
لماذا قالت الملائكة: “أتجعل فيها من يفــسد فيها و ..” كيف عرفوا ذلك ، ومن سكن الأرض قبل سيدنا آدم ؟
أنهم خليفة لمن سبقهم وأنه كان على الأرض مخلوقات قبل ذلك تسفك الډماء وتفسد فيها فسألت الملائكة ربها عز
وجل أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الډماء كما فعل من قبلهم انتهى. تفسير القرآن الكريم 1آية 30.
القول الثالث أنهم فهموا ذلك من الطبيعة البشرية.
وهو الذي يبدو من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة 6149
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور وإنما ظنوا هذا الظن بهذا المخلوق من جهة ما استشعروه من صفات هذا المخلوق المستخلف بإدراكهم النوراني لهيئة تكوينه الجسدية والعقلية والنطقية إما بوصف الله لهم هذا الخليفة أو برؤيتهم صورة
تركيبه قبل نفخ الروح فيه وبعده والأظهر أنهم رأوه بعد نفخ الروح فيه فعلموا أنه تركيب يستطيع صاحبه أن يخرج عن الجبلة إلى الاكتساب
وعن الامتثال الى العصيان ومجرد مشاهدة الملائكة لهذا المخلوق العجيب المراد جعله خليفة في الأرض كاف في إحاطتهم بما يشتمل عليه من عجائب الصفات..
قال وفي هذا ما يغنيك عما تكلف له بعض المفسرين من وجه اطلاع الملائكة على صفات الإنسان قبل بدوها منه.. انتهى مختصرا من التحرير والتنوير 1230.
القول الرابع أنهم فهموا من قوله تعالى خليفة أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ويردعهم عن المحارم والمآثم قاله القرطبي الجامع لأحكام القرآن 1302.
والمعنى أنه إذا كان هناك خليفة يحكم بين الناس في المظالم فإنه يلزم من ذلك أن هؤلاء الناس تقع منهم المظالم.
وأنت ترى أخي السائل أنها أقوال مختلفة ليس على أي منها نصوص صريحة من الكتاب والسنة إنما هي استنباطات لأهل العلم قد تصيب وقد تخطئ وإنما أراد الله تعالى أن نتعلم ما في هذه القصة
من العبرة والعظة