منوعات

معنى قوله تعالى : فشاربون شرب الهيم

قراد وقرد ثم خفف وكسرت فاؤه لتصح الياء والمعنى أنه يصيبهم من الجوع ما يلجئهم إلى أكل الزقوم ومن العطش ما يضطرهم إلى شرب الحميم مثل شرب الهيم. وقال 
الزمخشري 
فإن قلت كيف صح عطف الشاربين على الشاربين وهما لذوات واحدة وصفتان متفقتان فكان عطفا للشيء على نفسه قلت ليستا بمتفقتين من حيث إن كونهم شاربين على ما هو عليه من تناهي الحرارة وقطع الأمعاء أمر عجيب وشربهم له على ذلك كما تشرب الهيم أمر عجيب أيضا فكانتا صفتين مختلفتين. انتهى. يعني قوله فشاربون عليه من الحميم فشاربون وهو سؤال حسن وجوابه مثله.
وأجاب بعضهم عنه بجواب آخر وهو أن قوله 
فشاربون شرب الهيم 
تفسير للشرب قبله ألا ترى أن ما قبله يصلح أن يكون مثل شرب الهيم ومثل شرب غيرها ففسره بأنه مثل شرب هؤلاء البهائم أو الرمال. 
ص 213 
وفي ذلك فائدتان إحداهما التنبيه على كثرة شربهم منه. والثاني عدم جدوى الشرب وأن المشروب لا ينجع فيهم كما لا ينجع في الهيم على التفسيرين.
وقال الشيخ والفاء تقتضي التعقيب في الشربين وأنهم أولا لما عطشوا شربوا من الحميم ظنا منهم أنه يسكن عطشهم فازداد العطش بحرارة الحميم فشربوا بعده شربا لا يقع بعده ري أبدا. وهو مثل شرب الهيم فهما شربان من الحميم لا شرب واحد اختلفت صفتاه فعطف. والمشروب منه في 
فشاربون شرب الهيم 
محذوف لفهم المعنى تقديره فشاربون منه. انتهى. والظ

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock