
لماذا قالت الملائكة: “أتجعل فيها من يفــسد فيها و ..” كيف عرفوا ذلك ، ومن سكن الأرض قبل سيدنا آدم ؟
لا شك أن خلق الملائكة كان سابقا على خلق آدم عليه السلام فقد أخبرنا الله تعالى في أكثر من موضع من كتابه العزيز أنه أعلم الملائكة بأنه سيخلق بشړا من طين ثم أمرهم بالسجود له حين يتم خلقه وذلك دليل ظاهر على أن الملائكة كانوا موجودين قبل خلق البشر.
يقول الله تعالى إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشړا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي
فقعوا له ساجدين
ثانيا
وقد أخبر سبحانه وتعالى في سورة البقرة عن حواره مع الملائكة قبل خلق آدم وذلك دليل ظاهر أيضا على وجودهم قبل آدم عليه السلام.
قال تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الډماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني
أعلم ما لا تعلمون البقرة
ولكن كيف عرفت الملائكة أن الخليفة الجديد في الأرض سيفسد فيها ويسفك الډماء
اختلف في ذلك أهل العلم على أقوال
القول الأول أنهم علموا ذلك بإعلام الله تعالى لهم وإن كان ذلك لم يذكر في السياق.
قاله ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد وابن قتيبة.
كما في زاد المسير لابن الجوزي 160
وهو قول أكثر
المفسرين كما قاله ابن تيمية في مجموع الفتاوى 7382
يقول ابن القيم رحمه الله وفي هذا دلالة على أن الله قد كان أعلمهم أن بني آدم سيفسدون في الأرض وإلا فكيف كانوا يقولون ما لا يعلمون والله تعالى يقول وقوله الحق لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون والملائكة لا تقول ولا تعمل إلا بما تؤمر به لا غير قال الله تعالى ويفعلون ما يؤمرون انتهى. مفتاح
دار السعادة 112
القول الثاني أنهم قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم على الأرض وهم الجن فقد سبقوا الإنسان في الأرض وكانوا يفسدون فيها ويسفكون الډماء فعلمت الملائكة أن البشر سيكونون على حال من سبقهم.
روي نحو هذا عن ابن عباس وأبي العالية ومقاتل. انظر زاد المسير 161
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قول الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الډماء يرجح