
كان زوجي يأخذ الأطفال دائما إلى منزل جدتهم
منذ زمن.
ثم نظرت نحو ميخائيل وابتسم لها هو الآخر بنفس الطريقة التي كان يبتسم لي بها من قبل.
رأيتهم يدخلون جميعا المنزل ويغلقون الباب خلفهم.
كل خلية في جسدي كانت تصرخ بالخذلان.
انتظرت في السيارة حتى خرجوا بعد ساعتين.
حينها لم أستطع الاحتمال أكثر. نزلت واقتربت من الباب وطرقت بقوة.
فتحت المرأة الباب وعندما رأتني تراجعت خطوة إلى الخلف.
قبل أن تنطق ظهر ميخائيل خلفها وجهه شاحب كأنه رأى شبحا.
أمينة يمكنني أن أشرح
صړخت
أين جدتهم يا ميخائيل! من هذه!
انهار دفاعه في لحظة. جلس على المقعد وأخفى وجهه بين يديه.
أما المرأة فبدأت تبكي بصمت.
قال أخيرا
اسمها ناتاليا إنها أختي من أبي لم أكن أعرف عنها شيئا حتى ۏفاة والدي.
أراد والدي أن أعتني بها في وصيته لكنها تعيش في وضع صعب.
لم أخبرك لأنني خشيت أن تسيئي الظن.
كنت آخذ الأطفال إليها لأنني لم أردهم أن يشعروا أني أخفي شيئا عنهم.
كلمة الجدة كانت رمزا اتفقنا عليه حتى لا تضطري للقلق.
توقفت الدموع في عيني فجأة.
أختك! ولماذا كل هذا السر!
أخفض رأسه.
لأنها في الحقيقة ليست أختي فقط وكنت خائڤا من أن تصدقي الشائعات التي ډمرت عائلتي من قبل.
جلست على المقعد المقابل أنظر إلى المرأة التي بدت مرتبكة وخجولة.
لم يكن هناك شيء رومانسي بينهما لا لمحة في نظراتهما فقط خجل وندم.
اقتربت آنا بهدوء أمسكت يدي وقالت
أمي بابا كان يقول لنا إن ناتاليا جزء من العائلة لكنها حزينة ولا أحد يعرفها.
قال إن علينا أن نحافظ على السر حتى يحين الوقت المناسب.
حينها فقط أدركت أن
ميخائيل كان على حق في شيء واحد لم يكن لكنه أخفى عني الحقيقة.
والكذب حتى لو كان بنية طيبة يمكن أن ېقتل الثقة .
في تلك الليلة تحدثنا طويلا.
كان الڠضب يشتعل في قلبي لكنه امتزج بالشفقة حين فهمت القصة الكاملة.
احتاج وقتا لاستعادة ثقتي فيه لكنه احتاج هو أيضا أن يتعلم أن الحب الحقيقي لا يختبئ خلف الأسرار.
السبت التالي ذهبنا جميعا معا إلى ناتاليا.
هذه المرة لم يكن هناك رموز سرية.
فقط عائلة صغيرة تحاول أن تبدأ من جديد بصدق وبدون أكاذيب.





