قصص قصيرة

الليلة الزفاف كاملة 

إن الحب عبارة عن ألعاب ڼارية شغف ورغبة. بس دلوقتي عرفت إنه صبر. وإنه إنك تبقى موجود لما كل حاجة بتوجع.
أسندت رأسها على كتفي ولأول مرة منذ أسابيع نامت بهدوء.
المعجزة التي لم نتوقعها
بعد عام عندما سلمنا الطبيب صورة الموجات فوق الصوتية غطت ماريسول فمها بيديها المرتجفتين.
إنها بصحة جيدة قال الطبيب مبتسما. نبض قلب قوي.
ابنتنا لوسيا.
تم صياغتها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات
لقد رأيت الفرح من قبل في أيام الزفاف وخلال المهرجانات وفي ضحكات الأصدقاء. لكن لا شيء يقارن بالنظرة على وجه ماريسول في تلك اللحظة. كان الأمر كما لو أن سنوات الحزن تفتحت أخيرا مما سمح للضوء بالانهمار.
خلال فترة الحمل أصبحت ماريسول شخصا جديدا. كانت تقرأ بصوت عال كل ليلة لبطنها الذي يكبر قصصا عن الشجاعة واللطف والمغفرة. أخبرت لوسيا عن النجوم وعن رائحة المطر في مدينتها وعن قوة عدم الاستسلام أبدا.
لكن في الشهر التاسع نشأت مضاعفات.
حذر الأطباء من المخاطر عليها وعلى الطفل على حد سواء. كانت الندوب المنتشرة في جسدها قد تركت بعض نقاط الضعف الجسدية. كانت الجراحة محتملة.
تم صياغتها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات
أتذكر وقوفي في ممر المستشفى والعالم يدور حولي أصلي كما لم أفعل من قبل.
وعندما فتحت الأبواب أخيرا وسمعت بكاء طفل سقطت على ركبتي وبكيت.
نجت ماريسول. وازدهرت لوسيا.
عندما رأيت ماريسول وهي تحمل ابنتنا لأول مرة فهمت شيئا عميقا الحياة لا تمحو الألم بل تحوله.
رسائل إلى لوسيا
عندما بلغت لوسيا الخامسة من عمرها بدأت ماريسول في كتابة الرسائل. علشان لما تكبر قالت.
كانت كل رسالة درسا عن القوة عن اللطف عن شجاعة المسامحة. ختمتها في مظاريف تحمل تواريخ عيد الميلاد الثامن عشر يوم الزفاف أول خذلان في الحب.
في إحدى الأمسيات وجدتها على طاولة المطبخ والقلم معلق في منتصف الهواء.
أقول لها إيه عن… الفترة دي سألت.
فكرت للحظة طويلة قبل أن أجيب.
قولي لها الحقيقة. إنه حتى لما الدنيا كانت قاسېة أمها عمرها ما بطلت تؤمن بالحب.
ابتسمت ماريسول بخفوت. يبقى هتعرف كمان نوع الأب اللي عندها.
اليوم الذي كدت أفقدها فيه
عندما كانت لوسيا في الثامنة ذهبنا في رحلة عائلية إلى الساحل. حمل نسيم البحر الضحكات وبدت ماريسول أكثر تحررا مما رأيتها عليه على الإطلاق. رقصت حافية القدمين على الرمال وشعرها يتمايل في الريح. للحظة كانت الفتاة التي ربما كانت ستكونها لو كانت الحياة أكثر لطفا.
تم صياغتها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات
ثم في إحدى الأمسيات تغير المد فجأة. انزلقت لوسيا وهي تطارد طائرتها الورقية بالقرب من الصخور. دون تردد ركضت ماريسول خلفها.
كانت الأمواج قاسېة.
في الوقت الذي وصلت فيه إليهما كانتا كلتاهما تقاومان التيار. انغمست في الماء أمسكت بلوسيا أولا ودفعتها إلى بر الأمان. لكن عندما استدرت كانت ماريسول قد اختفت تحت السطح.
شعرت أن الثواني كانت ساعات قبل أن أجدها.
لم تكن تتنفس.
حملتها إلى الشاطئ وأجريت لها الإنعاش القلبي الرئوي بيدين مرتجفتين. عندما شهقت أخيرا وهي تسعل ماء البحر انهرت وأنا أبكي على صدرها. تشبثت لوسيا بذراع أمها وهي تبكي متروحيش يا ماما!
نظرت إلينا كلانا مرهقة ولكنها تبتسم بخفوت.
أنا قلت لك همست هفضل دايما أحميها.
في تلك الليلة بينما كانت مستلقية في سرير المستشفى مدت يدها لتمسك بيدي.
تم صياغتها بواسطة صفحة روايات و اقتباسات
يمكن أنا كان لازم أعيش كل الألم ده قالت بهدوء علشان أقدر أكون هنا معاك ومعاها.
السنوات الهادئة
مر الوقت بلطف بعد ذلك. كبرت لوسيا فضولية وشجاعة ورثت تعاطف أمها وإرادتها العنيدة.
بدأت ماريسول تتطوع في ملجأ محلي

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock