
حكاية عفاف: لما المشاعر تتوه وحدود العقل تتكسر
كان يوم عادي جدا لكن اللي حصل فيه غير مجرى حياتي بالكامل.
أنا عفاف أختي الكبيرة زينب اتجوزت من حوالي شهرين وكان جوزها جلال راجل محترم قدام الناس شغله كويس وبيبان عليه الهدوء والالتزام. أختي كانت فرحانة بيه جدا وكنت بفرح لفرحتها.
بيتهم كان كبير من دورين وزينب كانت لسه مش متعودة على مسؤوليات البيت بالكامل فكنت بزورها تقريبا كل يوم أساعدها في التنضيف والترتيب. كنت حاسة إني بعمل واجب أختي خصوصا إننا كنا قريبين من بعض جدا وعاوزة أكون سند ليها في بداية حياتها الجديدة.
في الغالب كنت أنا بنضف الدور الأرضي وزينب بتشتغل فوق وكل حاجة كانت ماشية طبيعية جدا.
لكن في مرة وأنا بنضف كالعادة رجع جلال بدري عن ميعاده. استغربت جدا لأنه مش متعود يرجع في الوقت ده خصوصا إنه بيكون في الشغل. دخل من غير ما ياخد باله وكنت وقتها لابسة لبس تنضيف عادي ومريح لكنه مش مناسب إن حد غريب يشوفني بيه.
لما شافني اتفاجئ واعتذر بسرعة وخرج وأنا حسيت بإحراج كبير لكن قلت لنفسي أكيد غلطة مش مقصودة وكلنا ممكن نرجع في وقت غير متوقع.
تاني يوم حصل نفس الموقف تقريبا وثالث يوم كمان… وبدأت أحس إن فيه حاجة مش مريحة بتحصل. علشان كده بقيت ألبس لبس واسع ومحترم طول الوقت حتى وأنا بنضف علشان مايحصلش مواقف زي كده تاني.
بس اللي استغربته إن جلال بدأ يظهر في وقت التنضيف بشكل متكرر وأنا بدأت أتجنب أقعد لوحدي في أي غرفة وحاولت أني أخلص شغلي بسرعة وأطلع لفوق مع أختي.
في يوم من الأيام كنت قاعدة في أوضة زينب وبجرب هدوم قديمة هي كانت ناوية ترميها. زي أي أختين بنجرب هدوم بعض وناخد رأي بعض. مسكت فستان من اللي مش بتلبسه وقالتلي خديه لو عجبك. لبسته عشان أشوفه ووقفت قدام المراية أشوف شكلي فيه وكان شكله شيك بس مش مناسب ألبسه بره البيت.
وفجأة… الباب اتفتح ولقيت جلال واقف.
اټصدمت. كنت مش متوقعة حد يدخل خصوصا إن زينب كانت بتطبخ في المطبخ ومحدش قال إن جلال رجع.
بسرعة غطيت نفسي وقلتله أنا آسفة مفكرتش إنك هتيجي دلوقتي. وهو بصلي وساب الأوضة من غير كلمة وخرج.
الموقف خلاني مش مرتاحة خصوصا إن ده مش أول تصرف غريب منه بس كنت دايما بحاول أدي أعذار. يمكن بس سوء تفاهم… يمكن صدفة.
لكن اللي حصل بعدها خلاني أبدأ أشك في كل حاجة…
من بعد الموقف اللي حصل وأنا بجرب هدوم أختي بدأت أراقب تصرفات جلال أكتر. مش لأني كنت مهتمة بيه لا والله لكن لأني بدأت أحس بعدم ارتياح. كل حركة وكل نظرة كانت بتخليني أفكر هو بيعمل كده عن قصد ولا مجرد سوء تفاهم
في اليوم اللي بعده كان موجود في البيت وقت التنضيف كالعادة بس الغريب إنه بقى بيتمشى في البيت كأنه بيراقبني من بعيد. كل مرة أحاول أتجنب وجوده ألاقيه بيعدي من جنبي أو بيقف عند باب الأوضة اللي أنا فيها بحجة إنه نسي حاجة.
بدأت أختي تحس إني مش مرتاحة وسألتني
زينب مالك يا عفاف شكلك مش طبيعي النهارده.
عفاف لا مفيش بس حاسة بتعب شوية.
زينب لو في حاجة قوليلي أنا أختك.
عفاف مافيش حاجة متقلقيش.
مكنتش قادرة أقولها مش علشان خاېفة لكن علشان مكنتش متأكدة. مش حابة أظلم حد بكلام مش مؤكد. لكن إحساسي الداخلي كان بيقول إن في حاجة غلط وبدأت أضيق الوقت اللي بقضيه عندهم.
بس الغريب… إني في يوم وأنا