
معنى قوله تعالى : فشاربون شرب الهيم
قوله شرب الهيم قرأ نافع وعاصم وحمزة ص 211 بضم الشين وباقي السبعة بفتحها ومجاهد وأبو عثمان النهدي بكسرها فقيل الثلاث لغات في مصدر شرب والمقيس منها إنما هو المفتوح. وقيل المصدر هو المفتوح والمضموم والمكسور اسمان لما يشرب كالرعي والطحن. وقال الكسائي يقال شربت شربا وشربا. ويروى قول جعفر أيام منى أيام أكل وشرب وبعال بفتح الشين. والشرب في غير هذا اسم للچماعة الشاربين قال
4215 كأنه خارج من جنب صفحته سفود شرب نسوه عند مفتأد
والمعنى مثل شرب الهيم. والهيم فيه أوجه أحدها أنه جمع أهيم أو هيماء وهو الجمل والناقة التي أصابها الهيام وهو داء معطش تشرب الإبل منه إلى أن ټموت أو تسقم سقما شديدا والأصل هيم بضم الهاء كأحمر وحمراء وحمر فقلبت الضمة كسرة لتصح الياء وذلك نحو بيض في أبيض. وأنشد
لذي الرمة
4216 فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد صداها ولا يقضي عليها هيامها
الثاني أنه جمع هائم وهائمة من الهيام أيضا إلا أن جمع فاعل
ص 212
وفاعلة على فعل قليل نادر نحو بازل وبزل وعائذ وعوذ ومنه العوذ المطافيل. وقيل هو من الهيام وهو الذهاب لأن الجمل إذا أصابه ذلك هام على وجهه. الثالث أنه جمع هيام بفتح الهاء وهو الرمل غير المتماسك الذي لا يروى من الماء أصلا فيكون مثل سحاب وسحب بضمتين ثم خفف بإسكان عينه ثم كسرت فاؤه لتصح الياء كما فعل بالذي قبله. الرابع أنه جمع هيام بضم الهاء وهو الرمل غير المتماسك أيضا لغة في الهيام بالفتح حكاها
ثعلب
إلا أن المشهور الفتح ثم جمع على فعل نحو