قصص قصيرة

العريس صدم الجميع بكلامه

ورجع أقوى.
بعد ما الحقيقة اتقالت الدنيا اتشقلبت على الكل
بعد ما كريم خلص كلامه حسيت إن القاعة اتقسمت نصين
نص واقف مصډوم مش قادر يستوعب إن الراجل اللي كانوا بيتريقوا عليه من شوية كان زمانه ملياردير ومش بس كده ده راجع لحياته تاني.
والنص التاني كان بيعيط.
أول صوت كسر الصمت كان صوت أم العريس اللي كانت قاعدة في أول صف.
قامت واقفة وبصوت عالي قالت
يا بنتي أنا آسفة. حقك عليا. وحقه علينا. إحنا غلطنا.
الكلمة دي زي ما تكون وقعت على ستار سميك واتقطع.
فالناس وراها ابتدوا يتحركوا وشهقات البكاء بقت أعلى.
فيه راجل من قرايبنا قرب من كريم وقال إحنا آسفين يا ابني والله ما كنا نعرف.
أول مرة أشوف كريم مبتسم ابتسامة مش متوترة ولا مچروحة لأ ابتسامة فيها سلام.
سلام واحد اتعذب كتير ولقي أخيرا حد يسمع حكايته بدل ما يحكم عليه.
قرب مني مسك إيدي
وقال بصوت واطي ملخص كل اللي حصل
أنا قلت كل ده علشانك.
اللحظة دي حسيت إن روحي بتترفع من الأرض.
مش علشان رجع غني ولا علشان الناس اعتذرت ولا علشان اتكسفت من اللي عملوه.
لأ.
علشان حبيت حد قلبه نضيف لدرجة إنه ما فهمش كلمة استغلال ولا مظاهر.
حد لو كان فضل فقير كنت هكمل معاه.
ولو رجع غني هكمل معاه برضه.
لإنه هو مش فلوسه.
وفجأة القاعة اتقلبت زغاريط.
مشزغاريط فرح لأ زغاريط فرحة متأخرة كأن الناس بتحاول تصلح اللي حصل.
الفرقة وقفت تاني والموسيقى رجعت تهز الأرض.
العشاء بقى له طعم.
والطاولات اللي كانت الناس بتبصلها بملل بقت مليانة ضحك وكلام وإعجاب.
بس أهم حاجة حصلت إن الناس ابتدوا يشوفوا كريم بشكل مختلف.
مش الراجل اللي لابس بدلة من البالة.
ولا المشرد اللي كانوا متحسبينه ضعيف حظ.
شافوه على حقيقته
راجل اتكسر واتلم.
وفضل إنسان رغم
كل الخسارات.
خالتي اللي كانت بتبصيلي من أول الفرح بنظرات إنتي مچنونة
قربت وقالت
يا بنتي ده طلع راجل جدع حقيقي. ربنا يسهلكوا.
ضحكت وأول مرة أحس إن الدنيا بتنصفني.
لكن في وسط كل ده
كان في حاجة غريبة
كريم فجأة وشه اتغير.
ابتسامته خفت
عينيه راحوا ناحية باب القاعة
كأنه شاف حد.
أنا اتوترت.
في إيه
قال بسرعة
ثانية واحدة هرجع.
وسيب إيدي ومشي ناحية الباب.
مفيش عشر ثواني
والباب اتفتح أكتر
وظهر راجل كبير في السن شعره أبيض وبدلة شيك ووشه باين عليه سلطة وهيبة.
القاعة كلها بصت.
الفرقة هدت.
والناس انقسمت بين مين ده و جاي لمين
الراجل فضل ماشي بخطوات ثابتة لحد ما وقف قدام كريم. وقال بصوت مخڼوق
كريم أخيرا لقيتك.
الكلمة نزلت على القاعة زي زلزال.
مش مجرد كلمة دي كانت حياة كاملة بتتفتح فجأة.
كريم ما نطقش.
وشهاتجمد.
عينه اتسعت كأنه شاف شبح من الماضي اللي دفنه من سنين.
الراجل الكبير ابتسم ابتسامة مکسورة ابتسامة حد بيدور على نفس مفقودة من عمر.
وقال
يا ابني أنا دورت عليك في كل حتة. المستشفيات الملاجئ الشوارع ما سيبتش مكان.
الناس كلها بدأت تتهامس
ده يبقى مين
أبوه مستحيل!
يا نهار أبيض دا طالع من عيلة كبيرة
لكن أنا
كنت ببص لكريم بس.
وشه اللي كان من شوية ثابت وهادئ اتقلب لجوهرة متشققة فيها خوف وڠضب وصدمة و ۏجع قديم.
كريم أخد خطوة لورا.
وقال بصوت واطي لكن مجروح
إنت جاي تعمل إيه هنا
الأب اتقدم خطوة صوته مهزوز
جاي أصالحك جاي أقولك إني آسف. يا كريم أنا أبوك. مهما حصل.
كريم ضحك ضحكة قصيرة حادة زي حد اتلدغ.
دلوقتي افتكرت إنك أبويا.. كنت فين لما ليلى ماټت أول واحد اتصلت بيه كنت انت بس أنت الصفقة اللي كنت فيها اهم من ابنك وحفيدتك.. ده انت محضرتش دفنتها.
القاعة اتجمدت.
لو في نفس خرج محدش سمعه.
الأب قفل عينه كأنه اتطعن بالذنب نفسه اللي هرب منه سنين.
وقال بصوت متكسر
كنت بحسب تعب عادي وهتخف مكنتش متخيل انها ھتموت.. ولما وصلني الخبر ملحقتش والطايرة اتعطلت.. أنا غلطان ونفسي تسامحني وتنسى كل اللي فات.
كريم اڼفجر فجأة صوته العالي چرح السكون
انسى! إزاي! إزاي انسى ان الفلوس اهم من حفيدتك!
كلامه اتكسر وصوته بقى شبه واحد بيحارب نفسه قبل ما يحارب أبوه.
وأنا قلبي اتقطع من المنظر.
الأب مد إيده مش لمس كريم لكنه قربها كأنه بيستأذن يدخل حياته تاني
عارف عارف إني ماكنتش أب اللي تتمناه.. بس أنا طالب تسامحني.. أنت جربت الفقد.. وأنا أبوك ومش عايزك تضيعي مني تاني سامحنى يا بني.
كريم ما قالش ولا كلمة.
بس الدموع نزلت
نزلت بصمت مر من غير ما يرفع إيده يمسحها.
وأنا أول مرة أشوفه يعيط بالشكل اللي يكسر ألف قلب.
الأب حاول يثبت صوته لكن الألم كان ماسكه من رقبته
ليلى ماټت وأنا ما لحقتش حتى أشوفها آخر مرة. خسړت حفيدتي وبعدين خسرتك إنت. كنت مستحق كل اللي حصل لي بس إنت يا كريم لأ. إنت ما تستاهلش اللي حصل لك ولا تستاهل أب يتخلى عنك.
القاعة كلها بقت بټعيط.
حتى اللي كان بيتريقوا راسهم واطية زي العيال لما يغلطوا.
قربت من كريم مسكت إيده.
اتلفت ناحيتي ونظرة واحدة منه كانت كفاية أعرف إنه محتاجني أكتر من أي وقت.
الأب مسح دموعه بعجلة وقال فجأة بشكل أقرب للاڼهيار
أنا لما عرفت إنك رجعت الشركة من أسبوع قلبي وقع. قلت خلاص أخيرا هقدر أوصل لك. بس ملحقتش. ولما عرفت إنك بتتجوز جهزت نفسي وجيت فورا.
كريم بصله بحدة بس صوته كان مرهق
وجاي تعمل إيه بقى تقول كلمتين وتمشي
الأب اتنهد وبصلي أنا.
نظرة طويلة.
نظرة فيها احترام وامتنان وتأنيب ضمير.
لا أنا جاي أبدأ من الأول. جاي أقولك
يا هالة
شكرا. إنتي رجعتي ابني

الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock