
كل ليله قبل النوم
منذ تلك اللحظة أصبح الخوف ظلي.
في المساء عندما عاد تشيكي إلى المنزل تظاهرت بالنوم. دخل الغرفة بهدوء يتمتم بلحن غريب منخفض مخيف لا يشبه تراتيل الإنجيل التي كان يغنيها سابقا. راقبته بعينين نصف مغمضتين وهو يتجه مباشرة إلى الخزانة يسحب شريطا آخر ويقف أمام المرآة.
الابتسامة على وجهه لم تكن بشرية.
ربط الشريط ببطء وهو يتمتم بكلمات لم أفهمها. انعكاسه في المرآة لم يكن يتحرك كما يتحرك هو. كان جسده ما يزال مواجها لي لكن انعكاسه ظل يبتسم كأنه يرى شيئا خلفي.
في تلك الليلة أدركت أنني تزوجت غريبا.
في اليوم التالي زرت ماما غريس العجوز التي تعيش في آخر الشارع المعروفة بإيمانها القوي وحكمتها. وما إن أخبرتها عن الشريط حتى اسود وجهها على الفور.
شريط أحمر تقولين سألت بصوت مرتجف. هل أخبرك يوما من أين جاء به
لا همست وأنا أشعر بالاختناق. هو فقط قال إنه يعجبه.
تنهدت ماما غريس بعمق ثم حدقتفي عيني مباشرة.
يا ابنتي زوجك ربما عقد عهدا. بعض الرجال يستخدمون رموزا كهذه لطلب قوة أو مال أو حماية. لكن لكل شيء ثمن. يجب أن تصلي ومهما حدث لا تدعيه يلمسك وهو يرتدي ذلك الشيء.
ظل تحذيرها يتردد في رأسي طوال اليوم.
في تلك الليلة أخفيت صندوق الأشرطة في درج آخر معتقدة أنني سأوقفه. لكن حين حل الظلام تغير تشيكي تماما. اقتحم الغرفة وهو يلهث.
أين شريطي قال بصوت منخفض لكن خطير.
تشيكي بدأت وصوتي يرتجف لماذا تحتاجه أرجوك تحدث إلي. أنت تخيفني.
حدق بي وعيناه تلمعان بلون أحمر.
أماندا لا تخفيه عني مرة أخرى.
لماذا يا تشيكي صرخت. ماذا تفعل به
لم يجبني. بل تقدم نحوي وأمسك معصمي بقوة. كان جلده ساخنا ساخنا بشكل غير طبيعي كالن . ار تحت الجلد.
دعني! صرخت لكنه دفعني إلى السرير. وفي خضم الصراع انفتح الدرج وسقطت الأشرطة على الأرض.
وهناك رأيته انعكاسه في المرآة.
لكن لم يكن هو.
انعكاسه كانت الدماء تسيل من عينيه يبتسم ابتسامة شيطان.
صرخت لكن تشيكي كان يضغط جسده فوقي. كانت يداه ترتجفان وهو يمد يده ليلتقط شريطا من على الأرض.
لا أستطيع التوقف إنه يحتاج إلى الطعام تمتم بصوت غليظ.
يحتاج إلى ماذا! ماذا تقول يا تشيكي! بكيت وأنا أحاول دفعه بعيدا.
لم يجب. ربط الشريط حول رأسه مرة أخرى وبمجرد أن شد العقدة تجمدت الغرفة.
أضواء المصابيح تومض.
الهواء امتلأ برائحة مقززة كجيفة متعفنة.
عاد الألم أشد هذه المرة.
كان كالسكاكين تمزق أحشائي. صرخت دفعته حاولت الإفلات لكن قوته كانت غير بشرية. تقلبت عيناه واستمر في تمتمة كلمات لا تشبه لغة البشر.
ثم فجأة دم.
دم دافئ كثيف بدأ ينساب على فخذي. تجمدت.
تشيكي! توقف! أنا أنزف! صرخت والدموع تملأ وجهي.
لكنه لم يتوقف.
كان وجهه بلا تعبير جسده يرتجف بشدة. وفجأة سكن كل شيء. سقط الشريط من رأسه على الأرض غارقا في دمي.
زحفت مبتعدة أرتجف.
وعندما رفعت بصري كان تشيكي واقفا أمام المرآة يحدق في انعكاسه أو بالأحرى في الشيء الذي يقف هناك مكانه.
ذلك الانعكاس ابتسم له.
ثم رفع يده ولوح.
لكن يد تشيكي الحقيقية لم تتحرك.
صرخ صرخة طويلة مرعبة مزقت سكون الليل. تشققت المرآة وانفجر منها دخان أسود كثيف التف حوله. غطيت أذني وبكيت حتى اختفى الدخان.
وعندما نظرت أخيرا كان تشيكي ملقى على الأرض.
بلا حياة.
كان الشريط الأحمر ما يزال في قب . ضته مشدودا بين أصابعه.
زحفت إليه أناديه مرارا لكنه لم يتحرك. كان جلده باهتا وعيناه مفتوحتين تحدقان إلى السقف الفارغ.
ثم رأيتها.
هناك فوق رأسه على سطح المرآة المتشققة كان الانعكاس ما يزال يبتسم.
ويضع الشريط الأحمر حول رأسه.
ركضت خارج المنزل تلك الليلة ولم أعد أبدا.
قالوا لاحقا إن تشيكي مات بسكتة قلبية لكنني أعرف الحقيقة. أعرف ما رأيته. ذلك الشيء في المرآة لم يكن زوجي.
وأحيانا في الليل عندما أغمض عيني ما زلت أسمع صوته يهمس في أذني
أماندا أين شريطي
النهاية





