتشف الأب ما أخفته ابنته
وجهها برفق ورأى الحقيقة.
قالت بصوت مكسور أبي لا أعرف ماذا أفعل. ظننت أنه يحبني. أنا الآن مجرد عبء في نظره.
تصلبت نظرات روبرت أنت لست عبئا. ولست وحدك.
لم تكن سامنثا تعلم أن والدها كان قد بدأ بالفعل التخطيط لشيء أكبر بكثير من مجرد مواساة كان يستعد لتفكيك عالم ريتشارد من أساسه وكشف صورته الحقيقية أمام الجميع.
في الأسبوع التالي وصل ريتشارد إلى حفل الشركة الفاخر وهو يمسك بيد المرأة التي ترافقه دوما. التقطت الكاميرات صورا لكنه تفاجأ بأن أعضاء مجلس الإدارة متوترون. المستثمرون يتهامسون. كانت مقاطع الفيديو التي تظهر صفعه لزوجته الحامل قد انتشرت في كل مكان وأثارت ڠضبا عاما.
كان روبرت قد سرب المقاطع دون الكشف عن هويته لتصل إلى وسائل الإعلام الكبرى. ولم يتوقف عند ذلك فوسط طبقات من الشركات والصناديق كان روبرت يملك حصة كبرى في شركة ريتشارد دون أن يعلم الأخير بذلك.
وفي منتصف الحفل أعلن رئيس مجلس الإدارة عن ضيف مفاجئ روبرت هايز. هذه المرة كان يرتدي بدلة رسمية لا زي الحراسة. صعد إلى المنصة وسط دهشة الجميع. المرأة التي ترافق ريتشارد تجمدت إذ أدركت أنه ذات الرجل الذي رأته في المول لكن بوجه مختلف تماما.
تحدث روبرت بصوت قوي الرجل الذي يسيء إلى زوجته الحامل أمام العالم لا يليق أن يقود شركة. اعتبارا من هذه اللحظة يقال ريتشارد ميتشيل من منصبه. وقد تم الاستحواذ على حصته. هذه الشركة لن يقودها رجل بلا مسؤولية.
عمت القاعة الفوضى. شحب وجه ريتشارد. حاول الاعتراض لكن رجال الأمن اقتادوه إلى الخارج في مشهد بدا كأنه عدالة ساخرة إذ خرج مطرودا بالزي ذاته الذي كان روبرت يرتديه يوم الإهانة.
كانت سامنثا تجلس في زاوية القاعة والدموع تملأ عينيهالكنها لم تكن دموع ألم بل دموع راحة. والدها لم يحمها فقط بل استعاد لها كرامتها ووضع حدا لكل ما عانته.
في الأيام التالية انهار اسم ريتشارد في السوق واختفت المرأة التي كانت ترافقه وبدأت إجراءات الانفصال. أما روبرت فكشف لابنته عن ثروته الحقيقية لا ليفاخر بها بل ليؤكد لها
أنها لم تكن ضعيفة يوما وأنها لن تحتاج إلى أحد ېؤذيها.
أمسك بيدها وقال القوة تجري في عروقك. أنت وطفلك لن يقدر أحد على كسركما.
ابتسمت سامنثا لأول مرة منذ شهور.
أما ريتشارد فبقي وحيدا لا يملك شيئا سوى ذكرى اللحظة التي رفع فيها يده على المرأة التي كان يجب أن يحميهاوالنظرات الصامتة للرجل الذي ظنه مجرد حارس بينما كان في الحقيقة أقوى مما تخيل.
عمت القاعة حالة من الارتباك وارتفعت الهمسات إلى موجة من الضجيج كأن كل شخص فيها حاول فهم ما يجري أمامه. بعض الحضور وقفوا مذهولين وآخرون أمسكوا هواتفهم لتوثيق اللحظة التي سقط فيها القناع عن الرجل الذي كان يقدم لهم لسنوات
على أنه رمز للنجاح والانضباط. أما ريتشارد فقد شحب وجهه إلى درجة بدت معها ملامحه كظل لإنسان. كان يحاول أن يبتلع الصدمة أن يستعيد





