
الليلة الزفاف كاملة
أبتسم ببساطة ممتنا للدرس الذي منحني إياه الحب الحقيقي لا يتعلق بالبدايات الخالية من العيوب بل يتعلق بروحين تختاران السير معا بالندوب وكل شيء نحو غد أكثر إشراقا.
بعد السنوات الشفاء التحدي والوعد
كانت السنوات التي تلت زفافنا لطيفة وقاسېة في آن واحد لطيفة في دفء ضحكاتنا المشتركة وقاسېة في الطريقة التي كانت بها الذكريات تتسلل أحيانا إلى ساعات الليل الهادئة.
كانت ابتسامة ماريسول تضيء أي غرفة ومع ذلك كانت هناك لحظات تعبرها فيها الظلال لحظات كنت ألمحها فيها وهي تتلمس الندوب الخاڤتة على معصمها شاردة الذهن.
تعلمت ألا أسأل عن السبب في كل مرة. بدلا من ذلك كنت ببساطة أمسك بيدها تذكيرا صامتا بأنها لم تعد وحيدة.
بيت بني على الثقة
انتقلنا إلى منزل أصفر صغير في ضواحي غوادالاخارا. لم يكن فخما كانت الجدران غير مستوية قليلا والحديقة مليئة بالورود البرية لكن بالنسبة لنا كان مثاليا.
كل صباح كانت ماريسول تملأ المطبخ برائحة القهوة والقرفة. كنت أحب أن أراها تدندن لنفسها بينما تلامس أشعة الشمس شعرها. ببطء بدأت تضحك مرة أخرى ذلك النوع من الضحك الذي لا يأتي إلا عندما تبدأ الروح في الشفاء.
في إحدى الأمسيات بينما كنا ندهن غرفة الأطفال وهو حلم لم نكن نجرؤ على تسميته إلا بالكاد توقفت ماريسول والفرشاة في يدها وهمست
أنت بجد شايف إني ممكن أكون أم كويسة
الټفت إليها ورأيت الشك ذاته الذي جعلها ذات يوم تختبئ تحت غطاء.
ماريسول قلت أنت بالفعل كده. أنت شيلتي الحب ومريت بيه في أصعب الظروف. أي طفل هيكون عنده أم زيك عمره ما هيعرف الوحدة.
اغرورقت عيناها بالدموع لكن هذه المرة جاءت مع ابتسامة.
لأول مرة رأيت الأمل يتفوق على الخۏف.
تم صياغتها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات
الماضي يطرق الباب
لكن الشفاء كما تعلمت ليس طريقا مستقيما.
في أحد الأيام وصل خطاب مظروف رسمي بعنوان مرسل جعل يدي ماريسول ترتجف. كان من المحافظة التي نشأت فيها. أقاربها الذين خذلوها كانوا مدرجين كشهود في ڼزاع على ملكية. وطلبت المحكمة شهادتها.
شحب وجهها.
مش حقدر أرجع هناك يا أليخاندرو. مش بعد كل اللي حصل.
أمسكت بيديها. يبقى هنواجه الموضوع سوا.
في الشهر التالي عدنا. شعرت الرحلة وكأننا نسير عبر ذكرى ترفض أن تظل مدفونة.
كل شارع كل صوت كل رائحة مطر حملت شظايا من طفولتها قطع حاولت نسيانها.
في قاعة المحكمة كان الجو مليئا بالهمسات. عندما صعدت إلى منصة الشهود رأيت يديها ترتجفان. ولكن بعد ذلك حدث شيء لافت للنظر.
استقامت في جلستها وواجهت كل نظرة دون أن ترتعش.
بصوت ثابت تحدثت عن الحقيقة عن الإهمال عن الألم عن الصمود. لم يكن في كلماتها مرارة بل قوة هادئة. بحلول الوقت الذي انتهت فيه كانت الغرفة صامتة. حتى القاضي خفض نظره.
عندما خرجنا لففت ذراعي حولها.
أنت عملتيها! قلت.
نظرت إلي وعيناها تلمعان. لأ. إحنا اللي عملناها.
العاصفة بعد الهدوء
بعد بضعة أشهر مرضت ماريسول.
بدأ الأمر بدوار خفيف ثم ليال بلا نوم ثم حمى تأتي دون سابق إنذار. سماه الأطباء إرهاقا مرتبطا بالتوتر. لكنني كنت أعلم أنه أكثر من ذلك فقد كانت روحها منهكة من مواجهة الأشباح.
في إحدى الليالي وجدتها جالسة بجوار النافذة وضوء القمر يغمر وجهها.
كنت فاكرة إني سبت كل ده ورايا همست. بس لسة عايش جوايا.
جلست بجوارها. يبقى خليه يعيش بس يعيش بهدوء. أنت دلوقتي اللي بتدي له معنى.
التفتت إلي والدموع تبرق في عينيها. عمرك ندمت إنك اتجوزتني
سؤالها اخترقني بعمق لم تتخيله.
أندم كررت بهدوء. ماريسول أنت اللي علمتيني معنى الحب الحقيقي. قبلك كنت فاكر





