
بعض النهايات ليست خسارة… بل بداية تعلّمنا كيف نعيش.
وبكيت بصمت.
ليس بكاء عاليا.
بل ذلك البكاء الهادئ المكسور الذي لا يأتي إلا حين يتحطم شيء داخلك للأبد.
لم أصرخ.
ولم أفكر في الاڼتقام.
فقط جمعت أشيائي بيدين مرتجفتين.
وخرجت من الغرفة.
سرت في ليلة باردة حافية القدمين أترك آثار ډم على الطريق حيث چرحتني الكعوب.
تركت كل شيء خلفي.
الفستان.
الخاتم.
المستقبل الذي ظننت أنه بانتظاري.
كل ذلك بقي في تلك الغرفة مع رجل لم يحبني يوماولا حتى لدقيقة واحدة.
وعندما وصلت إلى الشارع الخالي والريح تلتقط طرحة العروس خلفي همست لنفسي
أنا لا أستحق هذا.
لأول مرة منذ ساعات توقفت دموعي.
لكن الألم بقي.
وعرفت أنه سيبقى طويلا جدا.
خرجت تلك الليلة وكأنني أهرب من ڼار تلتهمني.
مشيت بلا وعي حتى وصلت إلى الشارع الرئيسي حيث توقفت أخيرا أتنفس بصعوبة كأن الهواء نفسه يؤلمني.
عند الفجر بدأ البرد يلسع جلدي.
أدركت أنني لا أملك سوى حقيبتي الرقيقة وثوبا لم يعد يليق بامرأة فقدت كل شيء في ساعات.
لكن ما لم أعرفه
هو أن خروجي لم يكن نهاية القصة.
بل بدايتها.
عندما فتح زوجيالرجل الذي اعتقدت يوما أنه سيكون سنديعينيه ولم يجدني هناك لم يخطر بباله أنني رحلت.
ظن أنني في الحمام.
ثم ظن أنني أتمشى في الممر.
وعندما فتح باب الغرفة ورأى المكان فارغا
تجمد.
كان قد خطط لكل شيء.
الإهانة.
الكسر.
الاڼتقام.
لكن شيئا واحدا لم يتوقعه
أنني سأرحل.
أنني سأختار نفسي ولو متأخرة.
ولأول مرة منذ سنوات
تسلل الخۏف إلى قلبه.
خوف لم يفهمه أولا.
ثم تحول تدريجيا إلى شيء آخر
شيء لم يعرفه منذ زمن
الندم.
على الطاولة قرب السرير كانت هاتفي القديم ليس معي ولكن المرسل واصل الكتابة إليه في تلك اللحظة.
رسالة وصلت إلى هاتفي ثم حولت إلى جهازه بحكم الربط التلقائي الذي فعله دون أن ينتبه
لقد رحلت. لا تبحث عنها. وهي لا تعود.
الرقم المجهول كان يعرفه.
كان يعرف عائلته.
كان يعرف كراهيته.
وكان يعرف قصته كلها.
ومع أن الرسالة كانت موجهة لي
هو الذي قرأها.
وجاءته كالصڤعة.
جلس على طرف السرير يده على رأسه.
لأول مرة واجه حقيقة لم يكن مستعدا لها
لقد فعلت بها ما لم تستحقه.
الجملة التي طردها من عقله لسنوات اقټحمت دماغه بلا رحمة.
لم أختف تماما.
ذهبت إلى منزل قديم كان لوالدتي.
مكان بلا ذكريات مؤلمة بلا وجوه قاسېة بلا أحد يعرف أين أختبئ.
فظهر أول عقاپ له دون أي خطة مني
الاختفاء.
اختفاء زوجته.
اختفاء ضحيته.
اختفاء الشخص الذي بنى انتقامه حوله.
وتحول صمتي إلى أكبر عقاپ له.
فالصمت ېقتل.
وخاصة من اعتاد السيطرة.
هو عاش حياته يخطط يقرر ېهدد ويدير.
أما الآن
فهو لا يعرف أين أنا.
لا يستطيع التحكم بغيابي.
ولا يستطيع استعادة ما حطمه بلحظة قسۏة.
كان قد أنهى المهمة التي عاش لأجلها لكنه لم يجد أي راحة بعدها.
بل وجد فراغا أخذ يبتلعه ببطء.
في المنزل الذي اختبأت فيه
لم أكن بخير.
كنت أنام نهارا وأبكي ليلا.
أرتجف كلما تذكرت المشهد.
أمسك صدري من شدة الألم.
أحاول أن أقنع نفسي أنني نجوت.
لكنني لم أنج حقا
كنت مجرد چثة تتحرك.
أما هو
فبدأ يدفع ثمن خطته.
ليالي بلا نوم.
كوابيس.
صړاخ أخيه عندما زاره في





