
مغـامره داخـل حمام السباحة كاملة
أختي طلبت مني أراعي بنتها في الويك إند فخدتها مع بنتي على حمام السباحة وفي أوضة تغيير الملابس بنتي شهقت وقالت ماما! بصي على ده!
رفعت حمالة مايوه بنت أختي واتجمدت في مكاني كان في شريط طبي لسه جديد وتحته جرح صغير بخياطة كأن حد عمل فيها حاجة قريب. سألتها وقعتي!
هزت راسها وهمست مش حادثة.
من اللحظة دي الزمن ما بقاش ماشي طبيعي. كل ثانية بقت تقيلة كأن الهوا نفسه بقى له وزن.
كنت واقفة في أوضة تغيير مليانة دوشة بس وداني اتقفلت. صوت السيشوار بقى طنين بعيد ضحك الأطفال اتحول لصدى غريب وأنا عيني معلقة على ظهر طفلة ست سنين شايلة سر أكبر من عمرها.
ميا.
اسم خفيف بس اللي شايلاه تقيل.
ميا دايما كانت هادية زيادة عن اللزوم. من النوع اللي يقعد مستقيم يستأذن قبل ما يشرب مية ويعتذر حتى لو الغلط مش غلطه. بنت بتحاول تبقى كويسة عشان ما تزعلش حد. النوع ده بيخوفني أكتر من العيال الشقية.
حاولت أبلع ريقي.
طيب حصل إيه
صوتي كان هادي غصب عني كأني بمشي على إزاز.
ميا ما ردتش. عينيها اتحركتناحية الباب ناحية أي حد ممكن يدخل فجأة. إيديها كانت بتلف في قماشة المايوه بعصبية حركة صغيرة بس مليانة قلق.
بنتي كلوي كانت واقفة جنبي وشها اتغير. الإحساس بيعدي بين العيال من غير كلام.
ماما هي كويسة
سؤال بريء بس ضرب في قلبي.
ابتسمت ابتسامة مصطنعة النوع اللي بيطلع من غير روح.
طبعا بس هنلبس بسرعة.
وأنا بلبسهم عقلي كان شغال بأقصى سرعة.
جرح متخيط.
شريط طبي جديد.
مش حادثة.
الجملة دي كانت بتخبط في دماغي زي إنذار.
خرجنا من الأوضة الشمس كانت قوية والمية بتلمع وكل حاجة حوالي بتقول يوم عادي. بس جوايا كان في قصة حقيقية بتتكتب قصة صدمة وبداية سر مظلم.
ركبنا العربية. أول ما قفلت الباب إيدي رعشت.
ما عيطتش.
الخوف ساعات بيشل الدموع.
إحنا رايحين فين
كلوي سألت وهي بتظبط الحزام.
نكشف بس قلت بهدوء مصطنع.
ليه
عشان نطمن.
ميا كانت ساكتة. بصاصة من الشباك كأنها عايزة تختفي.
ماما هتزعل قالتها فجأة صوتها واطي بس واضح.
مين
ماما.
شديت نفسي وما قولتش اللي في دماغي.
اللي في دماغي كانلو أم زعلت عشان بنتها تبقى أمان تبقى المشكلة مش في البنت.
حطيت العربية على طريق المستشفى. كل متر كنت بحسه اختبار.
وفجأة التليفون نور.
رسالة.
اسم أختي.
لفي وارجعي. دلوقتي.
قريت الرسالة كذا مرة. مش طلب. أمر.
ما فيش سؤال. ما فيش في إيه.
بس سيطرة وخوف.
ما ردتش.
بعد دقيقتين مكالمة. سيبتها ترن.
رسالة تانية
إنتي بتعملي إيه لو وديتيها هناك هتدمري كل حاجة.
الجملة دي كانت أوضح اعتراف.
مش اعتراف صريح بس كفاية.
كلوي حست بالتوتر.
ماما في مشكلة
لا يا حبيبتي.
كذبة صغيرة بس ضرورية.
وصلنا المستشفى. أول ما دخلت حسيت إني في المكان الصح.
الإضاءة البيضا الريحة المعقمة الهدوء اللي بيحمي الأسرار مش بيغطيها.
في الاستقبال قلت الجملة اللي غيرت كل حاجة
بنت أختي عندها خياطة جديدة ومش حادثة.
وش الممرضة شد.
في ثانية اتحولت من موظفة روتينية لإنسانة فاهمة خطورة اللي بيتقال.
تمام قالت بهدوء رسمي.
تعالوا معايا.
دخلونا أوضة جانبية. ميا مسكت إيدي بإحكام.
أنا عملت حاجة غلط
سؤال كسرني.
نزلتنفسي لمستواها.
لأ. إنتي عملتي الصح.
وفي اللحظة دي وأنا قاعده في أوضة مستشفى فهمت إن اللي جاي مش سهل.
تحقيق.
حماية الطفل.
ناس هتزعل.
ناس هتتهمني.
بس كمان طفلة محتاجة حد يصدقها.
الأوضة كانت هادية زيادة عن اللزوم. هدوء المستشفيات اللي بيخليك تسمع دقات قلبك.
ميا كانت قاعدة على السرير رجليها متدلية ماسكة الدبدوب اللي الممرضة إدتهولها كأنه طوق نجاة. عينيها كانت ثابتة في الأرض كأنها اتعلمت إن النظر لفوق بيجيب مشاكل.
دخلت ممرضة تانية بعدها دكتورة. الاتنين ملامحهم مش قاسية بس جادة. النوع اللي ما بيهزرش في الحاجات دي.
هنكشف بس قالت الدكتورة بصوت واطي.
وأنا هنا قلت بسرعة قبل ما ميا تقلق.
الكشف كان هادي محترم بس كل ثانية فيه كانت بتقص من روحي حتة.
الدكتورة سكتت شوية وبعدين رفعت عينيها لي.
النظرة دي أعرفها. نظرة حد شاف كتير ولسه بيتوجع.
الخياطة حديثة قالت.
ومكانها مقلق.
ومش نتيجة وقعة.
الجملة نزلت تقيلة بس مريحة في نفس الوقت.
مش عشان الحقيقة سهلة
عشان الشك بقى يقين.
خرجت الدكتورة وبعدها بدقايق دخلت موظفة عرفت نفسها إنها من حماية الطفل. كلامها كان





